أدهم العبودى: نجيب محفوظ تراث يُبنى عليه ولا يُهدم منه

أدهم العبودى
أدهم العبودى

أجاب الكاتب أدهم العبودى عن سؤال هل توقفت الكتابة العربية عند "نجيب محفوظ"؟ بل هل تجاوز السّرد الذى يُكتب حاليًا سرد "محفوظ"؟، قائلاً: فى الحقيقة لا يُمكن أن أجد إجابة رصينة محدّدة يُمكن أن أطمئن لها، إلّا عبر ذائقتى المحدودة غير المُلمّة بكلّ إنتاج ما بعد "محفوظ" السّردى، على فقط أن أفكّر فى أنّ أول أعمال "نجيب محفوظ" نُشر قبل نحو خمسة وثمانين عامًا تقريبًا، وكانت قصّة مُترجمة بعنوان "مصر القديمة"، فهل توقّف الزّمن منذ هذا التّاريخ؟

من الطّبيعى ألّا يتوقّف الزّمن، ومن الطّبيعى -بل البديهى- ألّا نعلّق كلّ سرد ما بعد "محفوظ" بجائزة "نوبل"، لأنّ "نوبل" فى حدّ ذاتها ليست معيارًا حقيقيًا يُمكن أن نركن إليه فى حُكمنا على الأمر، كلّنا نعرف أنّ كاتبًا مثل "جورج برنارد شو" رفض الجائزة، معلّلًا آنذاك بمقولته الشّهيرة: (هذه الجائزة أشبه بطوق نجاة يلقى به إلى شخص وصل فعلًا برّ الأمان ولم يعد عليه من خطر). بل وأضاف ساخرًا: (إنّنى أغفر لنوبل أنّه اخترع الديناميت ولكنّنى لا أغفر له أنّه أنشأ جائزة باسمه).

أين العلّة هنا؟ هل فى شخص "برنارد شو" أم العلّة أخلاقية فى الأساس؟ وكيف يُمكن أن نرى "برنارد شو" بعد رفضه الجائزة؟

كثيرون رفضوها كذلك، "بورِس باسترناك" صاحب "د. زيفاجو"، و"جان بول سارتر"، وغيرهم، وما كانت الجائزة ستمنحهم مجدًا بقدر ما سيمنحونها، علينا إذًا أن نُعيد رؤية المشهد بلا دراما أو بكائيات، ما الذى كان سيحدث لو أنّ "محفوظ" لم يحصل على "نوبل"؟

بالطّبع كان سيظلّ عظيمًا، لأنّ عظمة "محفوظ" تتجلّى -فى الأساس- بمشروعه الدءوب الضّخم، وإنتاجه الغزير، وشخصِه المتفرّد، له ما له، وعليه ما عليه، فى الأخير هو ليس إلهًا يُمكن أن نقدّسه، بل كاتب مُبدع صاحب مشروع، قد أراه عظيمًا، وقد لا يرى غيرى هذه العظمة، نتجادل بشأنه، تُبهرنا إحدى رواياته، ولا تُبهرنا أخرى، هكذا الكتابة، وهكذا التلقّى المجرّد، السّرد لم يتوقّف عند "محفوظ"، ولن أدلّل على هذا بأسماءٍ بعينها، فما أكثر المبدعين بعد "محفوظ"! السؤال هُنا: هل حقّق أحدُهم ما حقّقه "محفوظ" عبر إنتاجه الغزير ومشروعه المُتكامل؟

بالطّبع لم يحقّق أحدٌ ما حقّقه "محفوظ"

"نجيب محفوظ" أصبح تراثًا إنسانيًا وإبداعيًا، هذا التراث الذى يُبنى عليه، ولا يُهدم منه، يستكمل هيئته ورونقه وتفرّده ولا ينقُص، سيستكمل السّاردون ما بدأه "محفوظ"، بل وسيضيفون إليه الكثير والكثير عبر تبدّل الرؤى وتفاوت الأزمنة وجنوح الخيال وتغيّر الوعى.       

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

برتقالى وعيونه بيضاء.. كوستاريكا تكتشف نوعا نادرا من سمك القرش.. فيديو وصور

كوكا يغيب عن افتتاح الدوري السعودي لأسباب غير فنية.. تعرف عليها

ضبط 4 أطنان دقيق مدعم فى حملات تموينية

الأمم المتحدة: أكثر من 796 ألف نازح فى غزة منذ مارس الماضي

البكالوريا أم الثانوية العامة.. تفاصيل الاختلافات الكاملة فى المواد والمجموع


الكيس تحول لخراج.. قلق جمهور أنغام على حالتها الصحية بعد التطورات الأخيرة

رغم أحزانه.. محمد الشناوى يظهر فى مران الأهلى الجماعى

شاهد "نيولوك" إمام عاشور فى مران الأهلى بحضور بن شرقى

أجواء شديدة الحرارة.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس وتحذر من الرطوبة

عودة الأهلي.. مواعيد مباريات الجولة الرابعة لمسابقة الدوري المصري


سجلات 55 مليون أجنبى حصلوا على تأشيرات الدخول لأمريكا قيد المراجعة

زلزال بقوة 7.5 درجة يضرب ممر دريك بين أمريكا الجنوبية والقارة القطبية

وزارة الأوقاف تفتتح 15 مسجدًا اليوم الجمعة ضمن خطتها لإعمار بيوت الله

العالم هذا الصباح.. قائد الحرس الثورى الإيرانى: أى خطأ فى الحسابات من قبل إسرائيل سنواجهه برد حاسم.. متحدث أونروا: عملية الاحتلال فى غزة ستؤدى إلى تسونامى إنسانى.. وبوتين يستقبل وزير الخارجية الهندى فى الكرملين

لجنة الانتخابات العليا بسوريا توضح سبب الاقتراع غير المباشر

"حب يا حب و قاعدة وبتفرج".. أغنيتان جديدتان لهيفاء وهبي من ألحان بلال سرور

"إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها".. موضوع خطبة الجمعة اليوم بمساجد مصر

عمر مرموش.. موعد مباراة مانشستر سيتي ضد توتنهام في الدوري الإنجليزي

موعد مباراة الزمالك المقبلة بعد الفوز على مودرن سبورت

غدا أخر فرصة للتقديم.. فرص عمل فى السعودية بمرتبات 80 ألف جنيه شهريا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى