خوف من المواجهة أم خوف من التفكير أم خوف من التكفير؟ لماذا اختفت المناظرات الثقافية وفضلنا التلقيح والتلميح على المكاشفة؟.. الرأى العام فى حاجة لمعرفة الحق والضلال.. وقضية يوسف زيدان وصلاح الدين أبرز مثال

على جمعة وأحمد عبد المعطى حجازى ويوسف زيدان
على جمعة وأحمد عبد المعطى حجازى ويوسف زيدان
وائل السمرى

ربما لا يعزف الخوف منفردًا فى هذه المسألة، وربما أيضًا لظاهرة "تكبير الدماغ" دخل فى هذه الحالة، فمنذ وقت ليس ببعيد غابت عن حياتنا المناظرات الثقافية التى كانت تحظى بقبول شعبى كبير، كما كان لها أكبر الأثر فى المعرفة واختمار الأفكار وعرضها، وفى الحقيقة فيجب هنا قبل أن نتباكى على غياب المناظرات علينا أن ندرك أنه ربما يكون لها بعض الآثار السلبية مثل اجتذاب بعض شرائح المتعصبين أو تعميق روح التعصب عند البعض، بالإضافة إلى أنه فى بعض الحالات تتحول المناظرات إلى "مناقرات" أو إلى مناوشات، لكن ما لا يجوز أن ننكره هو أن مسألة ترك الحبل على الغارب لكل من هب ودب دون تنقيح أو تصحيح أصبحت أمرًا فى غاية الخطورة.

على-جمعة
على-جمعة

أعرف هنا أنه ربما يحتفظ البعض بذاكرة سيئة لفكرة المناظرات عامة، فقد تم تكفير الكاتب الكبير الراحل "فرج فودة" بعد مناظرة شهيرة شارك فيها الشيخ محمد الغزالي، كما تم تكفير الدكتور عبد الصبور شاهين صاحب كتاب "أبى آدم" والذى شارك فى تكفير الدكتور نصر حامد أبو زيد بعد مناظرة شبيهة بمناظرة "فودة" كما خرجت المناظرة الشهيرة بين الدكتور على جمعة مفتى الديار الأسبق والشاعر الكبير أحمد عبد المعطى حجازى بشكل لم يرض الطرفين، لكن مع هذا لا يمكننا أن نتجاهل الفوائد التى تعود على المجتمع من هذه المناظرات بل يمكننا هنا أن نجزم بأن منافع المناظرات للحياة الثقافية أكبر بكثير من أضرارها، لأن آثارها ببساطة لا تنحصر فى الحاضرين لها أو المتابعين لها عبر شتى الوسائل، لكنها تمتد إلى ما بعد ذلك بكثير، فغالبية هذه المناظرات تتحول إلى وثائق تاريخية تثبت آراء المختلفين وتعرض الحجج والبراهين لكلا الطرفين، كما يظهر من خلالها قوة الشخصيات المتحاورة أيضًا وليس قوة الفكرة المعروضة، كما تمنحنا صورة كاملة عن ذكاء الأطراف المتحاورة الاجتماعى، وتمنحنا أيضًا لمحة موجزة عن أخلاقيات كل طرف.

 

أحمد-عبد-المعطى-حجازى
أحمد-عبد-المعطى-حجازى
 

من فوائد المناظرات أيضًاأنها تعلى من قيمة الحوار وتعزز من فرص نمو الأفكار ولا سيما الأفكار المخالفة لما هو سائد والتى لا يتطور المجتمع من دونها، كما غيابها يدل على أن المجتمع أصبح أحادى التفكير أحادى الاتجاه أحادى النظر، وهناك فارق كبير الوحدة والأحادية، الوحدة تعنى اختيار الاجتماع على شيء، بينما الأحادية تعنى الإجبار أو التسيير إلى شيء، الوحدة تعنى سلامة فى البنية وعمق فى الاعتقاد، والأحادية تعنى اهتراء البنية وتذبذب الاعتقاد،  ولهذا كله نحن فى أشد الحاجة لعودة المناظرات الحامية إلى قاموس حياتنا الأدبية والثقافية، وذلك على الأقل لإعلام الناس بأن هناك حالة ثقافية عامة وأن هناك أفكارًا تطرح، ونظريات يتم التكريس لها، وليس أدل على هذا من قضية يوسف زيدان وآرائه فى صلاح الدين الأيوبى التى صدمت الكثيرين ونالت الكثير من الاهتمام، فكل فريق اتهم الفريق الآخر ببعض الاتهامات، أنصار رفع القداسة عن الشخصيات التاريخية حاربوا زيدان واتهموه بالكثير من الاتهامات، وأنصار تأجيج الصدام مع المجتمع تضامنوا مع زيدان بكل ما أوتوا من قوة، فى حين أن صوت العقل غاب تمامًا عن القضية برغم أن كلا الطرفين يحمل قيمة "ما" ويحمل حجة "ما" ويحمل وجهة نظر "ما" لكننا لم نفكر للحظة فى فى عقد مناظرة حول هذه الأفكار على الأقل ليعرف القارئ العام بعضًا عن تاريخ أمته.

يوسف-زيدان
يوسف-زيدان

 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

رئيس الصين يهنئ بانعقاد القمة العربية الـ34 ويؤكد الالتزام بالشراكة الاستراتيجية

إعلان بغداد.. القمة العربية تدعم عقد مؤتمر دولى بالقاهرة للتعافى المبكر فى غزة

الرئيس السيسى يصل بسلامة الله لأرض الوطن بعد مشاركته بالقمة العربية بالعراق

وفاة سيدة ببنى سويف بعد ساعات من تشييع جنازة ابنها ضحية حادث الطريق الأوسطى

المصري يتمسك بأمل العودة للمربع الذهبي أمام سيراميكا.. اعرف التفاصيل


موعد مباراة الزمالك أمام بتروجت فى الدورى المصرى والقناة الناقلة

القاهرة 40 درجة.. الأرصاد تحذر من موجة شديدة الحرارة وتعلن أعلى درجات سجلت

محامى أسرة قتيل كرداسة يكشف تفاصيل الجريمة: يوسف فقد حياته دون ذنب

تعرف على تطورات مستقبل رامي ربيعة مع الأهلي بعد صورة الأهرامات

ملك زاهر تتصدر التريند بعد حديثها عن ليلى وسبب غياب تامر حسني عن حفل الزفاف


انخفاض 8 درجات.. الأرصاد تكشف موعد انكسار الموجة شديدة الحرارة

1983 عام الأفلام القياسية في مسيرة الزعيم عادل إمام

ليلة حسم اللقب.. سيناريوهات تتويج الأهلي بالدوري قبل مباريات اليوم

ريال مدريد يحسم انتقال أرنولد مبكرًا بسداد 2 مليون يورو

مواعيد مباريات اليوم.. نهائى كأس إنجلترا وختام البوندزليجا والدوري الفرنسي

غرة شهر ذى الحجة فلكياً الأربعاء 28 مايو.. وهذا موعد عيد الأضحى المبارك

لجنة التظلمات تخطر 3 أندية والرابطة بقرارات اجتماع مباراة القمة

ما حكم الاقتراض للأضحية؟.. دار الإفتاء توضح مشروعية الأضحية.. وحكمها والمختار للفتوى فى حكم الأضحية.. وتكشف عن آراء المذاهب الفقهية فى ضابط القدرة والاستطاعة والاقتراض للأضحية

فى عيد ميلاده الـ85.. عادل إمام داخل صالة تحرير "اليوم السابع" (تخيلى)

منتخب الشباب يختتم استعداداته لمواجهة نيجيريا على المركز الثالث بأمم أفريقيا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى