"كركوك" حيث يقبع المال والنفط تندلع الحروب.. صراع سياسى عسكرى متوقع بين "العبادى" و"بارزانى".. تهديدات متبادلة بين الحشد الشعبى وقوات البيشمركة قُبيل الاستفتاء.. ومصير المدينة مجهول بين "أرابخا" و"قدس كردستان"

الصراع حول "كركوك"
الصراع حول "كركوك"
تحليل يكتبه عبد الوهاب الجندى

يومًا وراء يوم، تزداد الأمور تعقيدًا فى منطقة الشرق الأوسط، تتفاقم الأزمات وتشتد الحروب، تشتعل الفتن وتكثر الطائفية، وتبدأ الأقاليم فى الانفصال عن الدول العربية، ويتحقق حلم الأعداء فى تقسيم بلاد العرب.

خريطة إقليم كردستان
خريطة إقليم كردستان

 

إقليم كردستان العراق يعود إنشاؤه، إلى معاهدة الحكم الذاتى فى مارس 1970، عندما وقع الاتفاق بين المعارضة الكردية والحكومة العراقية بعد سنوات من القتال العنيف، وبمغادرة القوات العراقية المناطق فى شمال البلاد عام 1991 بعد حرب الخليج الثانية أصبحت المنطقة تتمتع بحكم ذاتى.

 

تسعى حكومة كردستان، إلى الانفصال بالإقليم التابع لدولة العراق، من خلال إجراء استفتاء انتخابى فى 25 سبتمبر الجارى، وتعتبر الحكومة العراقية أن هذا الإجراء غير قانونى ومخالف للدستور العراقى، لذلك نشبت معارك سياسية بين الجانبين، ويسعى المجتمع العربى والدولى لحل هذه المعارك السياسية، لم يقف الأمر على المعارك السياسية فحسب وصل الحال فى بلاد الرافدين إلى حد التهديدات العسكرية فى حالة الانفصال بالإقليم وضم مدينة كركوك لكردستان التى من المتوقع أن تندلع حرب ضارية بين سكانها فى المستقبل القريب.

 

مدينة كركوك العراقية، أو "قدس كردستان" بحسب وصف الرئيس العراقى الأسبق جلال الطالبانى عام 2011، أو المدينة القديمة "ارابخا" والتى يقدر عمرها بأكثر من 5000 سنة، وفق العراقيين، هى أهم المدن التى تمتلك الحقوق النفطية فى بلاد العراق، فهى تنتج نحو مليون برميل نفط يوميًا، ويقدر مخزونها الاحتياطى بـ 10 مليار برميل، يبلغ عدد سكانها الذى يضم خليط من والعرب والسنة والشيعة والتركمان والكرد، حوالى 900 ألف نسمة حسب تقدير عدد السكان لعام 2014، وتحتوى على معالم أثرية مميزة من حصون وقلاع وأضرحة ومساجد قديمة، كل هذا يجعلها مسرحًا للصراع والقتال بين الطامعين فى السيطرة عليها سواء كان من مليشيات الحشد الشعبى أو قوات البيشمركة، فيحث يقبع المال والنفط تندلع الحروب.

 

قوات الحشد الشعبي
قوات الحشد الشعبي

 

فى أوائل عام 2014 سيطر تنظيم "داعش" الإرهابى على أحياء مدينة كركوك وأهم الحقول النفطية بها وأحتجز كافة الأشخاص العاملين بتلك الحقول، بعد أن انسحبت القوات العراقية أمام مقاتليه الذين يفجرون أنفسهم وسط الآليات الحربية، قبل أن تعود خلال السنتين الماضيتين وتستعيد معظم الأراضى التى خسرتها.

 

تهديدات الحشد الشعبى لقوات البيشمركة، بالسيطرة على المدينة دفع القوات الأخيرة بنشر بالآليات العسكرية وإرسال جنود إلى المدينة الغنية بالنفط، فحين قالت قيادات الحشد: "الاستفتاء هنا لن يحصل، لن ندعه يحصل، ما الذى يملكه الأكراد هنا؟.. نحن مستعدون للمواجهة حتى الموت".. على الفور اقتحمت قوة عسكرية تابعة لحزب الاتحاد الوطنى الكردستانى، مقر شركة نفط الشمال العراقية فى كركوك، واعتبرته "رسالة إنذار إلى الحكومة العراقية" من أجل التوقف عن إرسال نفط كركوك إلى المحافظات العراقية الأخرى.

 

قوات البشمركة
قوات البشمركة

 

تؤكد مصادر عسكرية كردية لـ"اليوم السابع" أن كركوك تابعة للإقليم، ومؤمنة عسكريًا من قبل قواتهم، واصفه المدينة بـ"قلب كردستان"، وقال تلك المصادر ردًا على سؤال حول تهديدات الحشد الشعبى بقتل كل كردى يدخل المدينة: سوف نقاوم حتى الموت أى تدخل ممن وصفتها بـ "جماعات إيران" وسوف نجر طهران إلى حرب طاحنة ونحرقها داخليًا".

 

رئيس إقليم كردستان مسعود بارزانى
رئيس إقليم كردستان مسعود بارزانى

 

وحسم رئيس إقليم كردستان مسعود بارزانى مصير كركوك المتنازع عليها، بالقول "إنها كردستانية ولابد أن يكون لها وضع خاص فيما اسماها دولة كردستان المستقلة لتكون لجميع المكونات المتواجدة فيها"، فى إشارة الى سكانها التركمان والأكراد والعرب والمسيحيين.

 

وأكد "أن شعب كردستان سوف يقرر مستقبل كركوك ولا يمكن لأحد أن يفرض أى وضع عليها وأن الإقليم لا يهتم بما وصفها "التهديدات الصبيانية" لإشعال الحرب محذرا من أن من يحاول تنفيذ تهديده فالإقليم سيمارس حق الدفاع عن النفس".

 

رئيس حكومة العراق، حيدر العبادى
رئيس حكومة العراق، حيدر العبادى

ورفض رئيس حكومة العراق، حيدر العبادى، الاستفتاء ووصفه بـ"اللعب بالنار" وقال: وجهنا أوامر واضحة للمسؤولين فى محافظة كركوك بالحفاظ على أمن المواطنين فى المحافظة، ولن نسمح بأن يكونوا أداة بيد هذا أو ذاك والتهديدات الأمنية فى كركوك غير مسموحة".

 

من المتوقع أن تصبح محافظة كركوك ساحة للحرب والقتال بين الأكراد من ناحية ومليشيات الحشد الشعبى من ناحية آخر، فهل ستؤول للعراق ويطلق عليها العراقيين كما كان قديًما " أرابخا"، أو سيملكها الأكراد ويطلقون عليها "قدس كردستان" مثلما أطلق عليها جلال الطالباني؟! الأمر متوقف بعد أن يجرى الأكراد استفتائهم يوم 25 القادم.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

30 دقيقة.. منتخب مصر يتقدم على نيجيريا بهدف ويبحث عن الثانى

محمود صابر يتقدم بالهدف الأول للمنتخب الوطنى أمام نيجيريا

نظر قضية المتهم بقتل زوجته فى المنوفية بسبب خلافات بينهما يناير المقبل

حفل جوائز ذا بيست 2025.. عثمان ديمبيلى يتوج بأفضل لاعب فى العالم

الإسكان: إعفاء 70% من غرامات التأخير وفرصة ذهبية للسداد خلال ديسمبر


محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت

أحمد صلاح وسعيد يعودان للقاهرة بعد فسخ التعاقد مع طائرة السويحلى الليبى

يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء

موعد الجولة الثانية من بطولة كأس عاصمة مصر والقنوات الناقلة

رحلة محمد صلاح مع جائزة THE BEST.. أسطورة مصرية على الساحة العالمية


الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية

الطقس غدا.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار والصغرى بالقاهرة 12 درجة

الإدارية العليا: الهيئة الوطنية للانتخابات ملزمة بإصدار قرارات مسببّة للتظلمات

تعرف على رسالة حمزة عبد الكريم إلى الأهلى بسبب عرض برشلونة

موعد مباراة منتخب مصر ونيجيريا فى التجربة الأخيرة قبل أمم أفريقيا

رئيس وزراء بيهار الهندية ينزع نقاب طبيبة مسلمة ويثير غضبا واسعا

حادث قطار طوخ.. 10 مشاهد من سقوط حاويات البضائع بمنطقة السفاينة

تفاصيل مقتل أم ضيف بعد طلاقها فى البدرشين

أحمد السقا: أصحابى دعمونى أمس والنهاردة قالوا عليا عندى إيجو

الأرصاد: أجواء باردة ونشاط رياح يزيد برودة الطقس والصغرى بالقاهرة 13 درجة

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى