سلوى لم تعد سلوى!!

ماجدة إبراهيم
ماجدة إبراهيم
البيت هو رمز الأمان الوحيد لأى إنسان سواء كبيرا أو صغيرا.. فمن منا لا يجد مستقره وراحته فى بيته.. حتى ولو واجهتنا بعض المشاكل والعقبات.. فالحياة كلها تعب.. وما أجمل الراحة بعد الشقاء.. وما أسعد اللحظات بعد الفرج..
 
«سلوى عرابى» أو ما أطلقته الميديا ووسائل التواصل الاجتماعى فتاة كوبرى العباسية التى وجدت تعانى انهيارا عصبيا حادا وفقدان النطق والسيطرة على نفسها.. والتواصل مع الآخرين.
 
وقد تقدمت إحدى دور الرعاية النفسية مشكورة لمساعدة هذه النوعية من المشردين بالتكفل برعاية سلوى وعلاجها النفسى حتى الشفاء حتى تستطيع العودة لأهلها.
 
تفاصيل كثيرة ومؤثرة حكتها سلوى أمام كاميرات التليفزيون والمواقع الأخبارية التى أهتمت بقضيتها واعتبرتها سبقا صحفيا وعرت كل تفاصيل حياتها وفضحت عائلتها.. كان من الممكن أن نكتفى بتحويل الفتاة المريضة لدور الرعاية النفسية وكفى، ومن ثم تعالج وتعود لأهلها بدون فضيحه.
 
كثيرون رأوا برنامج 90 دقيقة وفيديوهات كثيرة للفتاة.. كلنا لاحظنا أن الفتاه ليست فى وعيها الكامل وتتحدث بطريقة مش طبيعية، وهذا ما أكده أحد المشرفين على المؤسسة التى تكفلها وتعالجها.
 
فهل من الأخلاق والمنطق الإنسانى أن نعرى البشر نفسيا وأسريا وأمام ملايين الجماهير والمشاهدين.
 
ماذا استفاد المشاهدون عندما تابعوا فتاة ليست سوية.. ماذا أضاف للمشاهدين عندما تبرأت الأم على الهواء من ابنتها وشتمها أخوها الأصغر؟
 
لا شىء سوى الفضيحة.. والشفقة على حال أهلها.. وعلى حال ابنتهم التى تعاملوا معها على أنها فتاة سوية.. عاقلة.. فى حين لم يفكروا لحظه أنها منذ وفاة والدها قد تغيرت حياتها بالكامل.. فقد أصيبت بصدمه نفسية عنيفة منذ ذلك الوقت وهى تهوى فى الحياة إلى مكان سحيق.. فجأة الحضن الدافئ والقلب الحنين مات.. ولم يتبق لها إلا مجرد شخوص فى حياتها.. هذه أمها.. وهؤلاء أخوتها.. لكن سلوى لم تعد سلوى؟!
 
سلوى الطفلة ذات العشر سنوات تحولت إلى طفلة كل حلمها أن تهرب من الحقيقة.. تهرب من البيت الذى لم يعد رمزا للأمان.
 
رمزا للحماية.
 
مات الأمان.. وتوفيت الحماية بوفاة والدها.
 
لم تدرك الأم فى مدينة المحلة الكبرى أن طفلتها لم تعد طفلتها؟
 
كانت فى حاجة إلى أن تحتويها.. لا أن تعاملها بمنطق «اكسر للبنت ضلع يطلع لها أربعة وعشرين».
 
كانت تحتاج سلوى من أمها أن تحتضنها وتكون لها بمثابة الأب والأم..
 
ولكن ككثير من أمهاتنا الفضليات اتجهن إلى الشدة والحزم كبديل عن فقدان الأب.. متناسين أن الأب لا يعوضه قسوة الأيام ولا شدة الكلمات.
 
أنا لا يعنينى فى الحقيقة تفاصيل حياة سلوى بعدما تركت أسرتها فما حدث قد حدث.. ولا تهمنى تفاصيل علاقاتها برجال، سواء تزوجتهم أو أكتفت بمصاحبتهم.. كل هذه الأحداث والتفاصيل حدثت وسلوى لا تحاسب على أفعالها.. «ليس على المريض حرج»، لكننى أعاتب الأهل الذين لم يفكروا للحظة فى أن ابنتهم فى حاجة إلى العلاج، لا إلى القسوة.
 
فى حاجة إلى أدوية وطبيب يتابعها.. لا إلى التوبيخ والإذلال.
 
سلوى كانت فى حاجة إلى بيت دافئ وحضن يحتوى وعقل يتفهم واعى
ياخذ بيديها إلى الطريق الصحيح.
 
اتركوا سلوى فى دار الرعاية فأعتقد أن هذه المؤسسة قد تفهمت وبادرت وبدأت فى حل أزمة سلوى.
 
هذه الدار وغيرها من المؤسسات التى تعمل فى صمت تحتاج منا أن نرفع القبعة وندعمهم ماديا ومعنويا.
 
فهناك مئات وربما آلاف مثل سلوى مازالوا يحتاجون إلى هذا النوع من الرعاية النفسية بعدما فقدوا أمان بيوتهم.. وأمن أسرهم.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مصر تفوز على تونس وتتوج بالبطولة العربية للسيدات لكرة السلة

وزير الإتصالات: سنترال رمسيس لم يعد صالحا فى الوقت الحالى حتى تتم أعمال التبريد

وزير الشئون النيابية: صرف تعويضات لأسر شهداء ومصابى حريق سنترال رمسيس

أسر شهداء حادث سنترال رمسيس يتسلمون جثامين ذويهم استعدادًا لتشييعها

البنك الأهلي يغلق ملف رحيل أسامة فيصل بعد توقف مفاوضات الأهلي


ليبيا تطرد وزراء داخلية إيطاليا واليونان ومالطا ومسؤولا أوروبيا

بطل ابن بطل.. نور امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من العطاء بحريق رمسيس.. الوالد استشهد فى موقعة الواحات والابن جسد البطولة فى حريق السنترال.. والدته لـ"اليوم السابع": اللي خلف ما ماتش وكلنا فداء مصر

قهوة الزباد.. رحلة أغلى فنجان فى العالم من بطن حيوان إلى مائدة الأثرياء

الحكومة: خدمات المحمول ستعود بكامل جودتها قبل عصر اليوم بالشبكات الأربعة

اتحاد الكرة: لا صحة لتحفظ النيابة العامة على عقود اللاعبين بسبب زيزو


الحكومة: سنترال رمسيس سيظل خارج الخدمة أسبوع أو أكثر مع استمرار الخدمات

تفاصيل إلغاء جلسة البورصة لأول مرة بسبب حريق سنترال.. إدارة سوق المال أجرت اختبارات عديدة للتأكد من إجراءات الربط مع شركات السمسرة ومصر للمقاصة والبنوك.. وتعليق التداول لتحقيق تكافؤ الفرص

فيلم المشروع x بطولة كريم عبد العزيز يتخطى الـ131 مليون جنيه فى السينمات

الإهمال الإدارى يُكلف برشلونة 15 مليون يورو من "يويفا"

5 فئات لتذاكر حفل تامر حسنى بمهرجان العلمين فى دورته الثالثة

النصر يراقب موقف مالكوم مع الهلال السعودى

نبيل الكوكى يستعرض مهاراته على هامش المران الصباحى للمصرى.. فيديو

أجواء شديدة الحرارة ورطوبة.. تفاصيل حالة الطقس والظواهر الجوية المتوقعة

موعد مباراة فلومينينسى وتشيلسى فى كأس العالم للأندية والقناة الناقلة

مواعيد مباريات اليوم.. فلومينينسي مع تشيلسي فى كأس العالم للأندية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى