نورا عبد الفتاح تكتب : انظر.. إنهم حتى فى ثلاجاتهم !

أرشيفية
أرشيفية
جميعنا يمر بفترات ضغط نفسى، تمثل نقطة تحول فى حياته، يغير على أثرها أفكار ثابتة  كما يغير ترتيب الأولويات، وتُعرفه أماكن كثير من الناس عنده وتُعرفه مكانه عند كثير من الناس، ومثل هذه الفترات يحتاج الواحد منا إلى الإنفراد بنفسه لأوقات غير قليلة، لوضع كل أمر مضطرب داخله فى نصابه ويرتب الشتات والتيه الذى يعانيه، حتى يواصل العيش فى نفس الظروف ومع نفس الأشخاص ولكن بشكل أكثر نضجٱ وأرحب صدرٱ، وأقوى تحملٱ .
ولكن هل يتمكن الجميع من فترة الخلوة التى يتمناها والتى من المفترض أن تعينه على اعادة حساباته وترتيب دفاتره ؟
هل يتركه الجميع يمر بسلام فى هذه المرحلة ويعود بعدها أفضل مما كان وأصلب وأكثر تقبلٱ
؟
كيف سيتأتى ذلك والناس تحيطه فى كل مكان، فى العمل والشارع والبيت وفى جيبه وأدراج مكتبه، فهم بالفعل يسألونه عما فى جيبه وفى أدراج مكتبه  ! 
وقع كلمة " الناس "، غير لطيف وغير مريح ، غالبٱ ما يأتى فى سياق مريب أو سلبى ، مثل ، الناس هتقول ايه ؟ ، كلام الناس، الناس مبترحمش ، الناس هتاكل وشنا .
من أقل الناس ذكاء الذى يضيع وقته وطاقته فى الخوف من الناس ومن كلام الناس ، فأغلب الناس الفضوليين الذين يدخلون أنوفهم فى كبار وصغار الأمور، لايستحقوا أن يقام لهم وزنٱ أو أن نفكر فى صورتنا أمامهم أو ماذا سيقولون.
ولكننا فى ذات الوقت مضطرون للتأثر بهم وبما يقولون ، لأنهم حولنا وبجانبنا أينما كنا ، فهم يجبروننا على عمل حسابهم ، بسبب انتشارهم الرهيب فى كل مكان .
منذ عدة سنوات مررت بمرحلة مشابهة وكنت أتحين الفرص للجلوس بمفردى فى أى مكان فلا أستطيع ولا سيما ، أن صغر سن أطفالى حينها كان سببٱ أصيلا من عدم تمكنى من الانفراد بنفسى مطلقٱ، ولم أكن أرى جدوى من الفضفضة و"الرغى " . 
فقررت الذهاب إلى أقرب مسجد حتى أشكو بثى وحزنى إلى الله وأترك هذه القاذورات فى الخارج المليئة بالأحقاد والصغائن والقهر والافتراء والمزايدة والتشفى.
وبالفعل دخلت المسجد وبدأت فى الصلاة فانفجرت عيناى بالبكاء بشكل تعجبن منه المصليات وحتى أنا تفاجأت به، ولكنى تصورت أن الجميع سيعتقد أن شدة بكائى بسبب الخشوع والخشية من الله، ولكن لم يبدو الأمر كذلك، فلقد بدأت وصلتى مع سورة الفاتحة وليس فيها ما يدعو إلى الخشية والخوف بصورة كبيرة.
فشعرت بتعجب الجميع الذى اختلط بالفضول مع الشفقة مع فرض الاحتمالات، ولكن الخلاصة أنهم أفسدوا على جلستى ، وأنا التى ذهبت هناك باحثة عن الهدوء ، متصورة أننى سأجد هناك المهرب منهم، وكنت أكاد أقول ، لقد جئت إلى هنا فرارٱ من أمثالكم فى الخارج ، فاذا بى أجد أمثال منكم فى الداخل، أين أهدأ اذٱ ؟
أين يهدأ أولئك الفارون الذين لا يتماسكون ولا يتجددون إلا بعزلة من حين إلى حين ؟
أين يهدأون والناس يتدخلون فى كل مكان فى بيوتهم وطعامهم وعملهم ، انظر ، انهم حتى فى ثلاجاتهم  !
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

غلق 31 مقرا باليوم الأول من إعادة المرحلة الثانية بانتخابات النواب فى الخارج

الأرصاد تحذر: تدفق السحب الممطرة وأمطار على هذه المحافظات الساعات المقبلة

منتخب المغرب يكتسح الإمارات بثلاثية ويتأهل الى نهائى كأس العرب 2025

حلمى عبد الباقى بعد خضوعه للتحقيق: المستشار أوقف قرار إحالتى للتحقيق

ربيعة ومصطفى محمد ورباعى بيراميدز ينضمون لمعسكر منتخب مصر


المغرب ضد الإمارات.. أسود الأطلس يتقدم 1-0 فى الشوط الأول "فيديو"

حسام حسن يستقر على خطة مباراة مصر ونيجيريا

محمد صلاح يحتفي بإنجازه التاريخي مع ليفربول

الطقس غدا.. أجواء شتوية وأمطار واضطراب بالملاحة والصغرى بالقاهرة 13

زاره رئيس وزراء الولاية.. لماذا خاطر أحمد الأحمد بحياته لنزع سلاح مرتكب هجوم سيدنى؟


الإعلانات تنجح في إنهاء ملف بقاء ديانج مع الأهلي

الأهلى يعلن التنازل عن مقاضاة مصطفى يونس

حسام حسن يحفز إمام عاشور قبل ودية نيجيريا وكأس أمم أفريقيا

الأهلي يترقب وصول يوسف بلعمري للقاهرة لإجراء الكشف الطبي

أحكام سجن بالجملة ضد أهالى شبراهور بسبب إيصالات أمانة.. اعرف القصة

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية استعدادا لكأس أمم أفريقيا

الأرصاد تحذر: سحب ممطرة على هذه المحافظات وتوقعات بأمطار غزيرة

باب الالتماسات يعيد الفرصة لطلاب لم يحالفهم الحظ فى القبول بكلية الشرطة

احمد العوضى يعلن ظهوره فى صاحبة السعادة مع إسعاد يونس قريباً

4 يناير بدء امتحان نصف العام فى المواد غير المضافة و10 للمواد الأساسية

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى