سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 14 يناير 1962..عبدالناصر للضباط السوريين: «لن تكون سوريا وحدها فى مواجهة إسرائيل.. هذا موضع فوق أى بحث»

جمال عبد الناصر
جمال عبد الناصر
واصل الضباط السوريون الثلاثة، العميد زهير عقيل، والعقيد محمد منصور، والرائد فايز الرفاعى، مناقشاتهم مع الرئيس جمال عبدالناصر فى مكتبه، كان الضباط من قادة حركة انفصال مصر سوريا التى أنهت الوحدة بين البلدين يوم 28 سبتمبر 1961 «راجع: ذات يوم 13 يناير 2018».
 
استمرت المناقشات حتى قال الرئيس: «لقد جعت.. هل تتعشون معى»، وحسب محمد حسنين هيكل، فى كتابه «سنوات الغليان»، قال الرائد الرفاعى: «سيادة الرئيس هم يظنون أن سوريا واقفة وحدها، وذلك يبدو صحيحا سيدى مادامت سوريا بعيدة عن مصر، وإلا فمع من تتعاون سوريا؟، العراق؟ كان الله فى عون العراق، لم يعد فيه غير تصريحات حماسية تصدر كل يوم حتى ملها الناس، وأصبحت لا تطمئن صديقا، ولا تخيف عدوا، الأردن؟ أنتم سيدى تعرفون عن حسين «الملك» أكثر مما نعرف.. الملك سعود؟ هذا سيدى لا يملك شيئا غير المصارى، يدفعها للرشاوى، لكن الرشوة لا تقف دفاعا عن عقيدة، ماذا يبقى لسوريا؟ أمام اليمن.. هذا..»، وتكلم العميد زهير عقيل: «سيادة الرئيس، الحل الوحيد، كما نرى جميعا هو أن تعود الوحدة بصورة جديدة».
 
رد عبدالناصر: «بهذه البساطة؟، الوحدة ليست مسألة بسيطة إلى هذا الحد، نقيم اليوم وحدة، وغدا انفصال، ثم وحدة، ثم انفصال.. إننا بذلك ندوخ الناس معنا»، رد عقيل:سيدى أقسم لكم مرة أخرى أن الانفصال ما كان فى حسابنا، كانت هناك بعض الأخطاء، وكنا نسعى لتصحيحها، علق عبدالناصر: «سأفترض معك جدلا أنه كانت هناك أخطاء، وعلى أى حال، فلقد قلت بنفسى بعد الانفصال أن تجربة الوحدة تعرضت لأخطاء كثيرة، وقد تكون الأخطاء التى عددتها هى الأخطاء التى رأيتموها أنتم وقد لا تكون، المهم أنى سأفترض وجود أخطاء، وسأفترض بالتبعية أن هذه الأخطاء كانت فى حاجة إلى تصحيح، فهل يأتى الناس بالدبابات لتصحيح الخطأ، تحرك الدبابات معناه انقلاب شامل».
 
قال عقيل: لقد كان هدفنا أن نلفت الأنظار إلى بعض الأخطاء، فرد عبدالناصر: بالدبابات؟، إن واحدا منكم وهو عبدالكريم النحلاوى كان مديرا لمكتب عبدالحكيم عامر، وكان يستطيع أن يقول للمشير كل ما عنده، وواجبه كان يقتضيه ذلك، كذلك كان واحد منكم وهو هشام عبد ربه يتولى حراسة قصر الضيافة الذى كنت أنزل فيه بدمشق، وكان فى استطاعته أن يجىء إلى إذا أراد»، رد عقيل:سيدى لو تكرمتم بسؤال المشير، فسوف يقول لكم إن بعضنا قابله يوم الانقلاب، وقال له إننا نتمسك برئاسة جمال عبدالناصر، وصدر البلاغ التاسع على هذا الأساس، رد عبدالناصر: الموضوع بالنسبة لى ليس موضوع رئاسة، إنه مسألة قيم ومبادئ، ومع ذلك، فكيف تقبلون أن يكون رئيسكم طاغية».
 
قال «عقيل» بدهشة: «طاغية؟حاشا لله سيدى، من قال ذلك؟، رد الرئيس: «إذاعة دمشق صباح يوم الانقلاب»، فعلق عقيل: «سيدى هذا كلام صدر عن بعض المغرضين الذين اندسوا فى الإذاعة يومها»، واستمرت المناقشات حتى طالب الرائد الرفاعى بالعودة إلى الوحدة على أسس جديدة.
 
رد عبدالناصر: «لو حكمت عواطفى كبشر، فلربما نازعتنى العاطفة إلى عودة الوحدة الفورية، ذلك قد يمسح آثار طعنة أحسست بها فى الظهر، وذلك قد يرضى الكبرياء، لكنى أعتقد عن يقين أنه ليس من حقى أن أفكر على هذا النحو، إن نظرتى إلى الأمور تختلف، ربما لأننى أحسست أن الأمة العربية كلها، والشعب السورى بالذات أعطونى من الحب أكثر مما حلمت به فى أى وقت من الأوقات، أعطونى ما يشفى أى جرح، وما يزيل أى عقدة من عقد الكبرياء، وذلك فيما أشعر يلقى على واجبا أتمنى لو قدرت على الوفاء به، إن أول واجباتى فيما أشعر الآن أن أنظر إلى المستقبل، وإلى الأسس الثابتة التى يجب أن يقوم عليها، وليس من حقى فيما أتصور أن أترك انفعالات اللحظة، واحتمالاتها العاطفية المثيرة تشدنى».
 
تساءل الرفاعى: سيادة الرئيس، وهل ننتظر الأخطار المحيطة بسوريا خصوصا من جانب إسرائيل، حتى تجىء الفرصة لإقامة حكومة وطنية تتذاكر معكم فى هذه الأمور كلها؟، فرد عبدالناصر بحسم: أريدكم جميعا أن تعرفوا أنه مهما كان من أمر ما حدث أو ما سوف يحدث، فإن الجمهورية العربية المتحدة «مصر» بكل قواها المسلحة بكل إمكانياتها المادية والمعنوية وراء سوريا، هذا موضوع خارج أى مناقشة، وهو أمر فوق أى بحث، هذا أمر يجب أن تكونوا على ثقة منه واطمئنان، لن تكون سوريا وحدها فى مواجهة إسرائيل أبدا».
 
فى الساعة الواحدة وخمسة وثلاثين دقيقة صباح 14 يناير «مثل هذا اليوم» 1962، خرج الضباط الثلاثة من بيت عبدالناصر.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى الجولة الثانية بكأس عاصمة مصر

لأول مرة.. هدير عبد الرازق وطليقها أوتاكا في قفص واحد.. اليوم

الأمم المتحدة تعرب عن مخاوفها إزاء الأوضاع المتدهورة لعشرات الآلاف من المحاصرين فى الفاشر.. وتؤكد: معاناة مروعة للغاية والمصير المجهول.. ومسئول أممي: انقطاع شبكات الاتصالات يحول دون الوصول إلى الحقائق

مواجهة مونديالية بين السعودية والأردن في نصف نهائي كأس العرب 2025

موعد مباراة الزمالك ضد حرس الحدود فى كأس عاصمة مصر والقناة الناقلة


حالة الطقس اليوم الإثنين 15 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار غزيرة بهذه المناطق

علاء نبيل: هانى أبو ريدة صاحب قرار اختيار حلمى طولان ولم يتم إبلاغى برحيلى

تعرف على آخر تفاصيل عرض الأهلى لضم حامد حمدان

وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال

عمر متولى ينعى والدته ويطالب الجمهور بالدعاء لها


تعرف على مصير أحمد الأحمد البطل الأسترالي مُنقذ ضحايا هجوم سيدني

وكالة الفضاء المصرية تُعلن نجاح إطلاق وتشغيل القمر الصناعي المصرى SPNEX

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

حسن شحاتة يقضى فترة النقاهة داخل المستشفى

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

فيفا يخطر اتحاد الكرة باختيار أمين عمر سفيراً فى معسكر حكام كأس العالم 2026

تحريات لكشف ملابسات العثور على جثة سيدة في العمرانية

بعد الهجوم الإرهابى..استخبارات أستراليا: مستوى التهديد يبقى عند درجة محتمل

ضبط المتهمين بإشعال النيران فى شخص أمام زوجته وإصابته بحروق خطيرة.. صور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى