"حقوق الإنسان وحرية التعبير" على الطريقة الألمانية.. اشتباكات بين المتظاهرين والمعارضة الألمانية على مدار يومين كاملين خلال عقد قمة مجموعة الـ20.. ووزير العدل الألمانى يصف المتظاهرين بـ "المجرمين"

 توجت قمة مجموعة العشرين بإشتباكات عنيفة بين معارضيين والشرطة الألمانية على مدار يومين. وفى مشهد غريب من نوعه، بينما اجتمع قادة العالم فى قاعة إلبفيلهارمونى الشاهقة لحضور قمة مجموعة دول العشرين، الـ 12 فى الفترة مابين 7-8 يوليو الحالى، وهم يستمعون لسيمفونيات بيتهوفن ويتناولون العشاء، كانت تكافح قوات الشرطة الألمانية للسيطرة على أعمال العنف فى الشوارع مستخدمة لخراطيم المياه والغاز المسيل للدموع والقوارب السريعة لصد محاولات هجوم المتظاهرين على القاعة عبر نهر الإلبه الذى يستخدم كممر نهرى لنقل البضائع إلى هامبورج ومنها إلى بحر الشمال وجميع بلدان العالم.

معارضيين سياسات العولمة

شباب هامبورج يعبرون عن رفضهم لاجتماع القادة

احتشد الآلاف من شباب أقصى اليسار السياسى وغيرهم للتعبير عن رفضهم للسياسات التى ينتهجها أكبر قادة العالم؛ وتحت شعار "اهلاً بكم فى الجحيم" اقام معارضيين سياسات العولمة مظاهراتهم فى هامبورج، ثانى أكبر مدينة بألمانيا، يرمز شعار المظاهرات إلى "سياسات مجموعة العشرين فى جميع أنحاء العالم هى المسؤولة عن الظروف الجحيم مثل الجوع والحرب والكوارث المناخية"، حسبما صرح منظم المظاهرات، أندرياس بليشميدت لوكالة فرانس برس.

وصرح بأن " النشطاء سيحاولون منع وصول قادة الدول إلى مكان انعقاد القمة، وكالمعتاد سنواجه الشرطة".

وتعرف المجموعة نفسها كنشطاء ضد سياسات العولمة ويصنف كتحالف مستقل، وصرحوا النشطاء بأن مظاهراتهم " ستعبر عن الاحتجاج والمقاومة والنقد بشدة ضد ممارسات الحكومات الغربية التى تتسبب فى الجوع والفقر بإنتهاجها للرأسمالية".

قوات الشرطة الألمانية

الشرطة الألمانية تحاول صد هجوم اآلاف من المتظاهرين

وقد تصاعد التوتر بين المتظاهرين والشرطة وتشابكوا فى منطقة الميناء التاريخية فى هامبورج ليلة الخميس، واستمرت حتى اليوم. بينما صرحت صحيفة الجارديان البريطانية انه قد تصاعدت الإشتباكات  عندما اشعل المتظاهرون، المناهضون للرأسمالية الملثمين، النار على السيارات وحطموا نوافذ المتاجر صباح الجمعة، وفى وقت لاحق من نفس اليوم، صرحت شرطة هامبورج فى بيان لها على موقعها، انه قد تم إصابة 160 ظابط من القوات، واعتقال 70 من الملثمين بالمظاهرات، بينما صرحت وسائل الإعلام الألمانية بأنه قد تم إصابة 213 رجل شرطة واعتقال 250 شابا من مجموعة "البلاك بلوك".

وقامت السلطات بنشر تعزيزات من رجال الشرطة وصلت الى 15 الف شرطى فى أرجاء المدينة لتأمين القمة بعد تصاعد العنف بالمظاهرات.

أعمال الشغب فى هامبورج اليوم

إغلاق الصحف اليسارية بألمانيا

واتهم أندرياس بيوث، وهو محام ومنظم مشارك في الاحتجاجات، ان "الشرطة قامت بإستفزاز المتظاهرين عمداً"، مضيفاً فى مؤتمر صحفى ان "التصعيد كان واضحاً جداً من قبل قوات الشرطة".حسب الجارديان البريطانية.

وقال كريستوف كلاين، احد منظمي الاحتجاجات اليوم السبت، ان "الشرطة عرضت حياتهم للخطر بتوجيه مدافع المياه نحو من إحتموا فوق السقوف والجسور". كما ذكر عدد من الصحفيين العاملين فى الصحف الألمانية اليسارية اليوم الجمعة انه قد قامت السلطات بسحب الرخص الخاصة بالنشر من صحفهم دون توضيح، وفقاً لذابيلد الألمانية.

مظاهرات مناهضة لقمة مجموعة العشرين

المظاهرات العنيفة غير مقبولة

وصفت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل العنف فى التظاهرات على انها أمر "غير مقبول"، فى خطابها الختامى بالقمة. وقالت ميركل؛ "أتفهم المظاهرات السلمية، ولكن لا أتقبل المظاهرات العنيفة التى تعرض حياة البشر وقوات الشرطة والسكان للخطر، فإن ذلك غير مقبول".

بينما أدان وزير العدل الألمانى الاشتباكات العنيفة خلال قمة مجموعة الـ 20 فى هامبورج التى اسفرت عن إصابات لرجال الشرطة واعتقال المئات.  

وقال وزير العدل، هيكو ماس، لصحيفة "ذابيلد"  ان "الاحتجاجات العنيفة  تضر بالحشد الكبير من المتظاهرين السلميين"، وأضاف ان " كل احتجاج سلمى مرحب به. ولكن هذا ليس تصريحاً مفتوحاً للهجوم المتواصل من قبل المجرمين والمتطرفين الذين لا ينتمون الى الشوارع، بل ينمتون الى قاعات المحاكم، ولن يكون هناك تسامح تجاههم".

أعمال الشغب فى هامبورج