بالمال والسلاح.. قطر تدمر "مالى" ودول غرب أفريقيا.. أموال الدوحة تصل للتنظيمات الإرهابية عبر وسطاء تحت غطاء "العمل الخيرى".. والهدف ربط إرهابيى الغرب الأفريقى مرورا بالصحراء الكبرى وليبيا وصولا لسوريا

المتطرفين فى مالى وتميم بن حمد
المتطرفين فى مالى وتميم بن حمد
كتب – محمود محيى

بالمال والسلاح، تغزو إمارة الخراب العقول وتدمر الشعوب، خاصة شعوب الدول الأفريقية الفقيرة الواقعة غرب القارة، ولم تسلم دولة مالى فى الغرب الأفريقى من المخطاطات القطرية الخبيثة التى رسمها النظام السابق بزعامة الأمير الأب حمد بن خليفة آل ثانى وخليفته الأمير الطائش تميم بن حمد، من أجل مد النفوذ بتلك الدول من خلال دعم الجماعات المتطرفة فيها وبالتالى نهب ثرواتها.

 

ومنذ عام 2012 تحولت مالى الدولة الإسلامية الأفريقية الكبيرة، بشكل سريع إلى أرض خصبة للإرهابيين، حيث توافد إليها المتطرفون من كل صوب وحدب، وبدعم قطرى منقطع النظير سيطرت الدوحة على ذمام الأمور فقامت بجذب الإرهابيين إلى الدولة الفقيرة من مختلف أنحاء العالم حتى تحولت إلى بقعة خارجة عن السيطرة.

 

وكما هو حال العديد من الدول التى عانت من خطر الإرهاب المدعوم من الدوحة، طالت نار التطرف والخراب مالى وعدد من دول غرب أفريقية، وقد انكشفت خيوط اللعبة المتمثلة فى تدفق المال القطرى إلى هناك مغذيا هذه الجماعات التى عملت على تقويض الأمن والاستقرار بالغرب الأفريقى.

 

وكشفت مصادر بارزة بالمعارضة القطرية لـ"اليوم السابع"، أنه خلال السنوات القليلة الماضية دأب العديد من المسئولون القطريون على زيارة العاصمة المالية "باماكو" تحت ستار توطيد العلاقات الثنائية وإرسال مساعدات إنسانية للفقراء هناك، ولكن الحقيقة هى أنهم كانوا يتجولون بمناطق شمال البلاد المضطرب تحت حماية حركة "التوحيد والجهاد" المتطرفة فى مالى.

 

وتعتبر جمهورية مالى دولة غير ساحلية، تقع غرب أفريقيا، وتحدها الجزائر شمالا والنيجر شرقا وبوركينا فاسو وساحل العاج فى الجنوب وغينيا من الغرب والجنوب، والسنغال وموريتانيا فى الغرب.

 

وتبلغ مساحة البلاد المضطربة بفعل الجماعات الإسلامية المتطرفة المدعومة من قطر، مليون و240 ألف كم ويبلغ عدد سكانها حوالى 14.5 مليون نسمة، حوالى نصفهم يعيشون تحت خط الفقر أى أقل من 1.25 دولار فى اليوم، والباقى يعيشون على الزراعة وصيد الأسماك، ويوجد فى بلادهم بعض الموارد الطبيعية مثل الذهب واليورانيوم والملح.

 

وفى السياق نفسه، ذكرت مصادر خليجية، أن الدعم القطرى بالمال والسلاح، لهذه الجماعات المتطرفة، يصل بصور ملتوية، بهدف ربط التنظيمات الإرهابية التى تدعمها من بلاد المغرب غربا مرورا بمنطقة الصحراء الكبرى وليبيا وصولا إلى سوريا من أجل تطبيق الأجندة المرسومة لها من جانب القوى الغربية والصهيونية العالمية التى تتحكم فى القصر الأميرى بالدوحة.

 

وكانت قد اتهمت زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليمينى مارين لوبان، والنائبة عن الحزب الشيوعى الفرنسى ميشيل ديمسين، الشهر الماضى قطر صراحة بدعم المتطرفين فى شمالى مالى لوجستيا، حيث قالت لوبان فى بيان لها: "إذا كانت قطر تعارض التدخل الفرنسى فى مالى، فهذا لأن هذا التدخل يهدد بتدمير أكبر حلفاء الدوحة من المتطرفين".

 

ولم تكن الاتهامات الفرنسية لقطر وليدة اللحظة بل تعود إلى عام 2012، عندما نشرت مجلة "لوكانار أنشينيه" الفرنسية مقالا بعنوان: "صديقتنا قطر تمول المتطرفين فى مالى"، ونقلت المجلة حينها عن مصدر فى المخابرات الفرنسية معلومات موثقة تفيد بأن حركة "أنصار الدين" التابعة لتنظيم "القاعدة"، وحركة "التوحيد والجهاد" المتطرفة فى غرب أفريقيا، والانفصاليين الطوارق، تلقوا جميعا أموالا من قطر.

 

وفى شهر يونيو من نفس العام نقلت المجلة الفرنسية نفسها عن مصادر استخباراتية فرنسية أن أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثانى، نقل شخصيا منح مساعدات مالية للجماعات الإرهابية المسلحة التى احتلت شمال مالى، دون أن تذكر قيمة هذه المساعدات وطريقة منحها.

 

ويتركز عناصر الإرهاب القطرى فى 5 تنظيمات رئيسية، أبرزها حركة "التوحيد والجهاد" المتطرفة التى تعتمد فى مصادر تمويلها إلى جانب الدوحة على تجارة المخدرات والسلاح والاختطاف، بالإضافة لمتمردو حركة "تحرير أزواد" وحركة "أنصار الدين" و "أنصار الشريعة" الى جانب تنظيم "القاعدة فى بلاد المغرب" وجميع هذه التنظيمات تتلقى مساعدات مالية ولوجستية كبيرة سريا من الدوحة.

 

وتتلقى تلك التنظيمات مبالغ مالية قطرية كبيرة ساعدتها فى شراء ولاء القبائل والسيطرة على منطقة الشمال المالى الأمر الذى جعل دفة التوازن تميل لصالح هذه الجماعات الإرهابية، فلم تكتفى الدوحة بدعم هذه التنظيمات المتطرفة الإرهابية فى مالى فقط بل امتدت بشبكاتها إلى دول الجوار الأفريقى التى تعانى حاليا من عمليات إرهابية متفرقة بين الحين والآخر.

 

وبسطت الدوحة مظلتها فى دعم التطرف على المساحات الشاسعة من الصحراء الكبرى وامتدت إلى منطقة الساحل الأفريقى، رغم أن دور الدوحة ظل غامضا وغير معروف لدى كثير من المراقبين للوضع الأمنى فى المنطقة.

 

وكان قد وجه سادو ديالو، عمدة مدينة "جاو" فى شمال مالى، الاتهامات بصورة متكررة لقطر بتمويل المتشددين عبر مطارى "جاو" و"تمبكتو" فى بلاده بإرسال مساعدات غذائية ومالية يوميا لهم، مضيفا أن السلطات الفرنسية كانت على علم بتصرفات القطريين فى شمال مالى مرورا إلى الساحل الغربى.

 

وشكك عمدة "جاو" فى طبيعة الدور القطرى فى شمال بلاده، قائلا إنه يمر عبر الغطاء الإنسانى وبنشاطات مريبة تقوم بها جمعية الهلال الأحمر القطرى، حيث كانت حينها توزع مساعدات لسكان جاو.

 

وتؤكد تقارير غربية أن قطر ظلت باستمرار تدعم الحركات الإرهابية الخمس فى مالى سواء بالحصول على مساعدات لوجستية أو مساهمات مالية مباشرة تحت غطاء جمعيات خيرية وإنسانية قطرية تنشط هناك.

 

وتعمل الدوحة على ضرب استقرار دول كثيرة فى منطقة غرب أفريقيا من خلال تمويل وتسليح الجماعات الإرهابية واستخدامها فى هز استقرار هذه الدول بهدف السيطرة على مواردها، بجانب سعيها لضرب استقرار دول فى الشمال الأفريقى مثل مصر والجزائر وتونس وليبيا.

 

وكانت قد كشفت تقارير إعلامية فرنسية طرق تغلغل قطر فى فرنسا وشراء الدوحة لبعض المسئولين السياسيين الفرنسيين، وكيف أن قطر متورطة فى دعم وتمويل الجماعات الإرهابية المقاتلة فى شمال مالى منذ خمس سنوات.

 

وأكدت التقارير أن قطر كانت قد استبقت التدخل الفرنسى فى شمال مالى، فى يناير 2013، للتصدى للجماعات المسلحة، بسحب ثلاث طائرات قطرية على عجل كانت موجودة بالمنطقة يشتبه فى أنها كانت محملة بالأسلحة والعتاد والأموال للمسلحين.

 

وأوضح الإعلام الفرنسى، فى حينها، أن الرئيس الفرنسى الأسبق نيكولا ساركوزى عقد تحالفا مع أمير قطر وسمح للدوحة بالتسلل إلى مفاصل الاقتصاد والسياسة فى فرنسا، كما تبادل مع قطر المصالح الاستراتيجية فى عدة مواقع مثل ليبيا الذى ظهر فيها التنسيق واضحا بين باريس والدوحة خلال الحرب ضد نظام العقيد القذافى عام 2011، لكن وصول فرنسوا هولاند إلى السلطة عام 2012 غير مجرى الأمور، إذ أدار هولاند ظهره إلى الإمارة الصغيرة.

 

وظلت جمعية الهلال الأحمر القطرية ومنظمة "قطر الخيرية" هما الغطاء الإنسانى الذى تغذى عبره الدوحة الجماعات المتطرفة بالمال والسلاح والعتاد فى دول أفريقيا الفقيرة.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تفاصيل مؤتمر الوطنية للانتخابات للإعلان عن تصويت الخارج فى 55 دائرة من المرحلة الثانية

تشييع جنازة شقيقة عادل إمام بالشيخ زايد غدا والعزاء الأربعاء المقبل

صور نادرة لـ إيمان شقيقة الزعيم عادل إمام وأرملة الراحل مصطفى متولى

وكالة الفضاء المصرية تُعلن نجاح إطلاق وتشغيل القمر الصناعي المصرى SPNEX

7 معلومات عن شقيقة عادل إمام أرملة مصطفى متولى


نقابة الصحفيين تطالب بعدم تصوير جنازة أو عزاء شقيقة عادل إمام احتراما لرغبة الأسرة

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

عصام إمام لـ اليوم السابع باكيا: موعد جنازة شقيقتى لم تحدد وادعوا لها

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار


أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

فيفا يخطر اتحاد الكرة باختيار أمين عمر سفيراً فى معسكر حكام كأس العالم 2026

نتيجة كلية الشرطة كاملة لعام 2025/ 2026 ثانوية عامة ومتخصصين.. فيديو

جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

التعليم تكلف لجنة بإدارة مدارس النيل بعد واقعة التعدى على طلاب

موعد مباراة منتخب مصر ونيجيريا الودية فى البروفة الأخيرة لأمم أفريقيا

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى