د.داليا مجدى عبد الغنى تكتب :dr Dalia.JPG وطارت الفرصة

داليا مجدى عبد الغنى
داليا مجدى عبد الغنى

"تيقن أن الحياة لن تمنحك الفرصة مرتين"، هذه رسالة أُرسلها إلى كل من تأخذه العزة بالإثم، ويظن أنه امتلك الدنيا بما عليها، لدرجة أنه ينسى أن هناك أشخاصا غيره فى الحياة، كانوا يستحقون منه أن يمنحهم ولو جزء يسير من تقديره وحبه، ولكنه تغافل وغرّته الحياة، وظن أن الفرصة الممنوحة له أصبحت كالخاتم فى إصبعه، من حقه أن يُهملها ويتجاهلها ويتركها، غير عابئ بأنها مجرد فرصة، أى أنها لن تدوم إلا بحفاظه عليها، وتقديره لها، كل منا يُردد كلمة "الفرصة"، دون أن يعى معناها، والآن، اسمحوا لى أن أُفسر معناها بصورة عملية بحتة .

لقد ذهب أحد الأشخاص فى يوم ما لزيارة نحَّات، فرأى تمثالاً غريبًا، كان وجهه مُغطى، وله جناحان على قدميه، فسأل الرجل النحَّات: "ما اسم هذا التمثال؟"، فأجابه: "الفرصة"، فسأله الرجل: "ولماذا وجهه مخفي؟"، فرد النحَّات: "لأنه يندر أن يعرفه الناس عندما يأتى إليهم"، فقال الرجل : "ولماذا له جناحان ؟"، فأجاب النحَّات: "لأنه سرعان ما يطير، ولا يمكن الإمساك به إذا طار" .

فهل عرفتم الآن معنى كلمة "الفرصة"، فهى تأتى دون سابق إنذار، وتأتى بأكثر مما كنا نتمناه أو نأمله، ولا تقول أنها فرصة؛ لأنها لو قالت ذلك، لن تُصبح فرصة، فالفرصة تأتيك، وهى تُشعرك أنها خُلِقت من أجلك، فلو أدركت قيمتها، تُصبح ملكك إلى الأبد، ولو خسفت بها الأرض، طارت منك إلى الأبد، ولكن من منا يدرك ذلك، كلنا نحمل بين ثنايا ضلوعنا، وبين طيات قلوبنا، صوت هامس، يقول ويُردد بمنتهى الغرور : "أنت تستحق أكثر من ذلك"، فلو لم تكن تستحق هذه الفرصة، ما كانت أتتك، وعليه نتصرف بمنتهى الكِبْر، ونحن على يقين أن الفرصة لن تضيع، باختصار لأننا نستشعر فى لحظات أننا نحن الفرصة الحقيقية، ونتناسى أحلامنا التى كانت مجرد خيالات، لم يَرْقَ فكرنا إلى مجرد توقع أن يمنحنا القدر فرصة تحقيق الحلم، وللأسف الشديد، عندما نمسك الحلم بأيدينا، نظل نُلاحقه، ونقتله، حتى يتلاشى، ولا يترك لنا سوى الذكريات التى لا تُسْمِن ولا تُغْنِى من جوع.

تذكروا يا سادة، أن الفرصة هبة من المولى – عز وجل – ولا تُردوا جملة "لو كانت لنا ما كانت ضاعت من أيدينا"، فالمولى يهب لمن يستحق ولمن لا يستحق؛ لأنه كريم ورحيم، وعندما يُقدر الإنسان هبته، يُبارك له فيها، أما من يسْتَعلِى ويغتر، فيُحْرَم من نعمته.

أرجوا أن تكون رسالتى واضحة إلى كل من أضاع فرصة، ولم يُدرك حكمة الله فى منحه إياها فى توقيت معين، وسؤالى الآن، كان الله رحيمًا بك، فلماذا لم ترحم أنت نفسك؟!

ارحموا أنفسكم بالحفاظ على فرصتكم، قبل أن تطير بجناحيها، وما أسرعَ طيرانها.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تفاصيل مؤتمر الوطنية للانتخابات للإعلان عن تصويت الخارج فى 55 دائرة من المرحلة الثانية

تريند 6 7.. مصطلح ينتشر بين الطلاب والمراهقين حول العالم ويحرج نائب ترامب

التعليم: اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأن مدارس النيل لضمان عدم تكرار أي واقعة مماثلة

عمر متولى ينعى والدته ويطالب الجمهور بالدعاء لها

تقرير مغربى: بلعمرى فى الأهلى مقابل 500 ألف دولار


صور نادرة لـ إيمان شقيقة الزعيم عادل إمام وأرملة الراحل مصطفى متولى

7 معلومات عن شقيقة عادل إمام أرملة مصطفى متولى

نقابة الصحفيين تطالب بعدم تصوير جنازة أو عزاء شقيقة عادل إمام احتراما لرغبة الأسرة

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

السلاح الناري يعيد قضية شاكر محظور للتحقيق قبل إحالتها


تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

نتيجة كلية الشرطة كاملة لعام 2025/ 2026 ثانوية عامة ومتخصصين.. فيديو

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

مستشار الرئيس للصحة يوصى بالبقاء بالمنزل عند الشعور بأعراض الأنفلونزا "A"H1N1

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

موعد مباراة منتخب مصر ونيجيريا الودية فى البروفة الأخيرة لأمم أفريقيا

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

تفاصيل صادمة فى جريمة العمرانية.. أم تقتل طفليها بسلاح أبيض

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى