النهضة كحلم.. النهضة كمشروع

وائل السمرى
وائل السمرى
بقلم - وائل السمرى
ما الفرق بين أن تصنع نهضتك، وأن تصبح «عالة» على نهضات غيرك؟ يمر هذا السؤال على خاطرى كلما رأيت نماذج المشروعات العمرانية الجديدة المنتشرة فى مصر التى تستلهم فى مجملها نموذجا واحدا من نماذج التخطيط العمرانى، وهو ما أراه غير مجد على الإطلاق، لأنه ببساطة ينسب نهضتنا إلى غيرنا، لأننا لا نفعل شىء سوى التقليد، والتقليد كما يعرفه «أوسكار وايلد» ليس إلا «تحية من البسطاء إلى العباقرة».
 
هنا علينا أن نسأل أنفسنا: هل نحن مقلدون أم أصحاب عبقرية ما؟ وإذا كنا فعلا من أصحاب العبقرية فكيف نجلو الركام عن أنفسنا وكيف نكتشف خصوصيتنا؟ وهنا لابد أن نقول إنه لا توجد وصفات جاهزة للنهضة، لكننا نستطيع، على الأقل، أن نستكشف بعض الملامح العامة لتجارب النهضة فى العالم لنعرف بعض الخطوط العريضة لأى عملية نهضوية، ولعل أول ما سنكشفه فى هذا الشأن هو أن جميع التجارب النهضوية الكبرى فى تاريخ البشرية لم تعن بشىء بقدر عنايتها بإحياء إرثها الثقافى والحضارى القديم، ولرسوخ هذا المبدأ فى الضمير الإنسانى، أطلق على عصر النهضة الأوروبية اسم عصر«الرينيسانس» وكلمة «Renaissance» لا يوجد مقابل لها فى اللغة العربية، أدق من كلمة «إحياء»، وقد تعمد مؤرخو الفن الأوربيون أن يطلقوا هذا الاسم على الفترة الواقعة بين القرنين الرابع عشر والسابع عشر التى شهدت إحياء كبيرا للتقاليد الفنية الرومانية، وهو الأمر الذى ظهر جليا فى أعمال فنانى النهضة العظام الذين استلهموا الروح الرومانية فى تخطيط الساحات، وعمل التماثيل واللوحات، فاتحين الباب بعد هذا العمل المضنى لأوروبا، لكى تتقدم وتنهض دون أن تفقد ملامحها وهويتها.
 
الأمر نفسه حدث فى العديد من الحضارات الأخرى، فالحضارة الهيلينية مثلا لم تكن لتؤثر فى التاريخ الإنسانى العالمى، دون أن تستوعب ما قبلها من حضارات، ليحدث بعد هذا تزاوج فنى مدهش بين الحضارة المصرية والحضارة اليونانية، ليشهد العالم بعد ذلك ميلاد الحضارة الهيلينية التى اعتمدت على إحياء التقاليد المصرية واليونانية تحت رعاية الإسكندر المقدونى وما بعده من حكام، والأمر ذاته حدث فى النهضة الإسلامية الكبرى على يد نبى الله محمد عليه الصلاة والسلام، فقد اعتمد نبى الرحمة على الميراث الثقافى والأخلاقى العربى فى بداية الأمر، حتى إنه قيل إن رسول الله لم يجد شيئا صالحا فى الجاهلية إلا ودعمه وحث عليه، ثم شهدت المنطقة العربية فى مرحلة ما بعد الخلافة الراشدة تزاوجا فنيا مدهشا بين الحضارة البيزنطية والحضارة الفارسية الساسانية، ليستلهم منهما الفنان المسلم بواكير أعماله الفنية، ثم يتمرد عليهما ليصنع فنه الخاص وبصمته الحضارية المميزة.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

قانون العمل.. لا يجوز تحديد سن للتقاعد أقل من ستين سنة ويحظر إنهاء عقد العمل لمرض العامل إلا إذا استنفد إجازاته.. ينهى عقد العمل إذا حكم نهائيا على العامل فى جريمة ماسة بالشرف أو الأمانة

ليفربول يستضيف كريستال بالاس فى أجواء احتفالية بختام الدوري الإنجليزي

أولى جلسات سفاح المعمورة بمحكمة جنايات الإسكندرية اليوم

امتحانات نهاية العام.. موعد إعلان وظهور نتيجة الفصل الدراسى الثانى 2025

أحمد شيبة عن أغنية "أنا مش تمام".. درامية ومبسوط بنجاحها


موعد مباراة الزمالك وبيراميدز فى نهائى كأس مصر 2025

موعد مباراة بيراميدز وصن داونز فى "إياب" نهائى دوري أبطال أفريقيا

عزيمة لا تقهر.. حكاية شاب شرقاوى من معاناة السمنة المفرطة إلى بطل كمال أجسام بعد ممارسة الرياضة.. هشام حنفى: وزنى كان 155 كجم وصاحبتنى الأمراض وبالتدريبات أصبحت 95 كجم فى 6 أشهر فقط ويؤكد: العزيمة مفتاح النجاح

الأهلي يطلب من ريفيرو تحديد موعد ظهور الصفقات الجديدة فى التتش

حرائق تلتهم غابات الجبل الأخضر وتقترب من المناطق السكنية شرق ليبيا (فيديو)


صفارات الإنذار تدوى فى جميع أنحاء أوكرانيا

قطع المياه عن هذه المناطق بالقاهرة لمدة 8 ساعات.. تعرف على التفاصيل

بيسيرو: الزمالك هرم مصر الرابع.. والأهلى سيفوز على بورتو فى مونديال الأندية

حبس طالب وصديقه فى واقعة مشاجرة منطقة المقطم بالقاهرة 4 أيام

«الداخلية» تكشف تفاصيل حادث انفجار المنيا: أنبوبة بوتاجاز السبب

هداف الدوري الإسباني.. مبابي يعزز الصدارة ويوسع الفارق مع ليفاندوفسكي

طريقة الاستعلام عن معاش تكافل وكرامة بالرقم القومى إلكترونيًا

مجلس الوزراء ينشر فيديو عن مشروع "سكن لكل المصريين"

هيئة البث الإسرائيلية: الجيش أدخل ألوية المشاة والمدرعات النظامية إلى غزة

قضية أحمد فاتح تُشعل الجدل.. حقيقة أول رجل عربى يلد طفلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى