"غزة تستقبل العيد بالسلام".. قطار المصالحة المجتمعية ينطلق بإنهاء قضايا الدم بالقطاع وفقا لاتفاق القاهرة.. "حماس": بداية حقيقية لطى صفحة الانقسام المقيت.. وماجد أبو شمالة: عملية التئام الشرخ المجتمعى بدأت

بدأت الأطراف الفلسطينية العمل على طى صفحة الخلافات التى تولدت جراء سيطرة حماس على قطاع غزة عام 2007، ما أدى لمقتل المئات من أبناء حركة فتح والعشرات من حماس، ما تسبب فى شرخا بالنسيج الاجتماعى الفلسطينى، وبدأت لجنة المصالحة المجتمعية فى تعزيز روابط السلم الأهلى فى غزة وطى صفحة الخلافات.

وأعلنت لجنة المصالحة المجتمعية فى غزة عن بدء تنفيذ المرحلة الأولى من المصالحة المجتمعية أمس الأربعاء، وذلك لنزع فتيل الأزمة بين الأسر فى قطاع غزة وتعزيز التعايش السلمى بين العائلات، على أن تتولى لجنة "تكافل" بتعويض عشرة من عوائل ضحايا الانقسام، فى محافظات رفح وخانيونس وشمال غزة.

وكشف عضو لجنة المصالحة المجتمعية أبو سليم أبو دقة لوسائل إعلام فلسطينية، أن هذه المرحلة هى البداية لمراحل أخرى ستعقبها بعد عيد الأضحى مباشرة، وتقضى بتسليم ديات لضحايا الانقسام، موضحًا أن المرحلة الثانية ستشمل بقية المحافظات فى القطاع، حيث تم التواصل مع عشرات العائلات الفلسطينية بغزة لطى صفحة الماضى الأليم.

وأوضح "أبو دقة" أنه جرى الاتفاق مع كثير من العوائل الفلسطينية، ونجحت اللجنة فى تجاوز العقبات والعراقيل التى حاولت سلطة رام الله فيها كبح جماح المصالحة المجتمعية، مشيرًا إلى أنه تم الاتفاق على آليات لتعويض كل الضحايا، وسيتم تشكيل لجان لحصر الأضرار التى لحقت بالمواطنين خلال هذه الفترة، كاشفا عن تحركات تجرى للإفراج عن أشخاص والسماح بقدوم آخرين إلى قطاع غزة، وهى ضمن المراحل القادمة فى الملف.

وبدوره، أكد عبد اللطيف القانوع، المتحدث باسم حركة حماس، اليوم الخميس، البدء عمليا فى تحقيق المصالحة المجتمعية، وإنهاء عدد من قضايا الدم وتسويتها مع العائلات فى مختلف محافظات قطاع غزة.

وأشار القانوع فى بيان صحفى، إلى أن تحقيق المصالحة المجتمعية يأتى ضمن اتفاق القاهرة 2011 والتفاهمات الأخيرة للجنة التكافل الوطنى والجهود التى تبذلها حركة حماس لإنجاح عمل اللجنة وتحقيق الوحدة بين شرائح مجتمعنا الفلسطينى، موضحًا أن ما جرى مؤشر إيجابى لاستكمال وإنجاز المصالحة المجتمعية كاملة وبداية حقيقية لطى صفحة الانقسام المقيت.

ووصف المتحدث باسم حركة حماس، التحرك بـ"خطوة مهمة" على طريق تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة التى يتطلع لها الشعب الفلسطينى.

وأفرجت الأجهزة الأمنية التابعة لحركة حماس فى قطاع غزة عن 3 أشخاص كانوا معتقلين على خلفية الانقسام الفلسطينى.

فيما أكد النائب فى المجلس التشريعى الفلسطينى، رئيس مجلس أمناء لجنة "تكافل"، ماجد أبو شمالة، أنه جرى "الانتهاء من عدد من قضايا "الدم" التى تسبب بها الاقتتال الداخلى، وسيشهد اليوم الخميس الشروع فى إجراءات عملية لبدء التئام الشرخ المجتمعى بشكل فعلى فى قطاع غزة.

وأشار أبو شمالة إلى أن وفود كبيرة من الوجهاء وقيادات الشعب الفلسطينى والنخبة المجتمعية ستتوجه لبيوت عدد من شهداء الاقتتال فى كل من محافظة الشمال وخانيونس ورفح، وتم اختيار شهيد من فتح وآخر من حماس فى كل محافظة لإطلاق عرس المصالحة.

وحظيت لجنة المصالحة المجتمعية فى غزة بمشاركة ثمانية فصائل من أصل 13 فصيلا، وتتشكل من (حماس وفتح والجهاد الإسلامى والجبهة الديمقراطية والمبادرة الوطنية والقيادة العامة والصاعقة)، دون أن تعارضها الجبهة الشعبية التى طلبت وقتا لدراسة قرار انضمامها للجنة.