خالد صلاح يكتب: فى قضية التسجيلات.. هوامش على حالتنا الدفاعية.. أدعو لبناء رؤية إعلامية سياسية نتحرك بها للحالة الهجومية المعلوماتية.. فما نحن عليه من الحق أقوى وأطهر من أن تنال منه سخافات هذه الفئات المأجورة

الكتاب الصحفى خالد صلاح
الكتاب الصحفى خالد صلاح
المجلس الاعلى للاعلام
 
العدو يريدنا فى الركن الدفاعى دائماً، أن نستمر طوال الوقت فى الدفاع عن أنفسنا، هل تلاحظ معى هذه الحالة منذ ثورة يونيو وحتى الآن؟
 
عبر 5 سنوات مضت عشنا فى حالة دفاعية، الإعلام فى حالة دفاعية، السياسة فى حالة دفاعية، الأمن فى حالة دفاعية، وكأننا نحن من أخطأنا فى الدفاع عن وطننا ضد الفتنة والتقسيم وهيمنة الإرهاب على شؤون البلاد، نحن ندافع كل الوقت بلا خطط هجومية راسخة، 30 يونيو تدافع عن نفسها ضد اتهامات الانقلاب، الأمن يدافع عن نفسه وهو يواجه إرهابا غاشما ممولا من الخارج والعدو يتصيد الصغائر ليحولها إلى قضايا حقوقية، دافعنا عن أنفسنا فى ملف مفتعل تحت اسم «الاختفاء القسرى»، ندافع عن أنفسنا فى الشائعات اليومية على شبكات التواصل الاجتماعى، ورغم أننا نعرف أنها شائعات، ونعرف من يقف وراءها، إلا أننا نصر على هذه الحالة الدفاعية المخيفة، وهى حالة أعتقد أنها تمنح مميزات إضافية لأعدائنا، وتفرض وجودهم الوهمى على البلاد والعباد فى مصر.
 
خذ مثلا قضية التسجيلات الأخيرة، فرغم أجواء «الفبركة» الواضحة، والسذاجة المفضوحة فى شخص من قام بهذا الفخ لنجوم كبار فى السينما مثل الفنانة يسرا، أو لإعلاميين متحمسين فى فضائيات مختلفة، رغم هذا القبح السافر إلا أننا دخلنا جميعا فى حالة «دفاعية» صاخبة وانفعالية، رغم أن الرد الوحيد على هذه التسجيلات هو إذاعتها على القناة الأولى كما هى ليتأكد الناس أنها مفبركة بالكامل ولا أساس لها من الصحة، «بلدى أوى التسجيلات دى».
 
يؤسفنى أن العدو وعبر قنواته ووسائطه الإعلامية يمسك زمام المبادرة فى هذا الملف الدعائى السخيف، ويؤسفنى أننا نتعامل مع هذه الهجمات الدعائية المريضة بكثير من التوتر، وكأن كلمة واحدة ستؤدى إلى تغيير المزاج العام فى الشارع، وستقود مصر إلى الفوضى من جديد، ويقينى أن هذا التصور غير صحيح بالمرة، فرغم قسوة التحديات التى واجهتنا أمنيا وسياسيا واقتصاديا ودوليا، إلا أن المواطن المصرى واثق الخطى فى دعم دولة 30 يونيو، ومطمئن إلى أن قرار الثورة كان صحيحا، وقرارات الصبر كانت صائبة، ودعايات الإخوان لم تنل من عزائم الناس.
 
ووفق هذا اليقين أتصور أننا يجب أن نتوقف فورا عن قوقعة أنفسنا فى هذه الحالة الدفاعية، وأن نعيد النظر فى الهجمات الدعائية التى قام بها العدو عبر قنواته فى الخارج أو عبر منصاته على الـ«سوشيال ميديا»، سنكتشف بسهولة أننا نحن من بالغنا فى ردة الفعل، ونحن من انفعل غضبا ومنح الدعايات الساذجة قيمة حقيقية على الأرض، هذه السياسة الدفاعية خدمت العدو، وجعلت صغائر أفكاره عملاً ذا شأن كبير، وحدث فى جميع القنوات، ومانشيتات فى جميع الصحف، نحن من صنعنا لصغائر الأمور شأنا كبيرا، ونحن من منحنا أفكارهم الهجومية الدعائية «البلدى» قيمة سياسية وإعلامية بالرد المستمر والغاضب والمتهور على تفاصيلها المضحكة.
 
أدعو نفسى وإياكم لإعادة التفكير فى هذه الحالة الدفاعية، وبناء رؤية إعلامية سياسية بتنسيق رفيع المستوى ننجو به من ركن الدفاع، ونتحرك به إلى الحالة الهجومية المعلوماتية، فما نحن عليه من الحق أقوى وأطهر من أن تنال منه سخافات هذه الفئات المأجورة.
أما إذا كنا نحب الاستمرار فى الحالة الدفاعية فأذكركم أيضا بأن خير وسيلة للدفاع، هى الهجوم.
 
 مصر من وراء القصد.
 
 
خالد صلاح
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أزمة فى وسط ملعب بيراميدز قبل مواجهة المصرى بسبب غياب بلاتى توريه والكرتى

أنقذها القومى للطفولة مرتين.. نجاة فتاة أبو المطامير من الزواج بعمر 16 عاما

أصاب 4 أشخاص وأتلف 3 سيارات.. تفاصيل محاولة هروب قائد سيارة حادث أكتوبر

حسام حسن يستقر على 25 لاعبًا لمباراتي إثيوبيا وبوركينا فاسو

ناشئو اليد أمام النرويج فى تحديد مراكز بطولة العالم


ليفربول يبدأ رحلة الدفاع عن لقب الدوري الإنجليزي ضد بورنموث الليلة

تفاصيل إحالة عامل للمحاكمة بتهمة التعدى على سيدة داخل سيارة

آخر فرصة.. محافظة القاهرة تغلق باب التحويلات المدرسية اليوم

الإمارات تدين تصريحات نتنياهو بشأن "رؤية إسرائيل الكبرى" وتصفها بـ"الاستفزازية"

أسرع قطارات السكة الحديد.. اعرف مواعيد قطار تالجو اليوم الجمعة 15-8-2025


مجلس الشيوخ المصرى رحلة قرن ونصف من التشريع والحكمة.. من 1829 إلى 2024 ألغاز وحقائق تنكشف.. حكاية 9 ساعات فقط عُمر دورة انعقاد كاملة عام 1925.. تم حله 5 مرات ومازال صامدا.. المجلس رفضته الثورات وأعادته الدولة

حصاد تاريخي من الألقاب لـ فابيان رويز مع باريس سان جيرمان ومنتخب إسبانيا

39 عاما على البرىء.. عندما قال نور الشريف "السيناريو ده مايعملوش إلا أحمد زكى"

لمسة الأبطال.. محمد صلاح ضمن قائمة ملوك الحسم في تاريخ الدوري الإنجليزي

أشرف زكى يصدر قرارا بمنع الفنانين الحديث عن أزمة بدرية طلبة بأى وسيلة إعلامية

محمود سعد: أرقام تحاليل أنغام تتحسن لكن موصلتش لمرحلة الخروج من المستشفى

حبس المتهمين بمطاردة سيارة فتيات على طريق الواحات 4 أيام

محافظ نابلس: الاحتلال يشن حرب استنزاف ومصر تقود الموقف العربى ضد التهجير

أخبار 24 ساعة.. التعليم: تطبيق أعمال السنة على طلاب الثالث الإعدادى بدءا من 2028

رسميا.. منتخب مصر يتأهل إلى ربع نهائى بطولة الأفروباسكت

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى