لحجاج بيت الله الحرام.. تعرف على قدر البقاء بالمزدلفة

حجاج بيت الله الحرام -  أرشيفية
حجاج بيت الله الحرام - أرشيفية
كتب لؤى على

أيام ويبدأ حجاج بيت الله الحرام مناسك الحج للعام الهجرى 1438، وتيسيرًا على الحجاج يبدأ "اليوم السابع" وعلى مدار الشهر نشر كل ما يخص الحاج من تعريف لما يجب عليه قبل الحج وما ينبغى أن يؤديه خلال المناسك والمحظورات التى قد تبطل حجه أو توجب عليه الكفارة، وذلك من خلال الاستعانة بكتاب وزارة الأوقاف "التيسير فى الحج"، والذى أشرف عليه كبار العلماء.

 

قدر البقاء بالمزدلفة

من المتفق عليه عند أهل العلم أن وقت البقاء بالمزدلفة يلى وقت الوقوف بعرفة ركن الحج الأعظم، وأن النزول من عرفة أو النفرة منها إذا كانت تبدأ بعد المغرب، وفى أول ليلة النحر، فإن هذا الوقت هو الذى يبدأ فيه البقاء بالمزدلفة، ويظل هذا الوقت ممتدًا ليسع أفواج الحجيج على التوالى حتى صلاة فجر يوم النحر، وإلى ما قبل طلوع الشمس، وهذا التوقيت ليس لازمًا من ابتدائه وانتهائه لكل من يقف بمزدلفة، بل الأمر فيه على سبيل التوسعة لكل فوج يفد متواليًا، فيأخذ منه مقدار ما يجب عليه البقاء فيها، ثم يكمل سيره إلى منى قصدًا للقيام بأعمال يوم النحر.

 

أما مقدار البقاء وقت الوقوف الذى يجب على كل حاج بالمزدلفة، فقد ذهب المالكية إلى أنه يكفى أن يقف فيها مقدار حط الرحال وصلاة المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا والاستراحة الخفيفة، وهذا الوقت لم يرد فيه تحديد شرعى مقدر، بل هو متروك فى مدته لحال الحاج، وما يلازم العبادة من الظروف التى تقتضى الملاءمة بين ما يقدر الحاج على عمله وما لا يقدر عليه بما يتواءم وتوالى أفواج الحجيج وأعدادهم.

 

وإذا وجد أن بقاءه فى المزدلفة سوف يوقعه فى دوامة الزحام مع الأفواج القادمة، أو الأفواج الباقية، فإن له أن يرتحل، ولو لم يستغرق مكثه فى مزدلفة سوى لحظة، فإذا استشعر الخطر على حياته أو رأى أن شدة الزحام ستشغله عن كمال التفرغ للعبادة فله أن يخفف بقاءه إلى ما يراه ولو للحظة، بل له أن يمر بها دون بقاء فيها أو نزول بها، وذلك ما ذهب إليه المالكية والشافعية، وقال الحنفية: الواجب هو الحضور قبل فجر يوم النحر فى أى وقت مهما بلغ ودليل ذلك عند المالكيـة، ومن رأوا رأيهم، قول الله تعــالى: "فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ".

 

ووجه الدلالة فى الآية الكريمة على أن الوقوف بمزدلفة يجزئ فيه ولو مقدار ما يحط رحله أو أقل من ذلك، أن الله تعالى لم يطلب من الحاج بعد إفاضته من عرفات ونزوله بالمزدلفة سوى ذكر الله عند المشعر الحرام، وذكر الله لا يستغرق سوى زمن يسير، كما يقول القرطبى: طلب الذكر يقتضى المكوث وقته، فيكون هذا الوقت هو المطلوب بدلالة الآية الكريمة؛ لأنه من لوازم الطلب الشرعى للذكر ومرتبط به، وقد أجمع الفقهاء على أن من ترك الذكر لا يبطل حجه، وذلك كما لو مر بمزدلفة أو نزل بها نائمًا، أو مغمى عليه؛ فيكون المراد بالمطلوب هو وقت الذكر فى الآية الكريمة، وإذا كان المرور فى المكان يستغرق من الوقت ما يكفى لذكر الله وزيادة يكون هذا الوقت كافيًا بدلالتها.

 

وإذا كان الحنابلة قد قالوا بوجوب المبيت بالمزدلفة اقتداءً بسنة النبى فيما رواه جابر "رضى الله عنه" أنه لما أتى المزدلفة صلى المغرب والعشاء، ثم اضطجع حتى طلع الفجر، فإن هذا القول مرهون بالاستطاعة، وهذه الاستطاعة قد أصبحت عزيزة المنال فى أيامنا هذه، ومن المتعذر القيام بذلك فى ظل ما نراه من زحام متزايد كل عام قد يؤدى إلى التدافع والتهلكة التى تتلف الأنفس وتقتل الحجيج، والله عز وجل لم يشرع الحج ليتدافع الناس ويتقاتلوا بل شرعه ليكون عبادة يتقربون بها إلى خالقهم وبارئهم.

 

 ولهذا احتاط القائلون بهذا الرأى للضعفاء والعجزة وأصحاب الأعذار، واستثنوهم من المكوث فيها فأباحوا لهم الارتحال إلى منى قبل أن يدهمهم الزحام، وما كان يباح للخاصة من العجزة فى أيامهم أصبح واقعًا عامًا يشمل الجميع، ويهدد الكل، ولم يعد يقتصر على الضعفاء وأمثالهم؛ بل أصبح يشمل الضعفاء والأقوياء حيث لا يفرق التدافع بينهم؛ لأن القوى إذا كان بمقدوره أن يدفع من يوجد أمامه فإن بمقدور من يتدافعون خلفه أن يدفعوه، ويذهب الكل ضحية ذلك والذين يصاحبون الضعفاء والمرضى فى الفوج، يكون عملهم التيسير على حكمه؛ لأن الضعيف أمير الركب، ولهذا يكون للضعفاء ومن فى صحبتهم أن يتركوا المبيت بالمزدلفة، كما لهم أن ينفروا منها بعد منتصف الليل، ولا شيء عليهم، وذلك كمن تأخر عن الوقوف بعرفة إلى ما قبل الفجر واشتغل بالوقوف على عرفات عن الوقوف بالمزدلفة، فإن له أن يمر عليها إلى منى ولا شىء عليه.

 

 ودليل ذلك الترخيص للعجزة ومن فى حكمهم من عامة الحجيج فى أيامنا هذه، ما روى عن ابن عمر أن رسول الله: [أذن لضعفة الناس من المزدلفة بليل]، وما روى عن عائشة "رضى الله عنها" قالت: " كانت سودة امرأة ضخمة بطيئة الحركة، فاستأذنت رسول الله أن تفيض من مزدلفة بليل، فأذن لها"، والخلاصة أن ما يجب على الحاج أن يمكثه بالمزدلفة هو مقدار حط الرحال، أى ما يبلغ وقت صلاة المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا فى أى وقت من ليلة النحر حتى طلوع فجرها.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مباراة واحدة اليوم فى ختام الجولة السابعة من مرحلة حسم الدوري

حالة الطقس المتوقعة اليوم الأحد 18 مايو 2025 فى مصر

أخبار × 24 ساعة.. "يبدأ من 5 جنيهات" تعرف على أسعار تذكرة الأتوبيس الترددى

لحظات فارقة أبقت على حظوظ الأهلي في التتويج الدوري.. إنقاذ ياسر وهدف رضا

كريستال بالاس ضد مان سيتي.. عمر مرموش يهدر ركلة الجزاء الثانية في مسيرته


نتائج مباريات اليوم السبت فى دورى Nile

يبدأ من 5 جنيهات.. تعرف على أسعار تذكرة ركوب الأتوبيس الترددى

موعد مباراة الأهلى القادمة أمام فاركو فى ليلة حسم لقب الدورى

الأهلى يهزم البنك الأهلى بقاضية وسام أبو على ويقترب من حسم لقب الدورى.. صور

جوارديولا يعلق على إهداء هالاند ركلة الجزاء لمرموش في نهائي كأس إنجلترا


مروان حمدى يسجل هدف تقدم بيراميدز أمام بتروجت

موعد صلاة عيد الأضحى المبارك 2025 فى مدن ومحافظات الجمهورية

التعادل السلبى يحسم الشوط الأول بين بتروجت وبيراميدز

طارق حامد أساسيا مع ضمك أمام الاتفاق فى الدوري السعودي

النيابة العامة تناشد المواطنين بضرورة الإبلاغ عن الجرائم عبر الواتس آب

مصرع 16 شخصا بسبب الطقس السيئ في ولايتى ميسورى وكنتاكى بأمريكا

"وفى ويمبلى لنا حكايات".. ذكريات رائعة تدعم عمر مرموش فى نهائي الكأس

ملك زاهر تتصدر التريند بعد حديثها عن ليلى وسبب غياب تامر حسني عن حفل الزفاف

كريستال بالاس ضد مان سيتي.. السيتيزنز يتفوق فى تاريخ المواجهات قبل نهائي كأس الاتحاد

راندا البحيرى تعلن إنهاء الخلاف مع سعيد جميل في إطار أسري قبل يوم من محاكمتها

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى