قرأت لك.. "تشكلات العلمانى".. العلمانى ليس ضد الدين "مصر نموذجا"

كتب أحمد إبراهيم الشريف
أكد صعود الحركات الدينية المعاصرة حول العالم، وحجم تعليقات الباحثين والصحفيين حولها، أن الدين لن يختفى بأية طريقة من العالم الحديث، وقد رحب كثيرون "بصعود الدين" باعتباره وسيلة لدعم البعد الأخلاقى للسياسة العلمانية والمخاوف السياقية، فى ما اعتبره آخرون عرضا لتصاعد الرشادة والتعصب فى الحياة اليومية، لقد ظهرت مسألة العلمانية كموضوع للجدل الأكاديمى والخلاف العملى. وإذا ما كان هناك شىء متفق عليه، فهو سردية التقدم الخطى المباشر من الدينى إلى العلمانى لم تعد مقبولة، ولكن يتبع ذلك أن العلمانية ليست صالحة على نحو شامل؟.
 
هذا هو المنطلق الذى يحكم كتاب " تشكلات العلمانى فى المسيحية والإسلام والحداثة" للكاتب طلال أسد  ترجمة محمد العربى، والصادر عن دار جداول. 
 
والكتاب لا يقع مباشرةً ضمن الأدبيات التـى تتناول ثنائيات العلمانية والدين، والدين والدولة الحديثة، فموضوعه الرئيس عن الكيفية التـى تشكّل ويتشكّل بها العلمانى فى سياقات زمانية ومكانية متباينة ومتشابكة فى آن، يبدأ طلال أسد بحثه عن العلمانى بطرح سؤال تحريضـى عما الذى يمكن أن تكون عليه أنثروبولوجيا العلمانى، ومن هذا الأساس يستكشف الكتاب المفاهيم والممارسات والتشكّلات السياسية للعلمانية، بالتأكيد على التحوّلات التاريخية التـى شكّلت التوجهات والحساسيات العلمانية فى الغرب والشرق الأوسط الحديثين.
 
وينتقل أسد من هذا البحث كى يفكك العديد من الافتراضات الشائعة حول العلمانى والمساحات التـى يُدعى أنه يغطيها، ويجادل بأنه فى الوقت الذى انشغل فيه علماء الأنثروبولوجيا بدراسة غرابة العالم غير الأوروبى، وما رأوه جوانب غير عقلانية فى حياته الاجتماعية مثل الأسطورة والخرافة والتابوهات والدين، فإنهم لم ينتبهوا جيدًا إلى دراسة ماهية الحداثى والعلمانى على نحو مماثل.
 
 كذلك يطرح أسد تساؤلات حول العلاقات الإشكالية بين العلمانى والألم وحقوق الإنسان وتشكّل القومية والدولة الحديثة، ويستخلص أسد من دراسة تلك القضايا أن العلمانى لا يمكن أن ينظر إليه كنقيض أو كوريث للدين (الذى يعاد تشكيله كخطاب وممارسات من كل عصر لآخر)، كذلك لا يُمكن أن ينظر إليه كالوجه الآخر للعقلانى أو الرشيد، فإنما العلمانى توصيف له تاريخ متعدد الطبقات ويضرب فى الجذور إلى تشكّل الحداثة وما قبلها وما أنتجته من مفاهيم وممارسات يتقاطع بعضها مع الدينـى. 
 
وعلى أساس هذا الافتراض، يحاول الفصل الأخير المطوّل فى الكتاب عن إعادة تشكّل القانون والأخلاق فى مصر فى القرنين التاسع عشر والعشرين أن يقدّم نموذجًا لعمليات العلمنة كما بدت فى ساحة تشكّل القانونى والأخلاقى فى مصر الكولونيالية.
1
1

2
 

3
 
تشكلات العلمانى
 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

10 إجراءات من مركز المناخ لإنقاذ القمح المتأخر.. تعرف عليها

مقتل ما لا يقل عن 7 أشخاص فى تحطم طائرة فوق ملعب فى المكسيك

الفوز الأول.. كأس عاصمة مصر تفتح باب الحلم لسيراميكا أمام الأهلي

موعد بداية كأس أمم أفريقيا ومواعيد مباريات منتخب مصر.. إنفوجراف

تغيير الفلنكات بموقع سقوط حاويات فارغة من أعلى قطار بطوخ.. مباشر


انهيار سد فى ولاية واشنطن.. والسلطات الأمريكية تصدر أوامر إخلاء للسكان

غرامة تصل لـ 5 ملايين جنيه عقوبة نشر أخبار خاطئة عن الطقس

سقوط حاويات فارغة من أعلى قطار بجوار طريق الإسكندرية الزراعي دون إصابات

مانشستر يونايتد يتعادل مع بورنموث 4-4 في مباراة مجنونة بالدوري الإنجليزي

حالة الطقس اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار بعدة مناطق


موعد مباراة المغرب والأردن في نهائي كأس العرب 2025

الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق

طلاق المخرج حسام الحسينى وزوجته رسميا بعد 21 عاما من زواجهما

الأردن يفوز على السعودية ويواجه المغرب فى نهائى كأس العرب 2025

ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى

حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

القبض على نيك راينر بتهمة قتل والده المخرج روب راينر ووالدته ميشيل سينجر

شرط وحيد من الأهلى للموافقة على رحيل مصطفى شوبير للاحتراف الخارجى فى يناير

صور الأقمار الصناعية.. تدفق السحب وتوقعات أمطار بهذه المحافظات تصل للسيول

الأرصاد تحذر: تدفق السحب الممطرة وأمطار على هذه المحافظات الساعات المقبلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى