يوسف اسحق يكتب: روشتة ... أم حجر رشيد؟

ورقة وقلم أرشيفية
ورقة وقلم أرشيفية
يعانى أغلب الصيادلة بشكل يومى من صعوبة فك شفرة وقراءة الروشتة العلاجية، فى عصر باتت فيه أجهزة الحاسب الآلى المتطورة واساليب الطباعة المتقدمة عامل رئيسى وأساسى فى المنشآت والمستشفيات وحتى المحال التجارية الصغيرة، ولا زال الطبيب المعالج يعتمد على أساليب الكتابة التقليدية والسريعة التى يراها من وجهة نظره تساعده على توفير الوقت، ولعل ابلغ دليل على ذلك، تلك الخطوط العرجاء التى تُكتب بها الوصفة العلاجية "الروشتة"، ليقوم بعدها الصيدلى بدور العالم الفرنسى "جون فرانسو شامبليون" الذى فك رموز حجر رشيد لفك رموز تلك الوثيقة الورقية.
 ومن الغريب حقا فى عصر التكنولوجيا المتطورة التى نحياها ونلمسها جميعاً، الطرق الوسائل والأساليب التى يعتمد عليها الصيدلى لمعرفة اسم العقار او الدواء المستخدم حين يتعذر عليه معرفة اسمه لسوء خط الطبيب المعالج، منها على سبيل المثال سؤال المريض عن سعر الدواء ولون عبوته حتى يحاول ربط مواصفات ذلك الدواء مع الحروف الاولى للدواء، والتى من المفروض تكتب باللغة الانجليزية، ولكنها تبدو وكأنها أحرف لـ اللغة الأمهرية القديمة، حتى ذلك الاختيار بات صعبا لتغير سعر الدواء بصفة مستمرة كل يوم، او تغيير شركات الأدوية المنتجة لشكل وسعر العبوة بين وقت وآخر، ليصل به الامر احيانا الجلوس امام تلك الوصفة السحرية ويحاول وصل الأحرف بعضها ببعض افقيا ورأسيا بمساعدة المريض المسكين، وكأنه يختبر معلوماته امام رقعة للكلمات المتقاطعة. 
ويتنفس المريض الصعداء حين يتذكر أن هذا الدواء يتناوله قبل الاكل ببضع دقائق وكأن هذا الدواء دون غيره يوصى بتناوله بهذه الكيفية !!!، ليخبر الصيدلى على الفور بذلك املاً منه مساعدته للوصول لاسم ذلك الدواء، او مريض اخر يتقدم بمعلومة لعلها تُفيد الصيدلى أن هذا الدواء يتناوله صباحا ومساء !!! 
وأحيانا اخرى يضطر الصيدلى إلى الاستعانة بمؤشر البحث جوجل لمعرفة أحدث الأساليب العلمية لقراءة الروشتة، او قد يضطر الصيدلى لفتح المندل لو أمكن للاستفادة بثمن الروشتة، وهامش الربح، او بأى وسيلة اخرى حتى لا يشعر بالقصور الذهنى لإخفاقه فى عدم مقدرته لقراءة الروشتة لعله احساس غير مُرضي.
قد يلجأ الصيدلى أيضا بمقارنة صنف بالصنف الذى يسبقه والذى تم بحمد الله الوصول إلى اسمه وعلاقته الإيجابية ومدى تفاعله بالأصناف الاخرى فى عملية تكون اصعب من تركيب الدواء نفسه، للوصول للنهاية وصرف الروشتة للمريض، او يرجع ذلك الصيدلى النجيب بذاكرته لايام دراسته بكلية الصيدلة ومغامراته المعملية ليقوم بالربط بين المادة الفعالة لذلك الدواء وتخصص الطبيب المعالج الذى رسم بعناية بالغة خطوط سريالية على ورقة رشيقة تحمل اسمه وتخصصاته وعناوينه وأرقام تليفوناته وهواتفه المحمولة والشهادات التى حصل عليها والجامعات التى يحاضر فيها، والزمالة الملكية، بالاضافة إلى الرتب والنياشين التى تقلدها والمشاهير الذين يترددون على عيادته.
اذا لابد أن يكون للصيدلى قاعدة تخمين أولية ولغة استشعار واستشفاف واستنباط تصل لحالة من التنبؤ لفك تشفير رموز الروشتة التى وان طويت بطريقة مثلثة أصبحت أشبه بحجاب المشعوذ الذى يدفع الحسد عن من يعتقد فى تلك الامور .
الامر الأكثر خطورة هو شعور المريض بعدم الطمأنينة والرضا بعد تلك المحاولات المضنية للوصول ل اسماء الادوية التى يريدها.
اواه يا قلبى، لو صُفت تلك الأحرف بعناية كنّا جميعا والصيدلى ابعد عن تلك الحيل والاساليب والطرق الكثيرة لقراءة الروشتة، وحافظنا على أصناف كثيرة من الأدوية المهدرة والتى تُصرف عن طريق الخطأ 
 إنه لأمر بسيط للغاية لا يستغرق بضع ثوانٍ معدودة لكتابة تلك الوريقة الصغيرة بأكثر وضوحا حفاظا على صحة المريض سلامة الطبيب والصيدلى ايضا، وجعل الشخص المعنى بصرف الدواء اكثر هدوء وطمأنينة .
نحن بحاجة لطبيب وصيدلى بدرجة حرص الفنان حسين رياض فى فيلم حياة او موت، الذى اكتشف خطأه العلاجى بادر للتو بالبحث عن احمد ابراهيم القاطن بدير النحاس، وتكاتفت معه كل أجهزة الدولة بحثا عنه حرصا منهم جميعا على سلامة " سى أحمد ابراهيم "، اذ وصل الامر بتعطيل البث الإذاعى لإذاعة الجملة الشهيرة " لا تشرب الدواء الذى أرسلت ابنتك فى طلبه، الدواء فيه سٌمٌ قاتل " لإنقاذ حياته .  
عافانا الله واياكم من كل علة
وحفظ الله مصر 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مسئول إيرانى يزعم قدرة طهران على اغتيال ترامب خلال "حمام شمس".. ودونالد يعلق

زيزو يوجه رسالة لمنتقديه: "مفيش حاجه علي أرض الواقع بتتغير بعد الشتيمه دي"

2000 جنيه و30 جرام ذهب.. أسرة تحتفل بابنتها بعد امتحانات الثانوية العامة

الأهلي يتلقى هدية فرنسية في كأس العالم للأندية

الرئيس السيسى يستقبل رئيس مجلس الدولة الصينى.. ويؤكد حرص مصر على تعزيز التعاون مع بكين.. التطلع لجذب استثمارات فى الطاقة الجديدة والسيارات الكهربائية.. "لى تشيانج": الرئيس السيسي يحظى دائماً بترحيب بالغ فى بكين


فى ذروة عمره الإبداعى.. صفحات نجوم الفن تتشح بالسواد حزنا على رحيل المخرج سامح عبد العزيز بعد تدهور حالته الصحية بشكل متسارع.. ويسرا وهنيدى والسقا وهشام ماجد وشيكو وإدوارد ينعونه بكلمات مؤثرة

البلوجر نور تفاحة.. فيديوهات مخلة تحرض على الفسق من أجل الربح أهم أسباب محاكمتها

الأهلى يدرس التراجع عن ضم ظهير أيمن.. والقرار النهائى لـ ريبيرو

الرياضيون يساندون إبراهيم سعيد فى أزمته.. قرب من ربنا وحل مشاكلك

طبيب الأهلى السابق يتولى رئاسة الجهاز الطبى لمنتخب مصر للشباب


5 قرارات مهمة من النيابة العامة لكشف تداعيات حريق سنترال رمسيس

بلقطات حب ورومانسية.. زوج أسماء أبو اليزيد يحتفل بعيد ميلادها

إحالة ربة منزل قتلت شقيق زوجها خنقا وألقته من سطح المنزل فى بنها للمفتي

الوصل الإماراتى يتراجع عن ضم وسام أبو على

انتحار جندى إسرائيلى فى لواء غولانى بعد مثوله للتحقيق مع الشرطة العسكرية

تامر النحاس : الكرة المصرية لم تستفيد بشيكابالا سوي 20% ..و الأهلي عرض عليه رقم خيالي

رانيا يوسف تشارك فى فيلم ابن مين فيهم بطولة بيومى فؤاد وليلى علوى

8 أغسطس موعد انطلاق بطولة الدوري المصري للموسم الجديد 2025 – 2026

جيوكيريس الخطر الأكبر على محمد صلاح في الدوري الإنجليزي.. الأرقام توضح

عمر مرموش يتفوق على محمد صلاح في سباق الأغلى بالدوري الإنجليزي

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى