أزمة التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية تتسع.. المدعى الخاص المشرف على التحقيقات يشكل هيئة محلفين لتسهيل الحصول على الوثائق واستدعاء الشهود.. وأعضاء الكونجرس يسعون لمنع ترامب من إقالة روبرت مولر

فى خطوة جديدة لها دلالتها، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن المدعى الخاص الأمريكى روبرت مولر، قام بتشكيل هيئة محلفين كبرى فى سياق التحقيقات التى يجريها بشأن التدخل الروسى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية العام الماضى.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الخطوة تشير إلى اتساع التحقيق وأنه يمكن أن يستمر لأشهر وقد يؤدى إلى ملاحقات جنائية، موضحة أن هيئة المحلفين التى شكلها مولر فى الأسابيع الأخيرة هى أشبه بغرفة تحقيق مؤلفة من مواطنين يعقدون مداولاتهم فى جلسات سرية مغلقة لمعرفة ما إذا كانت العناصر التى يعرضها المدعى يمكن أن تؤدى إلى توجيه اتهامات. ويمثل المحلون أدوات تسمح للمدعين بالحصول على وثائق ووضع الشهود تحت التقييم والسعى لتوجيه اتهامات لو أن هناك أدلة.

ويقول الخبراء القانونيون إن قرار مولر يشير إلى أنه يعتقد أنه سيحتاج إلى استدعاء تسجيلات وأخذ شهادة الشهود، وإن الخطوة لها دلالة أخرى على أن العملية ستكون طويلة المدى وتشمل سلسلة كبيرة من المحاكمات.

لكن هناك خبراء آخرين حذروا من المبالغة فى قراءة هذه الخطوة، وأشارت مجلة تايم إلى أن أسباب القرار على الأرجح إجرائية مثل تسهيل استدعاء الشهود، ولا يشير بالضرورة إلى أن مدير "الإف بى أى" مستعد لإصدار لوائح اتهام.

وفى نفس السياق، كشف أعضاء بمجلس الشيوخ من كلا الحزبين عن تشريع هدفه منع الرئيس ترامب من  إقالة روبرت كولر دون سبب، أو على الأقل بسبب جيد بما يكفى لإقناع لجنة من القضاة الفيدراليين.

 وبحسب ما قالت صحيفة واشنطن بوست، فإن أعضاء مجلس الشيوخ قد أثاروا المخاوف من أن الرئيس ربما يحاول إعادة ترتيب الإدارة للتخلص من مولر، الذى تم تعيينه خصيصًا لضمان استقلالية التحقيقات الخاصة بروسيا عقب الأزمة التى تسبب فيها قرار إقالة مدير "إف بى أى" السابق جيمس كومى الذى كان معنيا بالأمر، وقالت واشنطن بوست، إن تحقيقات مولر تمضى قدمًا على الرغم من محاولات الرئيس لتشويه سمعة التحقيق بوصفه بأنه "مطاردة سحرة" غير شرعية.

وفى حين أن ترامب لا يستطيع أن يقيل مولر مباشرة، إلا أن الكثيرين أثاروا المخاوف مؤخرا من أنه قد يسعى لتغيير وزير العدل جيف سيشنز الذى عزل نفسه عن تحقيقات روسيا وكل ما له علاقة بالحملة الانتخابية. بينما قال نائب سيشنز، رود روزنشتاين أنه لن يقيل مولر دون سبب، إلا أن تعيين وزير جديد للعدل قد يلغى سلطته.

وواصل الرئيس ترامب نفيه مما يقال عن تدخل روسيا وتواطؤ حملته الانتخابية مع موسكو فى الانتخابات، وقال فى كلمة ألقاها فى ولاية ويست فرجينيا  إنها رواية مختلقة تماما، متهما الديمقراطيين بمحاولة تبرير هزيمتهم فى المعركة الانتخابية العام الماضى، وأضاف قائلا : لم يكن هناك روس فى حملتنا، لم يكن هناك أبدًا.