شواذ «مشروع ليلى» والفيشاوى وفهمى ومالك.. «بالوعات مجارى طفحت فى شوارع مصر»!

دندراوى الهوارى
دندراوى الهوارى
دندراوى الهوارى
وسط حالة السخط التى سيطرت على الغالبية الكاسحة الرافضة والمستهجنة لإقامة حفل فرقة «مشروع ليلى»، الذى حضره الآلاف من الفتيات والأولاد المراهقين، ومورست فيها كل الموبقات، وتم رفع علم الشواذ «الرينبو»، كانت هناك معركة تدور رحاها بين المتشددين والمتطرفين من جماعات وتنظيمات تكفيرية من جهة، وجمعيات ومنظمات ومؤيدى الشذوذ الجنسى والفكرى من جهة ثانية!
 
المعركة كانت على أشدها، التكفيريون رفعوا أعلام داعش والقاعدة والإخوان، وحاولوا استثمار الحفل الماجن، وتوظيفه سياسيًا، للتأكيد بأن مصر تسير بسرعة الصاروخ نحو الانحلال، والفوضى الأخلاقية، وإباحة الشذوذ، واتهام الحكومة بمساندة مثل هذا التوجه، فى المقابل، فعلت الجمعيات والمنظمات الحقوقية والداعمون والمؤيدون لحقوق الشواذ الأمر نفسه، فقد رفعوا علم الشواذ، ووظفوا الاعتراضات ضد الحفل، لتوجيه الاتهام للمجتمع بأنه متخلف ورجعى، ومتطرف، وتسيطر عليه الأفكار الداعشية، وأن الحكومة أيضًا غير قادرة على مواجهة مثل هذه الأفكار التكفيرية!
 
هكذا كان الصراع بين «رايات» التنظيمات والجماعات والجمعيات المتطرفة، سواء الإخوان وداعش والقاعدة والسلفيون، و«رايات» الشواذ جنسيًا وفكريًا، بينما الغالبية الكاسحة من المصريين وقفوا غاضبين وساخطين ومنزعجين من الطرفين المتطرفين!
 
ومن المعلوم بالضرورة أن التطرّف نوعان، الإفراط والتفريط، والنوعان متجاوزان للحدود، فالإفراط فى الغلو يتصادم مع أصول العقيدة، حيث يقول المولى عز وجل فى سورة النساء: «‏يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِى دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ‏»‏، والغلو فى اللغة العربية هو مجاوزة الحد والإفراط، والتنطع فى قضايا ‏الشرع. أما التفريط، فهو التطرّف فى التقصير فى أمور الدين عن حد الاعتدال، ويصل إلى حد الانحلال، وإشاعة الفوضى الأخلاقية، وخطورته تماثل خطورة الغلو، وكلاهما مذموم، فالإفراط والتقصير كله سيئة وكفر، وكما قال مطرف بن عبدالله: الحسنة بين سيئتين.
 
والحقيقة مصر تعيش بين دواعش التطرف والتشدد الدينى، ودواعش الانحلال وضرب القيم الأخلاقية، تحت شعار «التنوير»، ولا فرق بين دواعش التكفير ودواعش الانحلال، وكلاهما قنبلة موقوتة تهدد بتفجير وتدمير المجتمع.
 
ولا يمكن قبول أن يكون لدواعش التكفير والتطرف «علم» يلتفون حوله، والأمر نفسه بالنسبة لدواعش الانحلال، الذين يحملون «علمًا» ويلتفون حوله، بينما اختفى من حسابات الطرفين «علم» مصر، لذلك انزعج الطرفان من قرار إعادة تأدية تحية «العلم» فى الجامعات، وجاء رفضهم كون كل فريق لديه علم خاص به يلتف حوله، ويحترمه ويقدره!
 
ولم تكن حفلة فرقة «مشروع ليلى»، والأعداد الغفيرة التى حضرت الحفل ومارسوا فيه كل أنواع الموبقات، والتفوا حول علم «الشواذ» إلا إنذارًا قويًا سبقته مقدمات كثيرة، تمثلت فى عدد من شباب الحركات الثورية مثل 6 إبريل، والاشتراكيين الثوريين، ونشطاء السبوبة، والعلمانيين، وما مارسوه فى ميدان التحرير، وما تردد من قصص وحكايات كانت تقع فى الخيام يندى لها الجبين، وكيف كانت الفتيات يقمن فى الخيام، دون حسيب أو رقيب، وأن هناك مئات «السيديهات» المسجلة عليها وقائع مشينة، ولم تخرج للنور حتى الآن، حفاظًا على سمعة المئات من الثائرات والثوار «الأنقياء الأطهار»، بجانب روايات شهود عيان، التى أثارت حفيظة النخب، خاصة ممدوح حمزة المورد الأعظم للملابس الداخلية والخيام للثوار، واعتبروها شهادت هدفها تشويه الثورة «الطاهرة» النقية.
 
كما كشف حفل «مشروع ليلى» أن الذين ينادون بحرية الشذوذ، ورفعوا والتفوا حول علم الشواذ، تربطهم علاقات قوية مع قيادات وأعضاء تنظيمات وجمعيات حقوقية أمريكية وفرنسية وألمانية داعمة لحقوق الشواذ، الأمر الذى يفسر هدف هذه التنظيمات الحقوقية الدولية ليس لدفع البلاد للفوضى السياسية والأمنية فحسب، ولكن للفوضى الأخلاقية أيضًا.
 
وانسحب ما أفرزته ثورة يناير من فوضى وانحلال أخلاقى على شباب الفن، مثل أحمد الفيشاوى، وأحمد فهمى، وأحمد مالك، وغيرهم من الفنانين، الذين اعتبروا أن التسفيه والتسخيف، والتحدث بمصطلحات نفايات بالوعات الصرف الصحى نوع من التحرر والتنوير.
 
الفن واجهة الثقافة، والقادر على قيادة الأمم نحو التنوير والوعى الحقيقى، والفنان قدوة، لذلك لابد أن يتمتع بثقافة عالية، والظهور أمام الناس بشكل لائق، فى الحديث والمظهر وقبلهما السلوك الشخصى، لا أن يخرج علينا أحمد فهمى بتقديم وصلات انتقاد عجيبة لزملائه اعتقادًا منه أنه فنان كوميدى، أو تجد أحمد الفيشاوى يعترف فى برامج تليفزيونية بأنه يتعاطى المخدرات، ويشرب الخمور، ويعشق النساء، ثم يختمها بالتحدث مستخدمًا مصطلحات بالوعات الصرف الصحى، ويظهر على الناس مرتديًا عباءة التحرر، والتمدن، والمتمرد على قيم المجتمع الأخلاقية!
 
المثير للدهشة أن أحمد الفيشاوى تربى على يد الإخوانى المتطرف صفوت حجازى، الذى لعب دورًا محوريًا فى جذبه نحو جماعة الإخوان، وكان له دور أبرز فى منحه فتاوى تجيز التنكر من ابنته التى أنجبها من طليقته هند الحناوى، وبعد سلسلة إنكار شديدة ولسنوات، اعترف أحمد الفيشاوى بابنته وأنها من صلبه!
 
أما أحمد مالك، فقد جسد الانحلال الأخلاقى فى أبشع صوره، وفاق ما شهده حفل فرقة «مشروع ليلى»، عندما استعان بصديقه الكومبارس، شادى أبوزيد، لتنفيذ فكرة «شاذة» أخلاقيًا، تمثلت فى إحضار «واقى ذكرى» وتحويله إلى ما يشبه البالونة، وتقديمه لعساكر المرور، لإهانتهم والحط من قدرهم، وسجلوا ذلك صوتًا وصورة فى فيديو حقير ومنحط.. ما فعله أحمد مالك وصديقه الكومبارس، إنما هو نتاج طفح بالوعات المجارى، لتغرق الساحة بأفكار وتصرفات خليعة، تتصادم بعنف مع كل القيم والعادات والتقاليد المصرية المتجذرة فى عمق التاريخ!
 
أحمد الفيشاوى، وأحمد فهمى، وأحمد مالك، وشادى أبوزيد، ما هم إلا امتداد طبيعى لخالد أبوالنجا، وعمرو واكد، ومحمد عطية، وغيرهم من فنانى ثورة يناير، وما فجرته من فوضى أخلاقية فاقت خطورتها الفوضى الأمنية والسياسية!
 
ومن ثقافة الفرد ألا يتصادم مع ثقافة وعادات وتقاليد مجتمعه، ولا يعتبر منظومة القيم من الموروثات البالية، ولا يمكن قبول ممارسة الشذوذ الجنسى والفكرى، المتصادم مع القيم الدينية والأخلاقية، والعادات والتقاليد، ولا توجد حضارة مزدهرة ومتقدمة لم تقم إلا على منظومة قيم أخلاقية، ومن قبلها قيم دينية! 
ولَك الله يا مصر!
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

ترامب يعلن حضور نهائى كأس العالم للأندية 2025

آمنة تحدت الظلام والأمية.. سيدة كفيفة عمرها 55 سنة من سوهاج تحفظ كتاب الله وترتله بأحكامه فى 8 سنوات.. كانت تسير مسافة بعيدة 3 مرات أسبوعيًا لأجل القرآن الكريم.. وتصبح محفظة وتحلم بالعمرة.. صور

هدوء ما قبل الإعلان.. آخر تطورات نتيجة الدبلومات الفنية 2025

فلومينينسى ضد تشيلسى.. المتألق بيدرو يضيف الثانى للبلوز 0-2.. "فيديو"

رجال الحماية المدنية بالجيزة يشاركون فى إخماد نيران سنترال رمسيس.. صور وفيديو


السجن 10 سنوات لـ7 متهمين بدفن شاب حيا داخل ماسورة مياه فى المحلة

نظرى وعملى .. فيريرا يؤهل لاعبى الزمالك للموسم الجديد

فلومينينسي ضد تشيلسي.. التشكيل الرسمي لنصف نهائي كأس العالم للاندية

بطل من الحماية المدنية.. قطع إجازته ليخمد حريق سنترال رمسيس ..صور وفيديو

صحتك بالدنيا.. أهم الإسعافات للإجهاد الحرارى مع ارتفاع الرطوبة.. هيئة سويسرية توافق على أول علاج للملاريا للأطفال حديثى الولادة عالميا.. 5 أخطاء فى رحلة الدايت للنساء يجب تجنبها.. وعادات يومية للوقاية من الخرف


الأردن تحصد برونزية البطولة العربية لسيدات السلة بمصر

إلغاء مسلسل Pulse بعد عرض موسم واحد فقط..اعرف السبب

37 مترشحًا بانتخابات مجلس الشيوخ فى اليوم الرابع من فتح باب تلقى الأوراق

صوت أمير عيد بأغنية نقطة بيضا فى الحلقة السابعة من مسلسل مملكة الحرير

الحماية المدينة تسيطر على حريق مصنع دمياط دون خسائر بشرية.. صور

إصابة شخصين بحادث تصادم أسفل الطريق الدائرى فى أم بيومى بقليوب

المترشحون لانتخابات الشيوخ يتنافسون على 200 مقعد بنظام الاقتراع السرى

تأجيل نظر دعوى بطلان الحجز على ممتلكات إبراهيم سعيد لـ22 يوليو

تداول فيديو لحريق مصنع إسفنج دمياط ..استمرار محاولات السيطرة على النيران

بطل من ضهر بطل.. ابن الشهيد امتياز كامل يكتب فصلا جديدا من الفداء بحريق رمسيس

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى