ذكرى استعادة مصر من قبضة الإرهاب.. تفاصيل تنشر لأول مرة عن ثورة 30 يونيو وأخطر 4 أيام فى تاريخ البلاد.. السيسى اتفق مع المعزول على 4 نقاط ومكتب إرشاد الإخوان رفضها.. والقوى السياسية ترد بالإجماع فى 3 يوليو

القوى السياسية فى لحظة إعلان بيان 3 يوليو 2013
القوى السياسية فى لحظة إعلان بيان 3 يوليو 2013
كتب زكى القاضى

تظل الفترة بين 30 يونيو 2013 وإلقاء بيان 3 يوليو الشهير، الذى أعلن فيه الرئيس عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع وقتها، مليئة بالأسرار والتفاصيل التى ما زال التاريخ يسجلها وسيظل طويلا، عبر رجالها وأحداثها.

فى ذكرى بيان 3 يوليو، حاول "اليوم السابع" رصد عدد من الحقائق والمعلومات التى توثق لتلك المرحلة التاريخية المهمة من عمر الوطن، وذلك بالتواصل مع شخصيات كان لها دور كبير فيما حدث، وطبقا للمعلومات المتوفرة والكاشفة لكثير من التفاصيل التى تنشر لأول مرة عن أحداث أخطر 4 أيام فى تاريخ مصر الحديث.

 

مكتب إرشاد الإخوان يدفع الأوضاع للانهيار بدءا من أبريل 2013

بداية، شهدت الفترة بين أبريل و30 يونيو 2013 توترا كبيرا بين الرئيس المعزول محمد مرسى، ومن خلفه مكتب إرشاد جماعة الإخوان الإرهابية، والقوى السياسية المصرية على تنوعها، ووصل الأمر إلى طلب كثيرين المساعدة من القوات المسلحة المصرية، التى كان على رأسها فى ذلك الوقت الفريق أول عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع، والفريق صدقى صبحى رئيس أركان حرب القوات المسلحة.

وتكشف مصادر مطلعة، عن أن الاختلاف بين مؤسسة الرئاسة والقوى السياسية وصل وقتها إلى طريق مسدود، دفع القائد العام للقوات المسلحة، بحكم مسؤوليته الوطنية ودوره فى صيانة الأمن القومى، لإعطاء مهلة 7 أيام للجميع، من أجل الوصول لحلول عملية لكل القضايا العالقة والخلافية بين الرئاسة والقوى السياسية.

 

القوات المسلحة ترفض سيناريو الجماعة لإدخال مصر لـ"نفق مظلم"

فى الوقت الذى أحست فيه القوات المسلحة بالأزمة السياسية العاصفة، تدخلت من منطلق دورها الوطنى، وأعلنت وفقا لطبيعة مسؤوليتها ودورها أنها لن تسمح بجر البلاد لنفق مظلم، وتعبير "نفق مظلم" من التعبيرات العميقة التى تستوجب التوقف عندها، إذ يتمثل النفق المظلم فى انهيار مؤسسات الدولة، ودفع المجتمع للفتنة الطائفية، وجر الشعب المصرى لحرب أهلية، والضغط على المجتمع بالانهيار الاقتصادى، وهى الأمور التى بدأت تتجلى منذ الساعات الأولى لحكم المعزول محمد مرسى، وتصاعدت مع مرور الأيام وتغلغل مكتب إرشاد الإخوان فى مؤسسة الرئاسة وشؤون الحكم.

ورصدت القوات المسلحة خلال تلك المرحلة الملتبسة وطنيا وسياسيا، كل التطورات والمشهد الذى يحدث على الأرض، بحكم مسؤوليتها عن الأمن القومى، ودورها التاريخى فى حماية الشعب وإرادته، وقدرة القوات المسلحة على تأمين مصر داخليا وخارجيا.

 

السيسى يجتمع بالمعزول 5 ساعات للاتفاق على نقاط تلبى تطلعات الشعب

تكشف المصادر، عن تفاصيل اللقاء الذى دار بين الفريق أول عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية الآن ووزير الدفاع وقتها، والرئيس المعزول محمد مرسى، والذى شهد الاتفاق بين القائد العام للقوات المسلحة ومؤسسة الرئاسة على 4 نقاط يجب أن يتضمنها الخطاب الأخير للمعزول محمد مرسى، واستمر الحوار بين السيسى و"مرسى" أكثر من 5 ساعات، انتهت بالاتفاق على أن يخرج المعزول فى خطاب للمواطنين السابعة مساء، ولكن جاءت السابعة ورفض مرسى الخروج، وتأجل خطابه للتاسعة، بعدما عاد لمكتب إرشاد الجماعة وحصل على موقفهم من النقاط الأربعة، والذى كان بالرفض.

تضمنت النقاط الأربع التى اتفق عليها السيسى مع المعزول، تقديم اعتذار للشعب المصرى عن تجاوزات مؤسسة الرئاسة والجماعة خلال الفترة السابقة، يتضمن اعترافا منهم بمحدودية الخبرة وغياب الكوادر السياسية القادرة على أن تشغل موقع "رجال الدولة"، والنقطة الثانية إقالة حكومة هشام قنديل التى أسقطها الشعب ولم يعد يرضى بها، بوصف عناصرها محدودى القدرات والكفاءة وليسوا رجال دولة، وأيضا إقالة النائب العام الإخوانى طلعت عبد الله، بعد الاعتداء على السلطة القضائية وعدم احترام الفصل بين السلطات، وكانت النقطة الأخيرة تخيير المعزول بين الإعلان عن الدعوة لاستفتاء شعبى على بقائه رئيسا للجمهورية، أو الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة.

 

الجماعة الإرهابية ترفض النقاط الـ4 الملبية لمطالب الجماهير.. و"مرسى" ينقض اتفاقه

المعلومات المتوفرة عبر مصادر مطلعة ومقربة من دوائر الحكم وقتها، تؤكد أن المعزول محمد مرسى اعتذر قبل الساعة السابعة عن الخروج بخطابه للمواطنين، وبعدها قرر التراجع عن الاتفاق، ما دفع القوات المسلحة لتوجيه إنذار بضرورة حل المشكلات والخلافات خلال 48 ساعة، كفرصة أخيرة للتوافق، تنتهى فى الساعة الرابعة عصر 3 يوليو 2013.

رد فعل جماعة الإخوان الإرهابية بعدم الاستجابة للنقاط الأربعة التى تلبى تطلعات الجماهير، كان متوقعا، ومتماشيا مع الغطرسة الإخوانية طوال سنة تولت فيها مقاليد الحكم وأمسكت بزمام الأمور واستبعدت كل القوى السياسية والشركاء الآخرين، فكان قرار القيادة العامة للقوات المسلحة بالتدخل لفض الاشتباك المشتعل شعبيا، مع احتشاد عشرات الملايين من المصريين فى الشوارع والميادين، لتتصدى بحكم مسؤوليتها الوطنية وطبيعة عملها والتزامها بصيانة الأمن القومى، للغطرسة الإخوانية وخروج الجماعة على المصالح الوطنية ورغبات المصريين.

 

خطة التعامل مع الإخوان تراعى تاريخ الجماعة وتمويلها وقدرتها على حشد الميليشيات

وضعت القوات المسلحة عدة اعتبارات مهمة فى المواجهة مع جماعة الإخوان الإرهايية وأنصارها، أبرزها أن عمر الجماعة يتجاوز 83 سنة، وأنها تعاملت مع الملك فاروق، ثم الرؤساء السابقين جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسنى مبارك، إضافة إلى قدرة التنظيم على الانتشار الواسع فى جغرافيا مصر، وقدرته على الحشد، وتوفر التمويلات الداخلية والخارجية التى تمنحه قوة مالية كبيرة.

وحرصت القوات المسلحة فى إطار استعدادها للقلاقل والمشكلات المتوقع أن تثيرها الجماعة، فى إطار سعيها لإضعاف الدولة ومؤسساتها، على الانتشار الجيد والواسع جغرافيا، وتأمين المنشآت الحيوية، لمواجهة الميليشيات المدربة من الجماعة، والسيطرة على تأثير الدعم المالى من قطر واللوجستى من تركيا، والغطاء السياسى من الولايات المتحدة وإنجلترا وبعض الدول الأوروبية.

 

القوى السياسية تجتمع فى الحادية عشرة من صباح 3 يوليو لاتخاذ موقف من الجماعة

أما عن أبرز تفاصيل يوم 3 يوليو نفسه، فقد كشفت معلومات متوفرة عن مصادر كانت قريبة من كواليس اجتماع القوى السياسية، أن الاجتماع بدأ فى الحادية عشرة صباحا، استعدادا للتعامل مع تبعات انتهاء مهلة الـ48 ساعة فى الرابعة عصرا، وتم استدعاء القوى السياسية، ممثلة فى التيار المدنى والليبرالى ممثلا فى الدكتور محمد البرادعى، والتيار الإسلامى ممثلا فى الدكتور جلال مرّة عن حزب النور، والشباب ممثلا فى محمود بدر ومحمد عبد العزيز، عن الشباب وحركة تمرد، والمرأة ممثلة فى الكاتبة سكينة فؤاد، إضافة إلى سعى اللواء محمد العصار للاتصال بمحمد البلتاجى، القيادى بجماعة الإخوان الإرهابية، لحضور الاجتماع، إلا أنه رفض.

وخلال الاجتماع الموسع لممثلى القوى السياسية، اتفق الحضور على العودة لدستور 1971، إلا أن إصرار حزب النور جعلهم يتفقون على تعطيل الدستور بشكل مؤقت، إضافة إلى عدد من الإجراءات والترتيبات التى تستجيب لمطالب الجماهير المحتشدة فى الميادين، وخرج بيان 3 يوليو الشهير كما أراده الشعب المصرى وتابعه، معلنا عن حزمة إجراءات تستهدف استيعاب كل المطالب الشعبية، وتستعيد مصر من قبضة الفاشية الدينية.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

"فيفا" يخفض أسعار تذاكر تشيلسي بـ13 دولار.. وموقعة الريال وباريس بـ200 دولار

بعد أحمد شريف.. الزمالك يكثف مفاوضاته لضم عمرو ناصر من فاركو

حياة كريمة ببنى سويف.. محطات مياه جديدة لدعم قرى المحافظة.. إنشاء محطة الفقاعى بطاقة إنتاجية تصل 8600 متر مكعب يوميا.. تطوير محطة كفر ناصر بطاقة إنتاجية 34 ألف متر مكعب يوميا.. وإحلال وتجديد ورفع كفاءة 6 آخرين

9 آلاف دولار للفرد بإجمالى 5 مليارات.. شركة أمريكية تضع تكلفة تهجير الفلسطينيين

الكوكي يستقر على خوض وديتين بمعسكر المصري قبل السفر إلى تونس


تحديات تواجه إيلون ماسك لتأسيس حزب أمريكا.. النظام الانتخابى أبرزها

اختبارات القدرات 2025.. نماذج استرشادية للامتحان بكليات الفنون الجميلة

وزيرة التضامن تعلن زيادة الدعم النقدى تكافل وكرامة إلى 900 جنيه الشهر الجارى

بعد حادث الطريق الإقليمى.. تعرف على تحذيرات المرور لتجنب حوادث الطرق

بعد توجيهات الرئيس السيسى.. حملات مرورية لمواجهة الحوادث بالطريق الإقليمي


مليونية حب فى الزعيم عادل إمام بعد ظهوره..والجمهور يعبر عن اشتياقه

إيقاف 7 مهندسين بسبب بناء جسر بزاوية 90 درجة فى الهند.. فيديو

عواصف وفيضانات فى إيطاليا وتأجيل 13 رحلة جوية بعد موجة حر شديدة

الجزيرة الإماراتي يجدد الثقة فى مدرب محمد النني

بي اس جي ضد الريال.. إنريكي يتسلح بالتاريخ لعبور الملكي في المونديال

ريال مدريد ينفرد برقم تاريخى فى كأس العالم للأندية تحت أنظار الأهلى

الزمالك يحصل على توقيع من 5 إلى 6 صفقات محلية بالانتقالات الصيفية

صراع نارى على التتويج بجائزة هداف كأس العالم للأندية 2025

ريال مدريد يصنع التاريخ فى كأس العالم للأندية.. وجارسيا يحقق إنجازا مميزا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى