فيروز شوقى تكتب: سباق الفئران

فيروز شوقى
فيروز شوقى
فى بعض الأوقات أشعر بالتوهة نحو التفكير فى أمر ما  ثم تتحجر رأسى من أجل السير نحو درب ما ! أجد نفسى أريد أن أسلكه فقط ، ولا شيء سواه ، ينصحنى الأهل و الأصدقاء بمحاولة تغيير الطريق وتجربة طريق آخر ، ولكن من وجهة نظرى الطريق الآخر غير مميز ، فأزداد إصرارا على المرور  بطريق ظننت يوما أنه نتاج عقلى بمفردي!، وبالفعل أسير دون أى تردد ، ثم أحصد النتيجة ، لأجد أنها نفس النتيجة التى توصل اليها الآخرون من قبل ، ولكنى لا أكتشف هذا إلا بعد مرور زمن بعيد ثم أضحك على تصرفى و أمضى فى الطريق !.
هل هذا غباء منى بمفردى ؟ ، أم هى دورة نمر بها جميعا فى أزمان مختلفة وبأشكال مختلفة قليلا ، جميعنا يسلك نفس الطريق فى زمنه الخاص ، جميعنا يمر على نفس النقطة التى ينظر فيها الى الخلف ليُطلق ضحكة عالية ثم يمضى فى نفس الطريق بمفرده من جديد . كل منا يظن أنه هو الوحيد الذى سلك هذا الطريق فى باديء الامر دون أن يلتفت لأراء من حوله ، ليكتشف مؤخرا أنه ليس الوحيد بل أن الجميع  مر عليه من قبل، وحينما يجد من يريد المرور عليه بعده يحاول أن ينير بصيرته كى لا يقع فى نفس خطاؤه ،يحاول لفت إنتباهه ، ليعيد حساباته المفقودة ولكن لا مفر ! وكأن المكتوب علينا جميعا هو العبور من نفس البوابة ! لنلتقى جميعا داخلها !.
أظن أن هناك شيئا يربط بين عقولنا جميعا فى نقطة زمنية محددة من أعمارنا ، تجعل جميع اختياراتنا تتشابه ، وهو نفس الشيء الذى يجعلنا نرفض أفكار السابقين ونراها حماقات ! . إلى متى سوف نظل نركض فى سباق الفئران هذا، نعم هو سباق الفئران الذى  نتمرد عليه فى البداية لنشترك به فى النهاية،  حينما نتصارع من أجل فكرة مثالية دون وعى ، من أجل طريق مميز دون إدراك !  إلى متى سيظل كل منا يرى نفسه أول من إلتقى بالبوابة ، هل التميز يتطلب إكتشاف شيء جديد ؟ ، أم التميز هو أداء نفس الشيء ولكن بطريقة متقنة ومميزة ؟ ، وهل هناك أمل فى أجيال عبرت من نفس البوابة ؟ أم أن عليها دوما النظر إلى الوراء والتحسر على مافات ؟!
ومن هنا قد تغير تفكيرى ، فإذا رأيت غيرى قد ضل الطريق خاصة من هم بالاجيال السابقة ، فلا أنتقده نقداّ لاذعا مؤلما أو أتجاهله،  واستمع الى نصائحه ، لربما أراد لى الخير ، و أراد تقصير المسافات على ، أراد ان يقرضنى عيناه لأرى بها ما رآه من قبل ! ، أراد لى النجاة من سباق الفئران قبل فوات الآوان ، قبل أن  أجد نفسى عالقة به من الأمام ومن الخلف مدفوعة  إليه  بلا إراده ! ، تعلمت أن لا أُصُدر أحكاما مؤلمة على الآخرين  أوأنتقص من قدرهم أثناء سيرى فى طريقى الذى ظننت أنه مختلف ! لربما التقى بهم بعد عبورى من نفس  البوابة دون أن أشعر ! فلا شيء مضمون فى هذه الحياة !.
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الفوز الأول.. كأس عاصمة مصر تفتح باب الحلم لسيراميكا أمام الأهلي

طلاق غيابي وحقوق بالملايين.. مطلقة تطارد طليقها بنفقة الترفيه ومسكن الحضانة

موعد بداية كأس أمم أفريقيا ومواعيد مباريات منتخب مصر.. إنفوجراف

انهيار سد فى ولاية واشنطن.. والسلطات الأمريكية تصدر أوامر إخلاء للسكان

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية قبل انطلاق بطولة أمم أفريقيا والقناة الناقلة


الأهلى يوافق على عرض إشتوريل برايا البرتغالى لضم محمد هيثم

البطل الأسترالى أحمد الأحمد يوجه رسالة لأمه من المستشفى.. فيديو

حالة الطقس اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار بعدة مناطق

موعد مباراة المغرب والأردن في نهائي كأس العرب 2025

الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق


طلاق المخرج حسام الحسينى وزوجته رسميا بعد 21 عاما من زواجهما

الأردن يفوز على السعودية ويواجه المغرب فى نهائى كأس العرب 2025

ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى

حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

ملخص وأهداف المغرب ضد الإمارات 3-0 اليوم فى نصف نهائى كأس العرب

صور الأقمار الصناعية.. تدفق السحب وتوقعات أمطار بهذه المحافظات تصل للسيول

الأرصاد تحذر: تدفق السحب الممطرة وأمطار على هذه المحافظات الساعات المقبلة

رسالة غضب من ترامب إلى نتنياهو بسبب غزة وسوريا.. ماذا قال البيت الأبيض؟

حلمى عبد الباقى بعد خضوعه للتحقيق: المستشار أوقف قرار إحالتى للتحقيق

بعد عام من الغموض.. اتهام زوج ملكة جمال سويسرا بتقطيع جثتها وطحنها فى الخلاط

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى