أحمد حسن يكتب: فى انتظار الكاتب المخلص لفنه لنتجاوز نجيب محفوظ

أحمد حسن
أحمد حسن

يظل سؤال هل تجاوز السرد الحالى سرد نجيب محفوظ مرتبطا بسؤال قديم كان قد طرحه الناقد الكبير رجاء النقاش فى مقال شهير له بمجلة المصور نشر عام 1969، إن لم تخن الذاكرة، وكان يتساءل فيه: هل أصبح نجيب محفوظ عقبة فى طريق تطور الرواية العربية؟ 

 

وكان رجاء النقاش وقتها يشعر أن الفرق شاسع بين محفوظ ومجايليه لا سيما بعد أن أصدر فى الستينيات روائعه المبهرة اللص والكلاب والطريق والسمان والخريف وثرثرة فوق النيل والشحاذ وميرامار، وهى الأعمال الروائية التى كان يطلق عليها الدكتور محمود الربيعى السلسلة الذهبية وأفرد لها كتابا نقديا مهما لدراستها وكان بعنوان قراءة الرواية كشف فيه عن عبقرية محفوظ الفنية وأدائه السردى البارع ورؤيته الإبداعية للواقع المعيش ولما وراءه من أسئلة وجودية وكونية كبرى.

 

وإذا كنا الآن نعيد طرح هذا التساؤل الممتد فالأمر يحتاج إلى إعادة تأمل بعد أن جرت مياه كثيرة فى نهر السرد العربى وتغيرت الرؤى وتطورت التقنيات وتغير مفهوم العالم نفسه من فكرة الصلابة وهيمنة السرديات الكبرى إلى فكرة السيولة وصعود السرديات البديلة، وأصبح أغلب الروائيين يعيدون صياغة مفاهيم جديدة للكتابة الروائية يتجلى فيها السرد باعتباره لعبا يعنى بتقديم طرائق جديدة ويفيد من التقدم التكنولوجى المتسارع، وأصبح سؤال التجريب هو السؤال الأحق بالتأمل وليس سؤال التجاوز مع أهميته لأنه من الظلم بمكان أن نقارن المشروعات الروائية التى ما زالت فى طور التشكل والسعى لإثبات الوجود بمشروع إبداعى باذخ ومكتمل امتد لأكثر من ستين عاما.

 

وبالطبع قد نرى عملا روائيا هنا وآخر هناك يتفوق على بعض روايات محفوظ مثلا، لكننى أظن أننا بحاجة إلى وقت كبير ليأتى روائى مقتدر يخلص للفن إخلاص نجيب محفوظ له وهو أمر شديد الصعوبة، لأن محفوظ لم يكن روائيا فحسب بل كان فيلسوفا عظيما استطاع أن يعالج الحالة الإنسانية منذ فجر البشرية البعيد إلى لحظته الراهنة، ويكفى أن أحيل القارئ الكريم إلى ملحمة الحرافيش ليعيد قراءتها، وقراءة ما كتب عنها من نقد أدبى بديع يكشف عن الاقتدار السردى لمحفوظ وقدرته على توظيف تقنية تعدد الرواة ببراعة، ونرى ذلك جليا فى دراسة بالغة القيمة للدكتور سيد فضل بعنوان صوت الراوى فى ملحمة الحرافيش وهى تكشف برهافة ولماحية عن المستوى غير المسبوق الذى وصل إليه محفوظ فى السرد الروائى، وقدرته الباهرة على المراوحة بين نوعين من الرواة مختلفين اختلافا لافتا لكنهما يعبران عن اكتمال دائرة الرؤيا المحفوظية ورؤيته العميقة للوجود البشرى.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

الأكثر قراءة

التشكيل المتوقع لقمة باريس سان جيرمان وبايرن ميونخ بربع نهائى مونديال الأندية

جنازة جوتا.. أرنى سلوت وفان دايك و"الريدز" فى مقدمة الحضور.. صور

تشكيل ريال مدريد المتوقع ضد بوروسيا دورتموند في كأس العالم للأندية

زلزال بقوة 5.3 درجة يضرب جنوب غربي اليابان

إصابة شخصين فى حريق داخل مصنع غزل ونسيج بالعاشر من رمضان


وزارة الصحة تعلن المستشفيات المخصصة للكشف الطبى للمرشحين لانتخابات الشيوخ

البرتغال تودع جوتا اليوم.. وليفربول يخصص رحلة جوية لحضور الجنازة

تنسيق الجامعات 2025.. 800 جنيه رسوم التقدم لحجز اختبارات القدرات

حادثة تهز تونس.. زوج يقتلع عينى زوجته للحصول على كنز.. اعرف التفاصيل

ماذا لو لم ينته طالب الترشح لانتخابات الشيوخ من التقرير الطبى أثناء تقديمه الأوراق


هيئة الدواء تكشف المخطط الزمنى لجمع الأدوية منتهية الصلاحية من الصيدليات.. ياسين رجائى: السحب يشمل 70 ألف صيدلية.. ويكشف: تسجيل 55% من المؤسسات الصيدلية.. وانتهاء فترة السماح للتسجيل 31 يوليو الحالى

ملخص وأهداف مباراة بالميراس ضد تشيلسي فى كأس العالم للأندية 2025

محمد صلاح وأشرف حكيمى فى صراع مشتعل على الكرة الذهبية الأفريقية

ترامب مرحبًا برد حركة حماس: قد يكون هناك اتفاق بشأن غزة خلال أيام

المحكمة الدستورية تفصل بعد قليل فى دعوى عدم دستورية قانون الإيجار القديم

نجوى كرم تحيى حفلاً غنائيًا فى عمان 17 يوليو

الرئيس البلغارى ووزير الخارجية العُمانى يبحثان تعزيز التعاون الثنائى

اليوم عاشوراء.. صيامه سنة نبوية تكفّر ذنوب عام مضى

فيضانات تكساس.. 6 قتلى و20 فتاة مفقودة وسط استمرار جهود الإنقاذ

3 حالات يجوز فيها للطفل الحصول على معاش شهرى.. تعرف عليها

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى