نورا عبد الفتاح تكتب: حتى يرحمنا الله

ورقة وقلم أرشيفية
ورقة وقلم أرشيفية
يمر الانسان بالعديد والعديد من المواقف التى تترك داخله انطباعات وأحاسيس تعلق بذهنه لفترات طويلة وقد تلازمه ما بقى من حياته، فتصبح سمة من سماته أو تعبيرا دائما على وجهه.
طالما وجدنا نقاشات واستقصاءات وجدالات حول أقسى وأصعب شعور يشعر به الإنسان، وتدور الإجابات ما بين الوحدة أو الفقد، الغدر أو الخيانة، الفشل أو الظلم، الإهانة أو الملل.
ولكن يظل أقوى وأقسى الأحاسيس على إطلاقها؛ إحساس من ظلم ولم يستطع الدفاع عن نفسه، لأن حجته لم تقنع الظالم، او لم ينل الفرصة للدفاع من الأساس.
إحساس من هرب من مكان كان فيه ولم يجد مأوى دونه فعاد إليه مرغمٱ مغلوبٱ.
إحساس من فقد القدرة على اتخاذ موقف، أقسم أنه لو تكرر لفعل كذا وكذا وتكرر ولم يفعل شيئٱ مضطرا وجبرا.
إحساس من طلب مالا وتم رفض طلبه، فعلم أن صاحب المال هو سيد كل المواقف.
إحساس من طلب أمرا من شخص فرفض ذلك الشخص، فأقسم الطالب ألا يطلب منه شيئا قط، وتدور الأيام وتضطره الظروف أن يجدد طلبه من الرافض فيجدد الرافض الرفض.
إنه القهر؛ الذى تجده دائما بصحبة الإذلال والإكراه، الإلزام والإهانة، الخسف والجور، تراه مع الظلم دائما، لم أرى مقهورا كان على باطل، دائما تجده على حق والباطل يزدريه ويحقر منه، ويضيق عليه، لا يترك له متنفسا ولا يتعامل معه بعدل أو بانصاف ولا حتى برحمة.
القهر أكثر المشاعر الانسانية قسوة على النفس وأكثرها تأثيرا وتغييرا فى داخل الشخص، فهو يستطيع أن يأخذ الإنسان من المرح إلى الكآبة ومن الشباب إلى الهرم ومن النجاح إلى الفشل ومن التمكن إلى العجز، من الاجتماعية إلى الانطوائية، ومن الإنسانية إلى الحيوانية.
يأخذه من الحال الطيب إلى الحال الخبيث بسرعة بالغة، تصعب معها العودة إلى الحال الأول، وقد تستحيل.
أتصور أن كل مخلوق على وجه الأرض وكذلك الحيوانات والحشرات ذاق القهر بدرجاته فى عدة مواقف من حياته، فهو ذراع لمشاعر عديدة ومتداخلة، منها الاحتقار والاضطرار، الغلبة والتسلط.
ولأن القهر دهسنا جميعنا ولعدد من المرات، غير فينا وبدلنا، ففرض علينا أن نكف القهر فيما بيننا ونسعى قدر ما بداخلنا من قسط وعدل، أن نمنع أنفسنا عن قهر من هم أضعف منا وأهش.
ونترك لغيرنا المساحة الكاملة والحق التام فى الاختيار والاحترام، ولنرحم بعضنا البعض، أن لم يكن من باب الإحسان المتبادل، فليكن من باب مصلحتنا فى أن يرحمنا الله فى المقابل.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مندوب مصر لدى الأمم المتحدة: لعبت مصر دورا رئيسيا فى تيسير الاستجابة الإنسانية لغزة

هتقفل المادة.. نموذج استرشادى فى الفلسفة والمنطق لطلاب الثانوية العامة 2025

وفاة المخرج الجزائرى محمد لخضر حمينة صاحب أول سعفة ذهبية عربية بمهرجان كان

العالم هذا المساء.. رويترز تكشف عن صورة مغلوطة واجه الرئيس الأمريكى بها رئيس جنوب أفريقيا.. الجيش السودانى يعلن السيطرة على مدينة الدبيبات بجنوب كردفان.. وقرار ترامب بشأن "هارفارد" يهدد مستقبل أميرة أوروبية

حبيبة عصام: سيدات الأهلى كللت مجهودها بكأس مصر وقادرات على حصد الألقاب


بدأت اليوم.. تفاصيل عملية تبادل الأسرى بين روسيا وأوكرانيا 1000 مقابل 1000

أسعار اللحوم الطازجة والمجمدة بأنواعها بمنافذ التموين.. التفاصيل

اتحاد الكرة يكشف سبب عدم تكليف على ماهر وطارق مصطفى بمنتخب مصر فى كأس العرب

"الأونروا": سكان غزة عانوا من الحرمان من أساسيات الحياة لأكثر من 11 أسبوعا

الثلاثاء ميلاد هلال ذى الحجة والأربعاء أول أيامه فلكيا وهذا موعد عيد الأضحى


أورلاندو يرفض محاولات الأهلي لضم مبوكازي

جنوب إفريقيا: 300 عامل عالق تحت أنقاض قرب جوهانسبرج

محكمة أمريكية توقف تنفيذ أمر ترامب بحل وزارة التعليم

عمرو الليثى يطمئن محبيه بعد خروجه من الرعاية المركزة وإجراء جراحة

فرنسا تعتقل 55 رجلاً بتهمة استغلال الأطفال جنسياً على تيليجرام

انفلونزا الطيور تضرب اقتصاد البرازيل.. عشرات الدول توقف شراء الدواجن

سلوت: لدى آمال كبيرة لفوز محمد صلاح بالكرة الذهبية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى