البرلمان القطرى "ريش على ما فيش".. الدستور ينص على ضرورة التمثيل النيابى بالدوحة.. والأمير الصغير يرفض اجتماع النواب المعينين ويلتقيهم مرة كل عام.. والمادة الحادية والثمانين تفضح نظام الحكم فى إمارة الإرهاب

البرلمان القطرى
البرلمان القطرى
كتب: محمد أبو النور

كغيره من مؤسسات الإمارة القطرية، التى تتسم بالغرابة والهشاشة والتناقض، يعد البرلمان القطرى "مجلس الشورى" واحدا من أغرب المؤسسات التشريعية فى العالم، إذ يتشكل على الورق فقط ولا يجتمع ولا تصدر عنه تشريعات ولا يقوم بأى دور رقابى أو قانونى كما هو الحال فى أى برلمان آخر حول العالم.

 

برلمان على الورق

ويبدو أن المثل العربى القائل "ضجيج بلا طحين" ينطبق تماما على حالة البرلمان القطرى أو مجلس الشورى القطرى الذى يعقد جلساته على الورق فقط، لدرجة جعلت كثيرا من المراقبين يصفون هذا الكيان التشريعى بالقول: "نسمع به ولا نراه".

 

وبالرغم من ذلك يحظى البرلمان القطرى بتمثيل كامل لدى البرلمان العربى، شأنه شأن البرلمانات العربية العريقة كاملة التمثيل والدور والمهام والاختصاصات، كما يقوم عدد من نوابه بزيارات إلى البرلمانات الدولية والمؤسسات الغربية للحديث عن "ديمقراطية فى قطر".

 

وبدأت فكرة إنشاء كيان تشريعى لدولة قطر فى العام 1972 بعد استقلالها عن المملكة المتحدة بعام تقريبا، لكن الفكرة ظلت على الورق، ولم تشهد الحياة السياسية العربية برلمانا قطريا حقيقيا على غرار باقى البرلمانات الأخرى.

 

فى يوم 1 إبريل من العام 2006 قال بيان أصدره ديوان نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية حمد بن جاسم بن جبر آل ثانى (الذى أصبح فيما بعد رئيسا للوزراء ثم خرج عن السلطة ويقود الآن التنظيم الداخلى للحمدين بقطر) إن الانتخابات التشريعية ستجرى فى عام 2007.

 

ذراع قطر فى المحافل

وكما هو متوقع وقتها تم تأجيل الدعوة إلى تلك الانتخابات وأنشأت عوضا عن ذلك ما يعرف بـ"اللجنة الاستشارية لدراسة إنشاء برلمان لدولة قطر"، ومرة من بعد مرة تم تأجيل الانتخابات التشريعية من يونيو 2010م، مرورا بنوفمبر 2011م، وحتى نهاية العام 2012.

 

ومع صعود الأمير تميم بن حمد إلى السلطة، قالت قطر إنه تم انتخاب 30 عضوا لتأسيس مجلس الشورى فضلا عن 15 عضوا عينهم الأمير الشاب، ورأس مجلس الشورى القطرى محمد بن مبارك بن صالح الخليفى الذى عين عضوا بالمجلس منذ العام 1995م، لكن اللافت أن البرلمان لا يجتمع وهو موجود على الورق فقط، ولا يمارس أدنى دور رقابى أو تشريعى حتى بعد الانتخاب الشكلى الذى تم فى 2013.

 

اللافت فى هذا البرلمان، أن قطر تستخدمه لغسل سمعتها فى المحافل النيابية الدولية والإقليمية، ولها ممثلين بالفعل لدى البرلمان العربى، وهم أربعة نواب بواقع ثلاثة رجل وسيدة: (مبارك بن غانم العلى ـ يوسف راشد الخاطر ـ عائشة يوسف عمر الحمد المناعى ـ ناصر خليل الجيدة)، ولأنه لا يصدر عنه أى قانون أو تشريع أو رقابة أو مساءلة فإن البرلمان القطرى هو المؤسسة القطرية الوحيدة التى لا موقع لها على الإنترنت.

 

تميم ينتهك الدستور

وضعت أسرة آل ثانى، دستورا للإمارة ومع ذلك هى أول من يقوم بانتهاكه وتوراث هذا الانتهاك الأمير تميم عن أبيه، ذلك أنه لا يطبق المواد المتعلقة بإنشاء مجلس الشورى فى دستور إمارته، خاصة المادة السادسة والسبعين تلك التى تنص على ضرورة إنشاء المجلس واجتماعه.

 

كما ينتهك الأمير تميم بن حمد آل ثانى المادة الحادية والثمانين من الدستور، ضمن فصل السلطة التشريعية، تلك التى تنص على أن تكون مدة المجلس 4 سنوات فقط، ويتم إعادة انتخاب النواب مجددا، غير أن ذلك لا يحدث.

 

الغريب والطريف فى آن معا، أن الأمير تميم يكتفى بدعوة أعضاء المجلس إلى الاجتماع مرة واحدة كل عام فى بدايات نوفمبر، بالمخالفة أيضا للدستور الذى ينص على أن تكون دورة الانعقاد فى أكتوبر وليس فى نوفمبر وفقا للمادة الخامسة والثمانين، وإلقاء كلمة أمامهم وهى المناسبة الوحيدة تقريبا التى يظهر فيها هذا البرلمان.

 

ريش على ما فيش

وفى الدستور القطرى تتألف مواد إنشاء مجلس الشورى بين المادتين السادسة والسبعين والسادسة عشرة بعد المئة، وبالرغم من كل تلك المواد إلا أنها غير مفعلة ولا يمارس النواب، المنتخبون منهم أو حتى المعينين، أى دور نيابى كنظرائهم فى أى برلمان آخر.

 

وعلى كل حال، هذا شأن يخص قطر داخليا، لكنها بالرغم من هذا الوضع الكوميدى تمارس أشد أنواع الانتقاد لبلاد أخرى لها واحد من أعرق برلمانات العالم، ومن خلاله يقدم النواب طلبات الإحاطة والاستجوابات إلى أعلى قيادات الدولة التنفيذيين.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

"شتلة بلوط" ومصافحة جذبت الأنظار.. ترحيب ملكى من تشارلز الثالث لـ ماكرون

تشييع جثمان سامح عبد العزيز بعد صلاة العصر من مسجد الشرطة ودفنه بالسويس

الأدلة الجنائية ترفع الآثار والأدلة من سنترال رمسيس لبيان سبب الحريق

الوداد يقرر الرد بالمثل على الأهلى والزمالك بالتعاقد مع رضا سليم ومصدق

شاهد جميع أهداف محمد صلاح مع ليفربول قبل انطلاق الموسم الجديد


أبو عبلة: الفحص الشامل ضرورة أساسية لكل لاعب قبل بداية الموسم الجديد

سيناريوهات تنتظر السائق المتسبب فى وفاة 18 فتاة على الطريق الإقليمى بعد حكم المشدد

هالاند يتصدر أغلى 10 لاعبين انضموا إلى البريميرليج دون اللعب فى إنجلترا

طلاب الثانوية العامة يودعون امتحانات العام الدراسى 2025.. بدء اختبار الأحياء والرياضيات والإحصاء.. وزارة التعليم تتابع دخول الطلاب اللجان ووصول الأسئلة وتوجه بالتصدى للغش.. وأولياء الأمور يدعمون أبنائهم بالدعاء

عائلة أنشيلوتي تكتب سطرا جديدا في تاريخ التدريب بالبرازيل


وفاة المخرج سامح عبد العزيز بعد تعرضه لوعكة صحية والجنازة من مسجد الشرطة

جيوكيريس الخطر الأكبر على محمد صلاح في الدوري الإنجليزي.. الأرقام توضح

القطار الأسرع فى مصر.. مواعيد "تالجو" وأسعار الرحلات اليوم الخميس 10-7-2025

أوكرانيا تثير توترا فى واشنطن.. ترامب يعكس قرارات "الدفاع" بوقف شحنات أسلحة لكييف.. "AP": دونالد محبط من مسئولى البنتاجون ويدرس إرسال "باترويت" لزيلينسكى.. و"وول ستريت": التحركات تكشف تدهور العلاقة مع بوتين

غدا.. آخر فرصة للتقديم على وظائف فى البوسنة برواتب تصل 52 ألف جنيه شهريا

تفاصيل نظام البكالوريا المصرية الجديد × 15 معلومة

محمد عواد يرحل بنفس سبب وفاة أحمد عامر.. أزمة قلبية مفاجئة

وداعًا للطوابير.. تعرف على خطوات الاستعلام عن مخالفات السيارات أونلاين

انفوجراف.. آخر مستجدات التحقيق فى حريق سنترال رمسيس الرئيسى

باريس سان جيرمان يدمر ريال مدريد برباعية ويتأهل لنهائى كأس العالم للأندية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى