العراق يتمزق.. كردستان تسير نحو الانفصال.. البرلمان الكردى يوافق على إجراء استفتاء كارثى خلال أيام رغم رفض بغداد.. والتحالف التركى الإيرانى يفشل فى منع تداعياته.. ومحلل: مسعود بارزانى يناور لانتزاع امتيازات

انفصال كردستان
انفصال كردستان
كتبت إسراء أحمد فؤاد

يسير الجسد العراقى ممزقًا ينادى العالم العربى الذى يغط فى نوم عميق منشغل بأزماته، وأصبحت بلدانه أسيرة للأزمات السياسية، وبينما تقسّم بلادهم أمام أعينهم واحدة تلو الأخرى، يتجه اقليم كردستان العراقى لعقد استفتاء للانفصال عن العراق، بعد أن منحه البرلمان الكردى فى الأقليم الضوء الأخضر، إيذانًا بإعلان دولة كردستان الكبرى المزعومة وفصلها عن هذا البلد فى 25 سبتمبر الجارى، وذلك رغم معارضة البرلمان العراقى نفسه، إلا أن زعيم الإقليم مسعود بارزانى المحرك والمؤيد القوى للاستفتاء لا يأبه بالنتائج الكارثية التى ستحل على العراق جراء الانفصال حسب تحذيرات المراقبين.

وبعد ساعات من تأييده فى البرلمان الكردى، رفضت هيئة علماء المسلمين فى العراق، مساعى الأكراد إلى الانفصال، ودعت إلى حوار لحل كافة القضايا بما يضمن التمسك بوحدة العراق أرضًا وشعبًا، ورفض تقسيمه، مهما كانت الذرائع، وقالت الهيئة، التى يترأسها الحارث الضارى، فى بيان لها، إن عملية الجذب والشد فى موضوع الاستفتاء فى الإقليم دليل على المأزق الذى تمر به العملية السياسية، وفشل دعاة التوافق الوطنى والسياسى.

وفى ظل الوتيرة السريعة التى يسير نحوها الإقليم العراقى للانفصال، لم ينجح التحالف القائم بين تركيا وإيران لمنع الاستفتاء الذى سيحمل تداعيات مدمرة أيضًا على بلادهم، ففى إيران يوجد نحو 10% من السكان أكراد بحسب احصائيات غير رسمية، ويراودهم طموح الانفصال قبل الثورة الإيرانية، نتيجة لسياسات النظام ضدهم وحرمانهم من التعلم بلغتهم الأم، وفى تركيا يمثل الأكراد حوالى 15 إلى 20% من السكان، وعاشوا صراعًا متأصلًا مع الدولة التركية، ويشكل هذا الاستفتاء لدى البلدين خطر تحريك النزعة الانفصالية لدى أكراد إيران وتركيا، كما أنه قد يشجع أكراد سوريا على إقامة كيان على الحدود السورية التركية.

وعلق الخبير الإيرانى دكتور عبد الله مرادى خبير الشئون الإيرانية والشرق الأوسط على أن إيران وتركيا لديهما أدوات ضغط على إقليم كردستان العراق لمنع استفتاء تقسيم العراق المقرر 25 سبتمبر الجارى واستقلال إقليم كردستان عن هذا البلد، مشيرًا إلى أن رئيس الإقليم يناور بالاستفتاء لانتزاع امتيازات من بغداد.

وقال مرادى فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن طرح موضوع الاستقلال فى برلمان الإقليم والبرلمان العراقى يعد ذروة التنافس السياسي بين الطرفين، من ناحية فالبرلمان الكردى كان معطلًا بسبب خلافات الأحزاب احتجاجا على استمرار رئاسة بارزانى، وأن إعادة فتح البرلمان صاحبه إعلان الاستقلال، وأظهر أيضا اختلافات الأحزاب الإسلامية مع بارزانى.

واعتبر المحلل الإيرانى، أن الاستفتاء المقبل يخطو خطوة كبرى نحو الاستقلال، لكنه لن ينتج عنه استقلال حقيقى، لذا إعلان دعم البرلمان وحتى إجراء الاستفتاء كل ذلك تنافس سياسى، لن ينتج عنه بالضرورة استقلال الإقليم.

واعتبر أن كل ذلك سيرفع من كروت اللعبة السياسية لدى بارزانى من أجل التشاور مع بغداد، معتبرًا أنه قادر على استغلال الاستفتاء من أجل انتزاع امتيازات أكبر ثم يؤجل الاستفتاء الحقيقى لسنوات أو عقود أخرى قادمة.

وحول التحالف الذى يضم كلا من إيران وتركيا لمنع الاستفتاء، أوضح أن طهران وأنقرة لديهما مخاوف ورؤى متشابهة منذ القدم تجاه المسألة الكردية، ورأى أن التحالف بين البلدين الآن لمنع الاستفتاء ليس جديدًا، مشيرًا إلى أن لديه جذور تاريخية.

وتابع مرادى، أن مخاوف تركيا تعد أكثر عمقًا، والتهديد الناتج عن أنشطة حزب العمال الكردستانى لتركيا أكبر، كما أن أنقرة تشعر أيضًا بتهديدات من جهة أكراد الاتحاد الديمقراطى فى الشمال السورى، مضيفًا: "خلافا لتركيا التى تعامل الأكراد كالأجانب ومواطنين من الدرجة الثانية، فإن إيران تعتبر الأكرد إحدى القوميات الإيرانية الأصيلة"، على حد تعبيره.

واعتبر أن ما يمثل أهمية لتركيا، هو حدوث اندماح المناطق الكردية العراقية والسورية، وما يبتع ذلك من أضرار أمنية فى عمق الأراضى التركية، معتبرًا أن مخاوف إيران من الاستفتاء، تكمن كون أن تقسيم العراق يعد جزءا من الاستراتيجية العامة للولايات المتحدة لخلق اضطرابات واسعة فى المنطقة تؤثر على كافة اللاعبين الإقليميين.

أما عن الأدوات التى قد تستخدمها البلدين لمنع الاستفتاء، قال الخبير الإيرانى، أن تركيا تستخدم أدوات التهديد العسكرية والسياسية ضد إقليم كردستان، كما أنها تمتلك إمكانيات أخرى لخلق ضغوط اقتصادية على هذا الأقليم.

وتابع أن إيران أيضًا فى هذا المجال لديها إمكانية جيوسياسية مع جوارها العراقى فهى قادرة على لعب دور الوسيط بين بغداد وأربيل، لافتًا إلى أن إيران تتمتع أيضا منذ القدم بعلاقات مع كافة الأحزاب الكردية وبخاصة الاتحاد الوطنى، كما أنها أنقذت أربيل ورئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزانى من تهديد داعش، ومن ناحية أخرى تمتلك إيران علاقات جيدة بالأحزاب الشيعية والسنية فى بغداد، لذا فان أحد تلك الأدوات التى تمتلكها إيران هى الوساطة وإمكانيات طهران لتسوية سلمية للأزمة.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

لا تفوت الفرصة.. مميزات مدرسة الضبعة للطاقة النووية لطلبة الإعدادية

تزوير الشهادات الدراسية.. جريمة تهدد مصداقية التعليم والداخلية تتصدى

قانون الإيجار القديم.. 7 سنين أمان وشقة للمستأجر الأصلى جاهزة قبل الإخلاء

حركة مساعدي وزير الخارجية.. النجاري للتخطيط السياسي وصلاح لادارة ليبيا

أحمد سامي يطالب الاتحاد السكندري بضم "ربيعة"


شاهد لحظة غرق حفار البترول العملاق فى البحر الأحمر.. فيديو

شمس لا ترحم ورطوبة تثقل الأنفاس.. حالة الطقس اليوم الجمعة 4 يوليو 2025

عبد الله السعيد: الكرة فقدت لاعبا استثنائيا.. ومؤمن زكريا: شيكابالا واحد بس

موعد مباراة فلومينينسي ضد الهلال فى ربع نهائى كأس العالم للأندية

شيكابالا: اعتزلت بكامل إرادتى وقدمت كل ما لدى للزمالك


الجبهة الوطنية: نخوض انتخابات الشيوخ على أغلب الدوائر ونختار مرشحينا بعناية

وزير الإسكان: ما فيش طرد لأى مواطن مصرى من قاطنى وحدات الإيجار القديم

الداخلية تضبط سائقى النقل الثلاثة أصحاب فيديو السباق على أحد طرق 6 أكتوبر

ثمار ثورة 30 يونيو.. أسوان تنفذ 1993 مشروعاً فى 100 قرية ضمن "حياة كريمة".. المبادرة غطت جميع مراكز المحافظة.. والأهالى: نشكر الرئيس السيسى.. ودخول خدمات جديدة حولت النجوع المحرومة إلى قرى نموذجية.. صور

ثلاثى سيراميكا يقتربون من المزاملة فى الأهلى بالموسم الجديد

أحمد عامر فى حوار قبل وفاته: ويجز بيغنى فى منطقة بعيدة عننا.. وإحنا بتوع شعبى

كريم محمود عبد العزيز: تجربة مملكة الحرير مختلفة والتعاون مع بيتر ميمى ممتع

فيديو يرصد اللحظات الأولى فى حادث وفاة جوتا نجم ليفربول

قراءة مبسطة بـ قانون الإيجار القديم بعد التعديلات الجديدة.. إجابات واضحة لأسئلة المستأجرين والملاك.. معرفة القيمة ومصير العقود القديمة والموقف الكامل للمؤجر بعد 1996.. وحالات الإخلاء والبدائل المتاحة

تقارير تونسية: كريستو يرحل عن الأهلى إلى النجم الساحلى مجاناً

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى