إبراهيم حمزة يكتب: نجيب محفوظ دعا المبدعين الجدد لتجاوزه

إبراهيم حمزة
إبراهيم حمزة

"كل ما أرجوه – حقيقة – من الجيل التالى والذى قد يصل بنا على العالمية – ألا يكون الموضوع فقط محليا، ولكن الشكل أيضا، يوم أن نحقق هذا يمكن القول عندئذ أننا قدمنا أدبا عربيا صحيحا إلى العالم".. بهذه النصيحة يتوجه نجيب محفوظ للمبدعين القادمين، مبشرا بضرورة تجاوزه.

 

ولذلك فالمواجهة التى تجابهها الكتابة الروائية اليوم، تكمن فى كيفية الانسلاخ من المتعارف عليه، والمألوف، والمعروف، إلى تكوينات جديدة للرواية، أمام المخاوف المشروعة للروائى، تندفع التجارب بعنفوان لا مثيل له، ليتسع أفق إنتاج أشكال جديدة ومضامين مختلفة، ومعالجات مغايرة، فالرواية ملعب متسع للتجريب، بهذه المرونة المكتوبة على جبين الرواية، وليس المبدع كما قال فرويد "مثل الطفل الذى يلعب"، ومسألة الجدة تبقى نسبية، على مستويين: الجدة بالنسبة للكاتب ذاته مع سوابقه – أعماله الأسبق – والجدة عن السائد.

 

وقد وجدنا نجيب محفوظ مثالا للتجدد الدائم، فخرج من مرحلة إلى أخرى ومن تعامل لغوى إلى غيره، وقد نشرت "ميرامار" مسلسلة بالأهرام خريف 1967م قبل أن يضمها كتاب، والرواية مثلت انتقال محفوظ من أجواء أحياء القاهرة القديمة إلى الإسكندرية، بعيدا عن "خان الخليلى" و"السكرية" و"بين القصرين" و"زقاق المدق" إلى بانسيون صغير بالإسكندرية اسمه "ميرامار" اصطنع محفوظ فيها – إلى جانب المكان المختلف – أسلوبا مختلفا فى البناء السردى اعتمادا على تعدد الأصوات الساردة، وتكرارية هذه الأصوات بفنية جديدة على الكاتب، هذه هى مرحلة الحيرة التى يحدثنا محفوظ عنها، لكنه يقول ببساطته الآسرة إنه انشغل بمسألة الصيغ والأشكال – كما يقول للأديب جمال الغيطانى – بعدما كان يظن أن هناك شكل صواب وآخر خاطئ، وجد أنه يريد أن يتحرر من كل ما فرض عليه، ولكن بطريقة تلقائية وطبيعية"، لأنه رأى الأشكال الأوروبية للرواية فتساءل: "أليست طرقا فنية خلقوها؟ لماذا لا أخلق الشكل الخاص بى والذى أرتاح إليه".. محفوظ يقترب من مرحلة التعبير الدرامى الذى وصفه أمين العالم بقوله "إن أعمال نجيب محفوظ فى هذه المرحلة، تكاد تصبح على حد تعبير الناقد محمود أمين العالم "قصائد درامية، بل يكاد يكون بعض فصول روايات الشحاذ مثلاً، قصيدة من قصائد الشعر المعاصر، بناء ومعنى وتجربة وإيقاعاً داخلياً وإن خلت من الوزن والبحر والتفعيلة والقافية".

 

إذن لم يتوقف سعى "محفوظ" عن التجديد، وكما رأيناه دائما مولعا بفكرة التغيير، بحيث يمكن تتبعها فى أدبه – قصة ورواية – ربما منذ "همس الجنون" مجموعته التى أنتجها عام 1938م حتى "أصداء السيرة الذاتية" نعم تجاوز السرد نجيب محفوظ، مثلما تجاوز نجيب محفوظ سوابقه الإبداعية، فالثبات موت.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

إصابة 20 شخصا إثر حادث تصادم عدد من السيارات على طريق مطروح غربى الضبعة

برشلونة يقترب من تجديد عقد دي يونج براتب مخفض

أحكام بـ8 سنوات حبس.. استمرار التحقيقات مع رجب حميدة بكفر الشيخ

مخدرات ودولارات.. تفاصيل القبض على التيك توكر "نورهان حفظى"

مصر تحذر من تبعات توسيع العمليات العسكرية الإسـرائيلية فى غـزة


أمير كرارة يحقق بالشاطر أعلى إيرادات فى مشواره السينمائى

أحداث رياضية عالمية وأفريقية على أرض المحروسة سبتمبر 2025

4 رسائل تطمئن الجمهور على الحالة الصحية للفنانة أنغام.. صور

قانون الإيجار القديم 2025.. بند جديد يمنح المالك حق الإخلاء الفورى دون إنذار

مفاجأة فى عينة تحليل المخدرات لسائق حادث كورنيش الشاطبى بالإسكندرية


تعرف على وفد الزمالك فى اجتماع وزير الإسكان

قفزة غير مسبوقة بالحزمة الاجتماعية: علاوة الحد الأدنى تتضاعف 5 مرات بـ4 سنوات

الرئيس السيسى يتوجه إلى السعودية تلبية لدعوة الأمير محمد بن سلمان

القبض على البرلمانى السابق رجب هلال حميدة فى كفر الشيخ

دعوات لتظاهرات حاشدة فى غزة اليوم دعما لمقترح مصر لوقف الحرب

مواعيد الأتوبيس الترددى على الطريق الدائرى وموعد غلق المحطات.. انفوجراف

النائب العام الليبى يقرر حبس صاحب مزرعة أطلق أسده على عامل مصرى

الأهلى يعقد جلسة خاصة مع ريبيرو لحسم مصير أحمد عبد القادر

فرص عمل فى الأردن برواتب تصل إلى 24 ألف جنيه.. اعرف الشروط والتفاصيل

شاطئ الغرام أيقونة مصيف مطروح وملتقى العشاق والذوق الرفيع.. يتميز بموقع فريد وإطلالة بانورامية على واجهة المدينة وخليج مرسى مطروح.. يتوافد عليه آلاف المصطافين يوميا للاستمتاع بروعة الطبيعة والسباحة الآمنة.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى