تبا لك أيها مغرور.. المشكلة أكبر من قصيدة أمانى

 أحمد إبراهيم الشريف
أحمد إبراهيم الشريف
بقلم - أحمد إبراهيم الشريف
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى منذ أيام قليلة كلاما منشورا فى إحدى الصحف لفتاة تدعى أمانى بعنوان «تبا لك يا مغرور»، هذه الكتابة المسماة قصيدة لقيت ما تستحقه من السخرية على يد المثقفين والمهتمين بالكتابة وحتى العابرين على الصفحات، وهى فى الحقيقة مستفزة جزا بشكل صعب، وتستحق سخرية أكثر مما تعرضت له.
 
تقول كلمات القصيدة «تبا لك أيوه المغرور/ بل ذرفت لك كل الدموع/ لا يكفى أبدا المغرور/ حملتك فى حدقات العيون/ لات يرضى أيوه المغرور/ نده قلبى باسمك يا محبوب/ فهذا من حسن الجنان يا مجنون/ فى الدنيا شفت كتير من الناس/ لم أرى هذا الغرور/ لا جمال لا قصور/ بل نفس مشبعة بالغرور/ أين التواضع وأين صفات الرسول/ فل يكفى هذا الغرور/ نفسى باكية باسمك يا مغرور/ لأنت بهذا الوضع مسرور/ لا يكفى كل هذا الغرور/ تبا لك أيوه المغرور».
 
هذا الكلام المحمل بكل عيوب الكتابة الذى كتبته أمانى ونشرته إحدى الصحف، ليس بدعة فهو يتكرر طوال الوقت، فكثير ممن لا يملكون الموهبة أصلا يخوضون فى بحر الكتابة طوال الوقت فيكتبون ما تجود به قرائحهم الهزيلة وأرواحهم الصغيرة ثم يسعون لنشره دون خجل أو تريث أو اهتمام برأى آخرين، وهناك بعض الذين فى بدايات حياتهم الكتابية ويكونون مهوسين بالنشر أكثر من اهتمامهم بتجويد كتابتهم وتحسينها والسعى للخروج بها فى أفضل شكل، كما أن هناك صحفا لا تبحث حتى عن الحد الأدنى للجمال فيما تنشره، بل تنشر والسلام، وذلك لأن القائمين عليها لا يعرفون الفارق بين القصيدة والأى كلام.
 
المشكلة أكبر مما كتبته أمانى ونُشر لها، فالكثيرون يظنون أن أى شخبطة على ورقة أو على صفحة بالكمبيوتر هى إبداع تام، خاصة بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعى، فيكتب أحدهم أى خاطرة تمر فى ذهنه ليس بها صورة أو لغة أو أى شىء من مقومات الكتابة المقبولة، ثم يقوم أصدقاؤه بوضع علامة «اللايك» وهى علامة تعنى أنهم رأوها أكثر مما تعنى أنهم أعجبوا بها، لكن الكارثة تأتى عندما يكتب له أحدهم «جميل يا شاعر».
 
للأسف أصبحت مواقع التواصل الاجتماعى جواز مرور لكثير من الشخبطات، وصارت بمثابة «ما يريده الجمهور»، فالشاعر الذى يجيد الصراخ واللعب على «الوتر» واصطياد لحظات الحنين والفراق حتما سيصنع جمهورا عظيما على الـ«فيس بوك» دون الاهتمام بكلمة أو جملة أو نص مكتمل، ولو ساعده الحظ وامتلك «إفيه» فى بداية القصيدة أو نهايتها فذلك هو أمير الشعراء.
 
لا تغضبوا من أمانى فقط، فكثير من النصوص المنشورة ليست بعيدة عنها وتحتاج إلى وقفة حقيقية.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

عودة ناشئى اليد للتدريبات عقب انتهاء دورة السويد استعدادا للمونديال

وزيرا الثقافة والخارجية فى افتتاح "الملك لير" على المسرح القومى.. صور

جواو بيدرو يتوج بجائزة أفضل لاعب فى مواجهة فلوميننسى ضد تشيلسى

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

كريم حسن شحاتة: الزمالك يضغط على بيراميدز للتعاقد مع محمود صابر


غادة عبد الرازق ترد على اتهامها بالنصب وتتخذ الإجراءت القانونية

بطل من الحماية المدنية.. صاحب اللقطة الأشهر ظل ساعات أمام الأدخنة حتى إخماد حريق سنترال رمسيس

أيمن الرمادى: القبانى أخطأ فى تصريحاته ضدى وأنا مش زعلان منه

عماد سليمان يعتذر عن الاستمرار فى رئاسة قطاع الكرة بالاسماعيلى

إحباط تهريب 300 كائن حى نادر بمطار القاهرة.. الأنواع المضبوطة شديدة الخطورة وتنشر أمراضا وفيروسات وبكتيريا غريبة لا نملك أمصالا لها.. وتتسبب فى خسائر فى الثروة الحيوانية


هبة عبد الغنى تستقبل واجب العزاء وتطلب عدم التغطية والتصوير

فيفا يعلن عقوبات لاعبي ريال مدريد وباريس سان جيرمان فى كأس العالم للأندية

الانتقال الجماعى شعار الميركاتو الصيفى فى الدورى المصرى.. ثنائى فاركو الأحدث

الزمالك يعلن ضم يوسف عمرو لاعب المقاولون في صفوف اليد

إحالة أوراق المتهم بقتل والدته حرقا بسبب تعاطى المخدرات فى الشرقية للمفتى

فيريرا يجهز الزمالك بسلسلة وديات قوية في معسكر العاصمة الإدارية الجديدة

موعد مباراة مصر وتونس بنهائي البطولة العربية لسيدات السلة

بطل من ضهر بطل.. ابن الشهيد امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من الفداء بحريق رمسيس

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى