بالصور.. لماذا قرر مسعود بارزانى تأجيل الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان العراق؟ السياسى المخضرم ألقى الكرة فى ملعب الأحزاب والبرلمان وحصل على الثمن.. ووفد تحالف الدول الكبرى قدم مشروعا بديلا مرضيا لـ"الزعيم"

رئيس إقليم كردستان مسعود بارزانى
رئيس إقليم كردستان مسعود بارزانى
كتب: محمد أبو النور

لم تكن مفاجأة حين أعلن رئيس إقليم كردستان مسعود بارزانى موافقته المبدئية على تأجيل استفتاء كردستان الذى كان مقرراً عقده يوم الخامس والعشرين من سبتمبر الجارى، لمدة سنتين، وذلك فى إطار المشروع البديل الذى تسلمه من ممثلى تحالف الدول الكبرى (أمريكا وبريطانيا وفرنسا).

 

قوى سياسية كردية
قوى سياسية كردية

 

فبعد اجتماعه مع بيرت ماكجورك مبعوث الرئيس الأمريكى للحرب ضد داعش، والسفير الأمريكى فى العراق دوجلاس سيليمان، ويان كوبيتش الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة فى العراق، وفرانك بيكر السفير البريطانى فى العراق، يبدو واضحا أن الضغوط التى مورست من القوى الكبرى دفعت بارزانى إلى قبول ما يعد "مشروعا بديلاً مرضيا عن الاستفتاء".

 

ضغوط إقليمية ودولية

منذ أن أعلن بارزانى الدعوة إلى التصويت على الاستفتاء واجه مشروعه السياسى حائطا صلبا من القوتين الإقليميتين الكبيرتين المجاورتين لكردستان وهما إيران وتركيا ومؤخرا أفادت تقارير إيرانية عن ذهاب الجنرال قاسم سليمانى قائد فيلق القدس، الذراع العسكرية الخارجية لمؤسسة الحرس الثورى، إلى أربيل لإقناع بارزانى بإرجاء الاستفتاء.

 

تركيا كان الأمر مماثلا، حتى إن أنقرة رحبت برفض مجلس النواب العراقى إجراء الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان، وحذرت من أن الإصرار على إجراء الاستفتاء سيكون له ثمن.

 

وقالت الخارجية التركية فى بيان لها بعد أن أبدى البرلمان العراقى رفضه للاستفتاء برمته: "نؤكد على ضرورة وضع الإقليم الكردى فى اعتباره أن الإصرار على إجراء الاستفتاء رغم كل التوصيات الصادقة بعدم إجرائه سيكون له ثمن".

البرلمان الكردى
البرلمان الكردى

 

وكان مجلس النواب العراقى قد صوت بأغلبية أعضائه على رفض الاستفتاء على استقلال إقليم كردستان الذى كان مقرر له يوم الخامس والعشرين من سبتمبر الجارى.

 

وووفقا لبيان الخارجية التركية فإن أنقرة تعتبر قرار مجلس النواب العراقى حول الاستفتاء إصراراً من بغداد على ضرورة الحفاظ على وحدة الأراضى العراقية، وأنها تدعم هذا القرار بقوة، ومع ذلك أعلنت عن استعدادها للعمل من أجل تحسين العلاقات بين أربيل وبغداد.

 

وهكذا يبدو أن الرفض الغربى لم يكن إلا نتائج حتمية للرفض الإقليمى الذى ضغط بكل قوة لمنع هذا الاستفتاء بما فى ذلك التهديد التركى الضمنى بمعاقبة أربيل وذلك من خلال إما محاصرتها أو القيام بعملية عسكرية ضد قيام الدولة المفترضة.

 

الكرة فى ملعب البرلمان

ألقى بارزانى الكرة فى ملعب برلمان إقليم كردستان العراق، غاسلا يديه من تداعيات الموافقة من عدمها خاصة بعد أن أبدى موافقته على مشروع التحالف الدولى الداعى لإرجاء التصويت على النفصال لمدة عامين، ومن المعروف قدرة بارزانى وحزبه على التأثير فى قرار البرلمان.

 

لكن فى كل الأحوال أعلن برلمان كردستان العراق عقده جلسة للتصويت على تأجيل الاستفتاء من عدمه غدا الجمعة فى وقت متأخر من المساء، وذلك بعد رفض البرلمان الاتحادى فى بغداد منح الشرعية للعملية برمتها.

 

ومع الأخذ فى الاعتبار أن برلمان كردستان العراق، لم يمارس عمله منذ نحو العامين، إلا إنه سيجتمع فى تمام السابعة من مساء الجمعة بحث مسألة إكمال المسيرة نحو الاستحقاق أم تأجيله، وفقا لما قاله المتحدث باسم البرلمان.

 

وعليه فإن غدا الجمعة سيتم وضع النقاط على الحروف ويمنح إعلان بارزانى تأجيل ذهاب الأكراد إلى الصناديق غطاء دستوريا.

 

الثمن.. الصفقة.. المشروع

من المفيد فى هذا السياق التأكيد على أن رئيس إقليم كردستان العراق، مسعدو بارزانى رجل حصيف شديد الدهاء يقوم بالمناورات السياسية الواحدة تلو الأخرى مستهدفا من ورائها مرامى على المستوى الإستراتيجى، ومنها إرادته الاستمرار فى رئاسة حكومة الإقليم وتفعيل دور البرلمان الكردى حتى يكون برلمانا موازيا للبرلمان الاتحادى فى بغداد وليس مكملا له.

مظاهرات كردية
مظاهرات كردية

 

وهنا تتضح معالم الصفقة التى تمت بين بارزانى وبين مندوبى التحالف الدولى (واشنطن ـ لندن ـ باريس) لإرجاء الاستفتاء وهى استمراره على رأس السلطة فى البلاد والحصول على شرعية دولية وتشريعية لبيع النفط الكردى إلى خارج البلاد وليس إلى الحكومة الاتحادية، وهذا لن يتأتى إلا بتفعيل دور البرلمان الذى لم يمارس عمله منذ أكثر من عامين.

 

وبالتالى يمكن قراءة المشروع الذى تقدم به مندوبو الدول الكبرى على أنه متمثل فى إجراء الاستفتاء عن طريق الأحزاب والبرلمان مقابل مشروعية بيع النفط وإحياء البرلمان الكردى، وبالتالى تكون النتيجة أن يتعامل بارزانى كرئيس لدولة مستقلة وليس رئيسا لإقليم ويتعامل فى محيطيه الإقليمى والدولى كونه زعيما رأسا برأس مع زعماء وقادة دول الإقليم والعالم.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

زيادة 15٪ سنويا.. قانون الإيجار القديم يضع قواعد جديدة للأجرة

ريال مدريد ضيفا ثقيلاً على تالافيرا فى كأس ملك إسبانيا

أسرع قطارات السكة الحديد.. مواعيد وأسعار قطار تالجو الفاخر الأربعاء 17-12-2025

الأهلى يرحب برحيل أفشة فى يناير.. وسيراميكا مهتم بضمه

باريس سان جيرمان يتحدى فلامنجو فى نهائى كأس القارات للأندية الليلة


هل يشترط امتلاك توكتوك للتقديم فى منظومة الإحلال والحصول على السيارة الكيوت؟

قائمة شاملة بغرامات مترو الأنفاق 2025.. 41 مخالفة

مواعيد مباريات اليوم الأربعاء 17-12-2025 والقنوات الناقلة

مواعيد إجازة نصف العام 2026 لصفوف النقل والثانوية والإعدادية

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى كأس عاصمة مصر والقنوات الناقلة


ملياردير نيجيري يتبرع بـ20.7 مليون دولار لموظفي إمبراطوريته التجارية

إمام عاشور يوجه رسالة مؤثرة: مريت بمرحلة صعبة ومش مستنى آخد لقطة

شبورة وأمطار على عدة مناطق.. تفاصيل طقس اليوم الأربعاء 17-12-2025

أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل بزفافه وسط أسرته فى الدقهلية.. فيديو وصور

أهداف مباراة مصر ونيجيريا الودية

منتخب مصر يهزم نيجيريا 2 - 1 فى البروفة الأخيرة قبل أمم أفريقيا.. صور

تعرف على أصوات محمد صلاح وحسام حسن فى جائزة ذا بيست

أسطورة ليفربول يوجه رسالة نارية إلى كاراجر: محمد صلاح لم يخطئ

مصطفى محمد يحرز الهدف الثانى للمنتخب الوطنى فى مرمى نيجيريا.. صور

التأمين الصحى الشامل.. خطوات الاشتراك ومزايا الرعاية الطبية المتكاملة للأسرة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى