الدكتور خالد مصيلحى يكتب: لاتبنى عضلاتك على حساب حياتك

ما زالت المنظمات العالمية تصرخ من خطورة المكملات الغذائية التي تحتوي على ما يسمى هرمونات بناء العضلات والمعروفه باسم   “anabolic steroids”،  فبالرغم من التحذيرات التي أطلقناها من قبل عن خطورة المكملات الغذائيه مجهولة المصدر التي تباع في صالات الألعاب الرياضيه (الجيم)، ولكنها ما زالت تستهوي نسبة كبيرة من الشباب أملا في زيادة حجم العضلات في وقت قياسي، ويشجعهم عليها بعض المسئولين عن هذه الصالات ومعظم هذه الصالات تبيع هذه المنتجات المجهوله بالمخالفة للقانون وبدون رقابة على هذه المنتجات المجهولة المصدر.

كما أنها تصرف بدون استشارة طبيب أو وجود متخصصين في هذه الصالات وهذه الظاهرة المتفشية عندنا لغياب الوعي والرقابة أيضا يعاني منها العالم كله والشهر الماضي، أعلنت منظمة الغذاء والدواء الأمريكيه FDA سحبها لمنتجين يتم تداولهما في أمريكا وفي العالم كله والمعروف باسم Urtla-Sten and D-Zine capsules لاحتوائهما على مشتقات من هذه الاسترويديات والمعروفين باسم methylstenbolone  and dymethazine)) وأعلنت المنظمه الأمريكيه صراحة وبكل قوة أنها لاتمنح ولن تمنح اي ترخيص لأي منتج او مكمل غذائي يحتوي على مايسمى ب “anabolic steroids” والمعروفه عندنا بهرمونات بناء العضلات، وهذان المنتجان التي سحبتهم منتشرين في العالم كله ولهم بدائل مماثله كثيره وبالمئات ويروج لها على مواقع التواصل الاجتماعي وشاشات الفضائيات وفي بعض صالات الألعاب الرياضيه في العالم كله.

وتأتي خطورة هذه المكملات الغذائيه انها تقضي تماما على الشباب فهي بمثابة الانتحار البطيء فهي تسبب تلف لخلايا الكبد وتسبب الفشل الكلوي، وتزيد احتمالية حدوث سكتات قلبية وترفع ضغط الدم وتزيد العصبية والتصرفات العدوانيه وقد تسبب زياده في حجم الثدي وضمور في الخصيتين واحتقان وتضخم البروستاتا عند الرجال، وقد تكون هذه المكملات مميتة في جرعات بسيطة لو كان الشخص لديه تاريخ مرضي في العائله لبعض الأمراض السابق ذكرها.

ويزيد من خطورة هذه المكملات الغذائيه أن معظم المتداول منها مجهول المصدر ولايخضع للرقابه والتحليل وقد يكون بها مواد فعالة غير معلنة أو تكون منتهية الصلاحية، أو تكون بها مواد محرمه وممنوع استخدامها او مغشوشه او ملوثه كما أن معظمها يتم تصنيعها في شركات بئر السلم ومعظمها شركات غير مسجله ومجهوله وكل هذا يزيد من خطورة هذه المواد وسميتها ولاننخدع من كلمة طبيعي على المنتج لأن حتى المنتجات الطبيعيه لها اُثار جانبيه ولها سميه مثل اي دواء ولابد ان يكون معروف المصدر ومسجل.

فالرياضه شيء مهم وبناء العضلات أمر لابأس به لكن لابد ان يخضع للاشراف الطبي ويتم قياس كفاءة وظائف أعضاء الجسم كل فتره والمكملات الغذائيه مكانها الوحيد الصيدليه وليس صالات الجيم وعلينا الوقوف بكل قوه مع الجهات الرقابيه لمحاصرة هذه المنتجات وانقاذ الشباب من هذا الخطر الداهم والمتاجره بصحتهم، فأطباء الكبد والكلى في الأونه الأخيره يصرخون كل يوم بسبب زيادة نسب الشباب في مقتبل العمر ويعاني من مشاكل في الكبد والكلى بسبب هذه المكملات الغذائيه المجهوله التي اقتحمت مجتمعنا وعلى المجتمع المدني والعاملين بالحقل الطبي تكثيف حملات توعيه للشباب للتحذير من هذه المنتجات وعلى الجهات الرقابيه تكثيف الحملات على صالات الألعاب الرياضيه الغير مرخصه واجبار جميع الصالات الرياضيه بضرورة وجود متخصصين في الطب الرياضي بها وعدم بيع اي منتجات او مكملات غذائيه الا عن طريق الصيدليه ومحاصرة منافذ دخول هذه السموم المجهوله داخل البلاد.