"العامة للاستعلامات": مكافحة الإرهاب أهم ملف خلال زيارة السيسى للأمم المتحدة

الرئيس السيسى
الرئيس السيسى
كتب محمد السيد

تعد قضية مكافحة الإرهاب على الصعيد الإقليمى والدولى فى مقدمة الأولويات على آجندة زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى الحالية للأمم المتحدة.

ويشير تقرير أعدته الهيئة العامة للاستعلامات إلى أن اهتمام مصر بهذه القضية قد اكتسب أبعاداً أكثر أهمية فى هذه الدورة مما شهدته الدورات الثلاث السابقة للجمعية العامة للأمم المتحدة.

ويعود ذلك إلى نجاح مصر فى إقناع العالم برؤيتها التى عكست بها على مدى السنوات الثلاث الأخيرة من ضرورة المواجهة الشاملة للظاهرة الإرهابية وعدم اقتصار هذه المواجهة على الجانب العسكرى المباشر- رغم أهميته- حيث أصبح المجتمع الدولى الآن أكثر اقتناعاً بضرورة المواجهة الأيدلوجية للأفكار الإرهابية، وتجفيف مصادر تمويل الإرهاب وملاحقة داعميه ومموليه وكذلك الذين يوفرون لعناصره التمويل والدعم السياسى والملاذات الأمنة والمنابر الإعلامية التى يبررون من خلالها جرائمهم الارهابية، ويبثون سموم أفكارهم لأجيال من الشباب فى أنحاء العالم.

لقد أصبح العالم أكثر ادراكاً لأهمية هذه الرؤية المصرية المتكاملة فى مواجهة الإرهاب، وأكثر استعداداً للتجاوب مع المساعى المصرية لتفعيل نظام العقوبات التى تضمنها ميثاق الأمم المتحدة تجاه الدول والتنظيمات والمنظمات التى تدعم الإرهاب بأى شكل من أشكال الدعم المالى أو السياسى أو الإعلامى أو اللوجستي، وهو ما طالبت به مصر خلال رئاستها لجلسات مجلس الأمن الدولى الشهر الماضي.

لقد تحركت مصر من خلال الأُطر الدبلوماسية الدولية - وخاصة الأمم المتحدة- لتعزيز المواجهة الدولية الشاملة للظاهرة الإرهابية.

ويشير تقرير هيئة الاستعلامات إلى أن مصر تتبنى استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب خلال السنوات الاخيرة، بدأتها بالإطاحة بجماعة الإخوان الإرهابية من الحكم، ومنذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئاسة البلاد، شن حربًا داخلية وخارجية ضد التطرف والجماعات الراديكالية، وبذلت الدبلوماسية المصرية جهودًا كبيرة على منابر الأمم المتحدة ومجلس الأمن وفى العواصم الغربية للحشد ضد المعركة الكبرى - الإرهاب - التى تهددها وتهدد دول المنطقة والعالم.
لقد تعاملت مصر مع ظاهرة الإرهاب على عدة مستويات، محلى وإقليميا ودوليا، كما تم التصدى للنظرة الانتقائية لمواقف الدول الغربية تجاه الإرهاب، والعمل على إقناع الدول الرئيسية المؤثرة بضرورة تبنى نظرة شاملة تنطلق من القناعة بأن كل التنظيمات الإرهابية فى المنطقة تنبع من إطار فكرى وعقائدى واحد على الرغم من اختلاف أشكالها وأهدافها. وأيضا تعزيز التعاون الثنائى مع القوى الدولية فى مجال مكافحة الإرهاب بما يخدم المصالح المصرية والجهود الوطنية للتصدى للتهديدات الإرهابية.

على الصعيد الدولى: أكد الرئيس "السيسي" فى 21/6/2016 خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة فى دورتها 71 أن الإرهاب هو آفة هذا الزمان الذى تبثه دعاوى التطرف والعنف فى عقول البشر، مشددًا: "علينا أن نغرس فى هذه العقول قيم التعايش وقبول الآخر، ولما كانت الثقافة انعكاس لمنظومة القيم التى يحيا بها الإنسان فعلينا أن نسخر الثقافة والقدرات التكنولوجية لصالح التنمية وتحقيق السلام".

وعلى الصعيد الإقليمى: شدد "السيسي" فى كلمته أمام القمة العربية الإسلامية الأمريكية التى عقدت بالرياض فى 21/5/2017، على أن خطر الإرهاب "بات يمثل تهديدا جسيماً لشعوب العالم أجمع"، مشيرا إلى أن مواجهته واستئصاله من جذوره "تتطلب إلى جانب الإجراءات الأمنية والعسكرية مقاربة شاملة تتضمن الأبعاد السياسية والأيديولوجية والتنموية".

بعد خطاب الرئيس "السيسي" فى القمة، وافق مجلس الأمن الدولى، على طلب بعثة مصر لدى الأمم المتحدة بنيويورك، بإصدار نص خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسى أمام القمة العربية للأمم المتحدة بالرياض كـ"وثيقة رسمية" من وثائق مجلس الأمن، ووافق رئيس مجلس الأمن على طلب مصر، وأقر خطاب الرئيس كوثيقة رسمية لمجلس الأمن الدولى تحت رمز "S/2017/450".

وتتويجاً لجهود مصر فى مكافحة خطاب وأيديولوجيات الإرهاب، نجحت البعثة المصرية لدى الأمم المتحدة فى نيويورك فى استصدار قرار فى 25/5/2017 من مجلس الأمن بإجماع آراء الدول أعضاء المجلس للترحيب بالإطار الدولى الشامل لمكافحة الخطاب الإرهابى ووضعه موضع التنفيذ، وهو الإطار الذى سبق أن نجحت مصر فى اعتماده بالإجماع كوثيقة رسمية من وثائق مجلس الأمن، وصدر القرار تحت رقم 2354.

وفى كلمته بجلسة مجلس الأمن التى تم خلالها اعتماد القرار، أشار السفير عمرو أبو العطا مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة، الى الجهود المصرية التى نجحت فى تحقيق التوافق داخل المجلس حول إطار دولى شامل لمكافحة الخطاب الإرهابى، لافتًا إلى أهمية البعد الفكرى والإيديولوجى فى إطار الحرب العالمية على الإرهاب، والذى يروج لأفكار سامة لتبرير جرائمه ولتجنيد الشباب بل ودفعهم نحو الانتحار اعتقاداً منهم بأنهم يقومون بعمل سامى بطولى يستحق التضحية بالنفس.

وأكد "أبو العطا" أن مصر كانت سباقة فى إدراكها لأهمية التصدى لخطاب الإرهاب، منوهًا إلى مساهمتها الجوهرية فى التصدى لهذا الخطاب على المستوى الدولى، خاصة من خلال مؤسساتها الدينية العريقة التى تحظى باحترام وتقدير العالم أجمع، وعلى رأسها الأزهر الشريف، ومشدداً على أن المواجهة الشاملة اللازمة للإرهاب تستلزم التعامل مع كافة المنظمات الإرهابية دون استثناء، والتصدى لمن يقدم لهم يد المساعدة سواء بالتمويل، أو التسليح، أو بتقديم الدعم السياسى والأيديولوجى والإعلامى.

وباعتماد مجلس الأمن للقرار المصرى، ومن قبله إصدار الإطار الدولى الشامل لمكافحة الخطاب الإرهابى، تكون مصر قد نجحت فى وضع مكافحة خطاب وايديولوجيات الإرهاب على اجندة مجلس الأمن وبالتالى ضمن أولويات المجتمع الدولى فى إطار مكافحة الإرهاب.

وجدير بالذكر أنه قد تم انتخاب مصر لعضوية المقعد غير الدائم فى مجلس الأمن الدولى لعامى 2016 - 2017 بدعم واسع من الجمعية العامة، مما يعد تقديرًا من المجتمع الدولى لمصر ودورها فى الحفاظ على السلم والأمن الدوليين. كما تولت مصر رئاسة لجنة مكافحة الإرهاب بمجلس الأمن الدولي، وقامت فى هذا الإطار بعدد من المبادرات الرامية لتعزيز التعاون والتنسيق الدوليين فى إطار مكافحة الإرهاب، ومحاولة إيجاد حلول مستديمة تستهدف التعامل مع جذور ظاهرة التطرف.

كانت مصر عقب ثورة 30 يونيو قد واجهت حملة انتقامية مكثفة من قبل إرهابيين ومتطرفين ينتمون لجماعة الإخوان وجماعات إرهابية أخري، مما أدى إلى وضع مكافحة الإرهاب على رأس قائمة أولويات الأمن القومى المصري. و قامت مصر بتكثيف الجهود المحلية والإقليمية والدولية لمكافحة ظاهرة الإرهاب، التى تتصاعد على مستوى العالم ، كما أن مصر عضو محورى فى الائتلاف الدولى لمحاربة تنظيم داعش، خاصة وأن ىدورها حيوى فى مقاومة ودحض الافكار المتطرفة من خلال الأزهر الشريف ودار الإفتاء، وهما أهم مراكز الفكر الإسلامى الوسطى على مستوى العالم.

وفيما يتعلق بجهود مصر على الصعيد الداخلي: أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى قرار إنشاء المجلس القومى لمواجهة الإرهاب والتطرف، والذى يهدف إلى حشد الطاقات المؤسسية والمجتمعية للحد من مسببات الإرهاب ومعالجة آثاره.

ويختص المجلس بإقرار استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة الإرهاب والتطرف داخليا وخارجيا، والتنسيق مع المؤسسات الدينية والأجهزة الأمنية لتمكين الخطاب الدينى الوسطى المعتدل ونشر مفاهيم الدين الصحيح فى مواجهة الخطاب المتشدد بكافة صوره، ووضع خطط لإتاحة فرص عمل بمناطق التطرف، ودراسة التشريعات المتعلقة بمواجهة الإرهاب داخليا وخارجيا، واقتراح تعديل التشريعات القائمة، لمواجهة أوجه القصور فى الإجراءات وصولا إلى العدالة الناجزة، والارتقاء بمنظومة التنسيق والتعاون بين كافة الأجهزة الأمنية والسياسية مع المجتمع الدولى، خاصة دول الجوار والسعى لإنشاء كيان إقليمى خاص بين مصر والدول العربية يتولى التنسيق مع الأجهزة المعنية بمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.

كما سيسعى المجلس إلى تنسيق المواقف العربية تجاه قضايا الإرهاب، وإقرار الخطط اللازمة لتعريف المجتمع الدولى بحقيقة التنظيم الإرهابى ودور الدول والمنظمات والحركات الداعمة للإرهاب ضد الدولة المصرية، والعمل على اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ضد الأجهزة والدول الداعمة للإرهاب ضد الدولة المصرية، وتحديد محاور التطوير المطلوب بالمناهج الدراسية؛ بما يدعم مبدأ المواطنة وقبول الآخر ونبذ العنف والتطرف، ومتابعة تنفيذ إجراءات التحفظ على أموال الكيانات الإرهابية والإرهابيين ورصد التحويلات المالية للعناصر والتنظيمات الإرهابية؛ تجفيفا لمصادر تمويل التطرف والإرهاب.

من هذا الرصيد المهم فى جهود مواجهة الإرهاب، فإن ملف مواجهة الارهاب وحشد الجهود الدولية للقضاء عليه فى مقدمة ماتركز مصر عليه فى الدورة الحالية للجمعية العامة للامم المتحدة والتى يرأس وفد مصر فيها الرئيس عبد الفتاح السيسى.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

نقابة الموسيقيين تنعى المطرب أحمد عامر

انتداب مفتش الصحة لتوقيع الكشف على جثمان المطرب أحمد عامر داخل المسجد

سحب وأمطار ببعض المناطق.. الأرصاد تكشف مفاجأة فى طقس الساعات المقبلة

النواب يوافق على اقتراح عدم إخلاء المستأجر الأصلى وزوجته قبل توفير بديل

مجلس النواب يوافق نهائيا على قانون الإيجار القديم


المنتخب الوطني للشباب يعلن قائمته لمعسكر الإعداد لكأس العالم بتشيلي 2025

4 خدمات إلكترونية أتاحتها النيابة العامة للقضايا الجنائية المقيدة قبل 2023

الحكومة: "قانون الإيجار القديم مذكرش الإخلاء.. والمادة 8 ستثلج الصدور"

مجلس النواب يوافق على نص المادة 2 بمشروع قانون الإيجار القديم

الحكومة ترفض حذف المادة 2 من مشروع قانون الإيجار القديم


جدل حول حرمانية الفن ومشادات مع الجمهور بسبب حذف حمو بيكا أغاني أحمد عامر

يانيك فيريرا يحدد السبت المقبل لبدء فترة إعداد الزمالك للموسم الجديد

خلاصة الكيمياء لطلاب الثانوية العامة.. أهم أسئلة الامتحانات وإجاباتها

على رادار الأهلى.. نانت يرحب ببيع مصطفى محمد

رضا البحراوى يعلن إلغاء جميع حفلاته حدادًا على رحيل أحمد عامر

الأهلى يحيل ملف محمد ياسر إلى ريبيرو بعد انتهاء إعارته للتشيك

الزمالك يستقر على الجهاز الطبى للفريق

فلومينينسي يرفع شعار "المفاجآت البرازيلية مستمرة" فى كأس العالم للأندية

موجة انفصالات تهز الوسط الفنى.. آخرها عبير صبرى

بدء هدم كوبرى المندرة شرق الإسكندرية بعد تشغيل المسار البديل.. وهدم جزئى للجهة اليسرى مع تشغيل اليمنى للقادم من أبوقير.. المشروع امتداد لتوسعة الكورنيش لحل الأزمة المرورية باتساع 5 حارات.. فيديو وصور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى