فى ذكرى هزيمته بـ"الريدانية".. لماذا أحب المصريون طومان باى؟

طومان باى
طومان باى
كتب محمد عبد الرحمن

"كل من ينظر إليه يحس فيه بالسكينة والوقار، ولا يشك فى صلاحه، وأنه صاحب عقل وتدبير، وفروسية وشجاعة، خاصة أنه صاحب مبدأ، فضلا عن أنه كان محبوب الصورة عند الكل، وذلك بناء على التقدير لسيرته على مدى القرون"، هكذا وصف الدكتور عبد المنعم ماجد، أستاذ التاريخ الإسلامى رئيس قسم التاريخ الأسبق بجامعة عين شمس، السلطان طومان باى، آخر سلاطين المماليك فى مصر.

 

ومع ذكر سيرة طومان باى، والتى تحل اليوم الذكرى الـ501، على هزيمته على أيد الجيش العثمانى بقيادة السلطان سليم الأول، فى معركة الريدانية، والتى كانت بداية سقوط دولة المماليك فى مصر، تظل سيرته مخلدة، فى العديد من المجلدات والكتب التاريخية على إنه كان محبوبا من المصريين، ويعتبر ضمن عدد صغير من المماليك الذين تم اختيارهم بواسطة ممثلى الشعب.

 

وبحسب كتاب "طومان باى آخر سلاطين المماليك فى مصر" للدكتور عبد المنعم ماجد، فإن طومان باى، كان يشغل منصب نائب السلطان قنصوه الغورى، وكانت معظم أعمال القصر والسلطة بين يديه، حتى أن "الغورى" نفسه كان يوصى بأن يتولى "طومان باى"، وما أن توفى الأول أثناء إحدى معارك مع العثمانيين، حتى انهالت الترشيحات على طومان باى، لكى يتولى الحكم، والذى ظل يرفضه لمدة 50 يوما، إلا أن رجال الدين فى مصر، ظلوا يضغطون عليه من أجل موافقته، ليكون ثانى سلطان مملوكى بعد قنصوه الغورى، يتم اختياره من قبل المصريين عن طريق زعماء الدين.

 

ويرجع المؤلف ذلك لعدة أسباب منها أن "طومان باى" لم يكن متكبرا أو متجبرا مثل باقى سلاطين المماليك، واستند الكاتب إلى مقولة لابن إياس "إنه خلال نيابة السلطنة ساس الناس أحسن سياسة، وإنها كانت راضية عنه، فقد كان متدينا صالحا، خيرا فاضلا، زائد الأدب والسكون والخشوع والخضوع، ملازما لزيارة المشايخ الأحياء منهم والأموات، فكان الذى عمره ما رآه إذا رآه، لا يشك فى أنه عبد صالح، وأن الصلاح والأنس والخيرية، كان ظاهرة عليه، وعلى وجهه".

 

ويتابع المؤلف الحديث عن طومان باى، بأنه على عكس جميع السلاطين أو المماليك عموما، لم يظهر عنه فى حياته شىء من الأفعال الردية، فلم يشرب الخمر ولا زنا، ولا قارب الفواحش أبدا، وإنما كان يقتصرا على زوجة واحدة "خوند" وهى ابنه أمير مملوكى مثله، على عكس أغلب الممالك الذين ما كانوا غالبا يتزوجون من أربعة نساء، فضلا عن أعداد كبيرة من الجوارى، مثل الملك السلطان الناصر محمد بن قلاوون الذى كانت له ألف ومائتا جارية، بحسب تأكيد الكاتب.

 

وأتم المؤلف حديثه فى هذا السياق، عن أن طومان باى كان مثل قنصوه الغورى، يملك ناصية اللغة العربية وشديد الولع بالآداب والعلوم، وله فيها خوض ونظر، ويقرض الشعر، ومغرم بقراءة التاريخ والسير، على عكس طبقة المماليك التى كانت تتكلم التركية، قبل أن يتحولوا للعربية فى أواخر أيامهم فى الحكم، وتكلموا بالعامية المصرية.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

للأزواج.. ماذا تفعل حال ملاحقة زوجتك لك لسداد قائمة منقولات بقيم مبالغة؟

بلال محمد: جنات سجلت "من الليلة" من أول تيك

من البطاطس إلى القهوة.. موجة الغلاء تضرب موائد العالم.. الأرز والكاكاو وزيت الزيتون ضحايا جديدة للتغير المناخى.. ارتفاع الأسعار تصل حتى 280%.. سعر القهوة يزيد 100%.. والزيتون يواصل الصعود بنسبة 50% سنويا

39 عاما على البرىء.. عندما قال نور الشريف "السيناريو ده مايعملوش إلا أحمد زكى"

اندلاع حريق فى محطة نووية برومانيا


غدا.. انطلاق امتحانات الثانوية العامة للدور الثانى 2025

أهداف مباريات اليوم الخميس 14 - 8 - 2025 بالدورى المصرى

كاسيميرو: محمد صلاح الأجدر بالكرة الذهبية 2025

كليكس إيجيبت تكشف تفاصيل تطبيق "مصر قرآن كريم" بالتعاون مع الشركة المتحدة

أروكا البرتغالي يضم عمر فايد من فناربخشة على سبيل الإعارة


متظاهرون يغلقون شارع أيالون الرئيسى قرب تل أبيب للمطالبة بإعادة الرهائن

الداخلية تكشف تفاصيل القبض على شخص مارس أعمال البلطجة بكفر الشيخ

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى