حجاج "البرى" عالقون على حدود الأردن.. و"عمليات الحج": اتصالات لحل الأزمة

لفظت الحاجة "أم هاشم أحمد محمد سيد" صاحبة الـ65 عامًا أنفاسها الأخيرة، وأسلمت الروح إلى بارئها، داخل الأتوبيس السياحى العالق على حدود " المدورة" لأكثر من 20 ساعة بالأردن، أثناء عودتها لوطنها بعد أداء مناسك الحج.

وروى محمود العجوانى صاحب شركة سياحة ومنظم رحلة الحج البرى، فى تصريحات خاصة لـ " اليوم السابع"، مأساة ضيوف الرحمن العالقين على حدود "المدورة" بالأردن ، قائلًا "لم نعد نسمع سوى تصريحات وردية، بينما الحقيقة تكشف أن ننتظر طويلا إلى جوار بعضنا البعض، لنخرج من دوائر الانتظار دون رعاية صحية أو توفير أدوية لأصحاب الأمراض المزمنة أو تحريك أتوبيسات الحجيج للمغادرة إلى ميناء العقبة.

وأضاف: أن "عدد الأتوبيسات يبلغ 150 أتوبيسا يقلون نحو 6 آلاف حاجا، عائدين إلى أرض الوطن، بينما نحن عالقين، أصاب الإرهاق الحاجة "أم هاشم"، وهى من إمبابة، ولم تستطيع المقاومة، فأسلمت روحها إلى العلى القدير، وهى على مقعدها فى رحلة العودة، بحثنا كثيرا عن من يدافع عن حقوقنا ويراعنا، لدرجة أننى بحثت عن رقم مسئول حكومى رفيع،  ورويت له ما حدث لنا، فوعدنى بالتدخل السريع، فتوقعت أن يتحرك بعد دقائق من تلك المحادثة الهاتفية إلا أن الدقائق تحولت إلى ساعات طويلة ويأس من أى تدخل، ودعوات تخرج من بين شفاه ضيوف الرحمن إلى المولى عزوجل تحتسبه لنخرج مما نحن فيه".

وتابع " العجوانى" قائلًا: أن "المشهد فى المدورة مؤلما للغاية، فلم نتصور للحظة أن نفترش الأرض وسط درجات الحرارة المرتفعة، ومعنا عجائز لم تعد لديهم القدرة على الحركة، وسيدات يجلسن إلى جوار الحافلات ويتلحفن بالسماء دون معين، وبدلا من أن تخرج الدعوات بالمحبة والرحمة إلا إنها خرجت بالاحتساب والدعاء على من ظلمنا وجعلنا كالغثاء لا حول لنا ولا قوة".

وكشف "العجوانى" أن أفواج الحجيج تحركت من عصر يوم الجمعة الماضى، من الأراضى السعودية ووصلت إلى حدود " المدورة " بالأردن، وتوقفت الأتوبيسات البالغ عددها 150 أتوبيسا عن السير لأكثر من 20 ساعة دون أسباب معروفة من الجانب الأردنى، دون طعام أوشراب ، ودورات مياه غير أدمية، مما أضطر الحجاج العالقين لقضاء حاجتهم فى العراء.

وأكد " العجوانى " أنه طالب الجهة الإدارية " وزارة السياحة" أكثر من مرة  تسيير رحلات الحج مباشرة إلى السعودية عن طريق سفاجا – ضبا، حفاظًا على سلامة وراحة الحجاج المصريين، نظرًا لقصر المسافة، والتى لا تستغرق أكثر من 14 ساعة فقط، مشيرًا إلى أن تسيير الرحلة من "نويبع – العقبة"، ثم التوجه للسعودية تستغرق أكثر من 30 ساعة مما يتسبب فى إرهاق وتعب الحجيج، مشددًا على ضرورة حماية كرامة الحاج المصرى.

ومن جانبه، أكد محمد بكر، رئيس غرفة عمليات شئون الحج السياحى، أنه سيجرى اتصالات مكثفة مع لجنة الإشراف التابعة للجان البعثة المتواجدة بميناء العقبة، للتدخل فورًا، وحل مشكلة الحجاج العالقين على حدود " المدورة " بالأردن، وتقديم كافة التسهيلات لعودتهم إلى البلاد بكل سلامة وأمان.

وقال " بكر" فى تصريحات خاصة، لـ "اليوم السابع"، إن الاتوبيسات السياحية العالقة بالأردن وصلت قبل موعدها المحدد لدخول ميناء العقبة، موضحًا أنه تم احتجاز الأتوبيسات ومنعهم من دخول الميناء لعدم حدوث أى تكدسات وفقا لتعليمات السلطات الأردنية.

الحجاج المصريين العالقين ساحات المدورة الأردنية

الحجاج المصريين بساحات المدورة الأردنية

الحجاج المصريين على الحدود المصرية الأردنية

حافلات الحجاج المصريين تنتظر قرار بالسير