إبراهيم عبد المجيد يكتب: سماء من الشهد

إبراهيم عبد المجيد
إبراهيم عبد المجيد
اعداد : وائل السمرى - خطوط أحمد فايز - رسوم أحمد خلف - شارك فى إعداد الملف أحمد عصام - عباس السكرى - محمد عبد الرحمن

«انظر خلفك فى غضب» 

هذا عنوان مسرحية شهيرة للإنجليزى جون أوسبورن نشرها عام 1959، ثم صار عنوانا على التخلص من أثر الماضى لتبنى مستقبلك وفقا لمعطيات عصرك. 
 
ويعد النظر إلى الخلف نوستالجيا، وهى حالة نفسية من الحنين قد تجعل صاحبها لايرى جمال ما حوله ويظل أسير جمال الماضى. 
 
لكن لا والله.. لم تعد النوستالجيا حالة نفسية تشوش على صاحبها الحقيقة بل حالة حقيقية.
 
ولقد عشت حياتين.. حياة حقيقية وحياة وهمية هربت فيها من الواقع إلى عوالم أفضل هى رواياتى وقصصى.
 
أجل.. ما حولى ينهار كل يوم وما أكتبه يعيده إلى الحياة.
 
قل لى ماذا حدث بالحدائق حولنا؟ قل لى ماذا حدث بالأراضى الزراعية؟ قل لى أين ذهبت البحيرات العظمى؟ البلاجات والحريات.. السينمات فى الأحياء الشعبية قل لى أين ذهبت؟
أين ذهبت المدارس التى كان الفصل الدراسى فيها لايزيد على عشرين طالبا، رحلات المدارس إلى الحدائق والآثار والسينمات والمسرح، الطرق والنظافة التى تحدث لها كل ليلة، المبانى التى لا ترتفع أكثر من عرض الشارع مرة ونصف، جماعات المسرح والسينما والأدب والموسيقى والرحلات وغيرها فى المدارس، أين ذهب كل هذا؟ 
كلها فى رواياتى تعود، وكلها فى رواياتى منحتنى القدرة على الاستمرار فى الحياة رغم أنها تنهار حولى، فكيف أنظر خلفى فى غضب؟ حتى الذين أحببتهم من النساء وخذلننى أو خذلتهن استعدتهن فى رواياتى أجمل.
 
الغضب مما جرى لنا، كأنه لم تكن هناك أمة تنهض.. كل ما جرى فى عصور النهضة الحديثة يتم هدمه من مبانٍ وأفكار تحررية، وكل ما قلته اندثر، وليس هناك أفضل منه إلا فى رواياتى.
 
إنه الفن فقط الذى منحنا القدرة على البقاء، كثيرا ما أقول للشباب أنتم أحسن حظا منا لأنكم لم تروا شيئا جميلا ضاع منكم وتحزنون عليه.. حياتنا كانت حديقة وحياتكم فى أحسن أحوالها مول تجارى!
 لكنا أقل حظا منكم لأننا عشنا لنتحسر، إذن ماذا ساعدنى على البقاء وسط كل ما جرى من تدهور وماذا علا بى فوق الحسرة؟ هو حسن حظى أن منحنى الله موهبة الكتابة، صارت رواياتى هى عالمى الحقيقى وانفصلت روحيا عما حولى رغم أنى أراه وأنتقم منه أحيانا بكتابة المقال. لكن استمتعت بشيزوفرينيا جميلة هى الليل للفن والنهار للبؤس، ومع الليل ليست إلا الموسيقى معى تأخذنى إلى سماء من الشهد فأنام سعيد البال بعد أن أكتب أو أقرأ وتمتد حياتى بلا كدر، الكتابة جعلت عنايتى بالجَمال تمشى معى، ولست حزينا على انقضاء العمر، فلقد بنيت معبدى وصليت فيه صفحات وصفحات من البهجة رغم انتشار العدم. 

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

نهائى دوري الأبطال.. موعد مباراة بيراميدز وصن داونز والقناة الناقلة

موعد مباراة الزمالك وبتروجت فى الدورى المصرى والقناة الناقلة

ريكوبا أسطورة ميلان: مصر محظوظة بمحمد صلاح الاستثنائى

رادار المرور يلتقط 1136 سيارة تسير بسرعات جنونية فى 24 ساعة

شبورة ورياح وأتربة.. حالة الطقس اليوم الخميس 22 مايو 2025 فى مصر


ميدو ينفى مفاوضات الزمالك مع ريفيرو.. ويؤكد: كل ما يثار حول صفقاتنا غير صحيح

7 أخبار رياضية لا تفوتك اليوم

إصابة 5 أشخاص باختناقات فى حريق داخل منزل بالغربية

بالأسماء.. قائمة ضيوف شرف فيلم المشروع x بطولة النجم كريم عبد العزيز

مدبولي: كلمة الرئيس السيسى فى القمة العربية بالعراق للتاريخ


شاهد.. لحظة إطلاق إسرائيل النار على وفد دبلوماسى يضم سفير مصر.. فيديو وصور

"أصحابه حاولوا ينقذوه وفشلوا".. غرق طالب بالمرحلة الإعدادية فى النيل بدسوق

بعد حذفه بيان الانفصال.. مها الصغير تحذف بوست ردها على أحمد السقا

أحمد السقا يحذف بيان انفصاله عن مها الصغير بعد انتقاده بسبب الصياغة

نهى صالح: تعرفت على زوجى منذ عامين وهويته الشخصية ما تهمش حد

محمد صلاح يتصدر التشكيل المثالي الرسمي للدوري الإنجليزي في موسم 2024-25

صراع المليارات داخل عائلة نوال الدجوي.. قصور تُباع ببصمة مشكوك فى صحتها.. شيكات بملايين الدولارات تشعل النزاع.. فيديو غامض يقلب القضية.. وماما نوال تنتظر جلسة حجر أحفادها عليها 26 يونيو المقبل

900 ألف دولار تمنع إيقاف قيد جديد على الزمالك

كم سعر المتر فى وحدات مشروع "سكن لكل المصريين 7" لمتوسطى الدخل؟

فحص عقود بيع 6 فيلات بقيمة 50 مليون جنيه من نوال الدجوى إلى حفيدتيها

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى