خالد صلاح يكتب: صحراء مدينتى زايد وأكتوبر.. أين ملايين الـ"كومباوندز"؟ قبح صحراوى مخيف وأراضٍ غير ممهدة ومطبات مأساوية.. نحتاج لنموذج مصرى فى المشاركة العمرانية والجمالية لحماية المدينتين من الإهمال

الكاتب الصحفى خالد صلاح
الكاتب الصحفى خالد صلاح

 
 
يا أخى أنت «تستعجب» على حال زايد وأكتوبر، كيف ينفق الناس ملايين الملايين داخل «الكومباوندز» الفاخرة، حدائق وحمامات سباحة ومطاعم ونخيل وأشجار، لكنهم يتركون الشوارع والأرصفة والطرق المؤدية إلى هذه التجمعات السكنية الفاخرة مثل الصحراء الجرداء لا زرع فيها ولا ماء.
 
زايد وأكتوبر أصبحتا مدينتين مستقلتين بحركة عمران هائلة، أضخم المولات التجارية، مراكز ترفيه وقاعات عرض سينمائية عملاقة، لكن كل صاحب فيلا أو كومباوند أو مول أو سينما يبدو لى أنه لا يهتم مطلقا بالشكل العام لهاتين المدينتين، انظر إلى الأرصفة التى تستقبلك منذ نزولك من المحور أو الطريق الدائرى، حالة تصحر كاملة، أكوام من الرمل والحجارة على جانبى الطريق وفى الجزيرة الوسطى، انظر إلى مداخل ومخارج أغنى التجمعات السكنية هناك «ولن أذكر اسما حتى لا يشعر أى منهم بالحرج أو تتبلور فكرتى فى جوانب شخصية» انظر فقط لأى كومباوند سيصدمك القبح الصحراوى المخيف، أراضى غير ممهدة، مطبات مأساوية، طرقاً مكسرة، لا إضاءة ليلية، وكأن الناس لا يعنيها ما الذى يجرى خارج الكومباوند، أو ما هو الشكل الذى ينبغى أن تكون عليه المدن التى يسكنونها كل ما يعنيهم فناء الحديقة الخلفية.
انظر إلى أكبر المولات التجارية هناك أيضاً، أحدهما تم افتتاحه عام 2017، لقد خطط أصحاب المول لكل شىء فى الداخل، لكنهم تركوا الطرق والأرصفة المجاورة صحراء مقفرة بلا رعاية وبلا تخطيط.
 
قد يرد أى من هؤلاء الآن زاعماً أن الطرق والإضاءة والبنية التحتية وتعمير الأرض بالحدائق والميادين هو دور أجهزة الحكومة وأنهم لا علاقة لهم بذلك، والمسؤولية يتحملها جهاز مدينة زايد أو أكتوبر، والزعم هنا له ما يسنده قانونا طبعاً، لكن لا سند له من الناحية الواقعية والمجتمعية، نحن نتحدث عن مجتمع مدنى قوى يساند الدولة، نتكلم عن مسؤولية اجتماعية وتعاون ومشاركة واجبة، بل وحتمية، فى إعمار الأرض، أنتم عمرتم المولات والكافيهات والمطاعم وما وراء أسوار الـ«كومباوندز»، وتركتم وراءكم صحراء قبيحة فى الطرق والشوارع والممرات والأرصفة، ثم تعلقون الأمر فى رقبة أجهزة المدينة بإمكانياتها المحدودة وقبة ذات اليد.
 
أنتم إن تركتم الأمر على هذا النحو، وتواكلتم على دور حكومى فيؤسفنى إبلاغكم أن قيمة عقاراتكم نفسها قد تتراجع إذا استمرت هذه الحالة الصحراوية، وما أدعو إليه هنا أن ينشط المجتمع المدنى فى زايد وأكتوبر ليساند جهازى المدينة فى إعمار وتشجير ورعاية المدينتين وألا يقتصر الأمر على أسوار الـ«كومباوندز»، نحن ما زلنا نذكر أن أهم ميادين أكتوبر هو ميدان چهينة الذى تبرعت به شركة خاصة خلدت اسمها فى التاريخ العمرانى لأكتوبر، فما المانع أن يتحرك المجتمع هناك ليتعاون مع الأجهزة المحلية وتكون لدينا ميادين وشوارع واستراحات وإضاءة وحمامات عمومية بأسماء الشركات المالكة لـ«الكومباوندز»، وبأسماء المولات العملاقة هناك، والجامعات الخاصة المرموقة؟! ولماذا لا يتعاون كل «كومباوند» فى رعاية الطريق المؤدى إلى تجمعاتهم الراقية، ويساهم مع القيادات المحلية والنواب وأجهزة الحكومة فى خروج أكتوبر وزايد من الوضع الصحراوى إلى المدن العامرة بطرقها وشوارعها وإضاءاتها وحدائقها العامرة.
 
لا تسجنوا أنفسكم فى حدائق الـ«كومباوند» بينما الصحراء والإهمال يحاصركم من الخارج، هذه مدينتكم فارعوها، وأنتم بثقافتكم وبما فتح الله عليكم من الرزق تستطيعون تقديم نموذج مصرى فى المشاركة العمرانية والجمالية، تحمون بها زايد وأكتوبر، وتحمون كذلك استثماراتكم العقارية.
 
مصر من وراء القصد.
 
 
 

 
 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مسنة فيومية عمرها 80 عاما تقهر المثل الشعبي "بعد ما شاب ودوه الكتاب" وتحصل على شهادة محو الأمية.. الحاجة مبروكة: حققت حلمي حياتي إني اتعلم لأقرأ القرآن.. ومحافظ الفيوم يكرمها ويمنحها رحلة عمرة وفرصة عمل لحفيدها

خالد النبريصى ومحمد حسن يستكملان برنامجهما التأهيلى للعودة إلى الإسماعيلى

محمود سعد: أنغام تعانى من ألم شديد والأكل فى تراجع ومفيش كلام عن موعد خروج

الزمالك يكشف تفاصيل الوعكة الصحية للبلجيكى فيريرا

روسيا تحبط هجوما أوكرانيا بطائرة مسيرة على محطة "سمولينسك" النووية


القبض على 15 شخصا ينقبون عن الآثار داخل منزل فى الدقهلية.. فيديو

مصور واقعة "مطاردة فتيات الواحات" يكشف كواليس لم ترصدها كاميرا هاتفه

انتحاري يفجر نفسه عند مخبز في مدينة حلب بسوريا

محافظ الجيزة يقود أعمال إزالة 6 أبراج مخالفة بشارع اللبيني فى الهرم.. صور

ريبيرو يُعيد الشناوي لحماية عرين الأهلي أمام المحلة وبيراميدز فى الدوري


الداخلية تكشف تفاصيل تعدى شخص على زوجة شقيقه فى الزقازيق بالشرقية

جايين فى سباق نشد سوا.. اعترافات المتهم الثالث بواقعة مطاردة فتيات طريق الواحات

خوان ألفينا يفرض نفسه فى تشكيل الزمالك بعد تألقه أمام المقاولون

موعد انضمام محمد صلاح لمعسكر منتخب مصر استعدادا لإثيوبيا وبوركينا فاسو

حاصرونا بـ3 عربيات وطلبوا منا نركن علشان نقعد معاهم..نص التحقيق بواقعة فتيات طريق الواحات

مصر تجدد رفضها تهجير الفلسطينيين وتدعو الدول لعدم المشاركة فى الجريمة النكراء

ريبيرو يستقر على ظهيري الأهلي فى مباراة غزل المحلة بعد غياب محمد هاني

موعد المولد النبوى الشريف 2025.. ذكرى ميلاد خير البشرية

وصول جثمان تيمور تيمور لمسجد المشير.. وكريم الشناوي أول الحضور

مايوركا ضد برشلونة.. رافينيا يعيد ذكرى رونالدينيو بالدوري الإسباني بعد 17 عاما

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى