بعد 30 يونيو وهزائم "النهضة" فى تونس..الشروخ تحاصر معاقل الإخوان فى تركيا.. صحيفة أمريكية ترصد 6 أسباب لانهيار الجماعة.. وتؤكد: أردوغان فشل فى إنشاء جيل جديد للإسلام السياسى.. ووعوده الكاذبة أبرز عوامل الانهيار

كتبت ريم عبد الحميد

فى مؤشر على الهزائم التى يتكبدها الفكر المتطرف المتستر تحت عباءة الدين الإسلامى فى العديد من دول العالم، وبعد الانهيار الكبير لمشروع الإخوان الإقليمى، والذى بدأ فى مصر بعد ثورة 30 يونيو، وامتد إلى تونس وخروج حركة النهضة المنتمية للتنظيم الدولى من الساحة السياسية، بدأت الشروخ تسلل بقوة إلى تركيا معقل الإخوان الرئيسى فى الشرق الأوسط، ممثلة فى حزب العدالة والتنمية الحاكم، الذى يقوده الرئيس التركى رجب طيب أردوغان.

 

ثورة 30 يونيو شكلت ضربة قاسمة لمشروع الإخوان فى الشرق الأوسط
ثورة 30 يونيو شكلت ضربة قاسمة لمشروع الإخوان فى الشرق الأوسط

 

ورصدت صحيفة "المونيتور" الأمريكية التراجع الشديد لتنظيم الإخوان فى تركيا بسبب مجموعة من العوامل المحلية والإقليمية، يتحمل الرئيس رجب طيب أردوغان مسئولية كبيرة فيها على حد وصف الصحيفة، مشيرة فى تقرير كتبته بينار ترمبلان، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة بولى تكنك بكاليفورنيا، والخبيرة فى الشأن التركى، إلى إن هناك اتجاه أصبح يتردد كثيرا فى تركيا هذه الفترة، وهو أن حزب العدالة والتنمية لم يعد لديه ملحمة ليرويها،  وكلمة ملحمة تشير إلى الوعود التى تجذب وتحمس الناخبين، وقد سمع هذا الخطاب أكثر من مرة منذ أغسطس الماضى، عندما تم الضغط على العديد من رؤساء بلديات حزب العدالة والتنمية للاستقالة، وجاء هذا بعد أن لاحظ رجب طيب أردوغان صراحة تراجع الحماس فى صفوف حزبه.

ومنذ يوليو تزايد الانزعاج على الرغم من فرض رقابة مؤسسية على الإعلام،  فلم تنفذ فقط الأفكار من الحزب لإثارة الجماهير، ولكن شهد أيضًا تآكل جوهره الإيديولوجى، وبالتحديد حركة الإخوان، فأردوغان الذى ينظر إليه على أنه جوهر حزب العدالة والتنمية، يظل بلا منازع، إلا أنه فقد تأثيره هو وشعاراته،  فصحيح أن الحشود فى كل مدينة يزورها أردوغان تهتف وتصفق له فى نهاية تصريحاته، لكن هناك أيضًا علامات على السخط، فعلى سبيل المثال، سأل أردوغان الحشد الذى كان يخطب فيه فى 15 ديسمبر الماضى قائلا " من الذى يتطلع إليه العالم الإسلامى" وعندما لم يحصل على إجابة، قال "انتم صامتون، إلى من يتطلعون؟ بالطبع ينظرون إلى تركيا؟".

 

أتراك يحتشدون بميدان تقسيم بعد محاولة الإنقلاب على نظام أردوغان
أتراك يحتشدون بميدان تقسيم بعد محاولة الإنقلاب على نظام أردوغان

 

وتذهب الصحيفة إلى القول بأن هناك العديد من المؤشرات على أن حتى الحشود التى تتجمع لتهتف لأردوغان ليست راضية، لأن الأفكار الجديدة ووعود التضامن التى روج لها الإخوان لم تعد تجدى نفعا فى تركيا.

ورصدت المونيتور ست أنماط رئيسية توضح أسباب التراجع الشديد للإخوان فى تركيا،  أولها تنفير الأكراد فى تركيا، على عكس الوعود السابقة باحتضان كل مسلم وإنهاء إراقة الدماء فى جنوب شرق تركيا مع حزب العمال الكردستانى على وجه الخصوص، لكن عملية السلام تم التخلى عنها، فيما جاء السبب الثانى لضعف الإخوان فى تركيا وهو تنويع الجماعات الإسلامية وقيادتها، على الرغم من أن أيا منها لا يتحدى أردوغان أو يطالب باستبدال أغلب شبكات الإخوان، والمساجد البديلة والجماعات التى تعمل تحت إدارة  "الأوقاف" تتنافس على خدمات أعلى وكالة دينية فى تركيا وهى مديرية الشئون الدينية.

أما عن ثالث الأسباب التى رصدها التقرير، فجاء فشل حلم أردوغان المتمثل فى تنشئة جيل جديد  يحمل أفكار الجماعة، فمئات المدارس الدينية تأسست فى البلاد لكن نوعية التعليم التى تقدمها لم تكن مرضية وانخفضت نسبة الالتحاق بها 30%، ولم تتمكن الحكومة من توفير بديل لهذه المدارس.

 

أردوغان والمعزول محمد مرسى
أردوغان والمعزول محمد مرسى

 

والسبب الرابع هو فشل الحزب فى تحقيق الوعود الاقتصادية، فرغم معدلات النمو والمشروعات الكبرى، فإن الاقتصاد التركى يعانى من التضخم والبطالة اللذين تضاعفا، وتراجعت قيمة الليرة التركية أمام اليورو والدولار.

والسبب الخامس هو عدم قدرة الحرية والعدالة لإعادة بناء نفسه والسيطرة على المحسوبية المتسعة فى البلاد، فرغم كفاح أردوغان لتجديد كوادر الحزب، تظل هناك ارتفاع فى المحسوبية ويبدو أن هناك نزاعات مريرة بين كبار أعضاء حزب العدالة والتنمية.

وأخيرا وليس أخرا هناك تأثير الدومينو،  وهو أن الإخوان فى تركيا تم إضعافهم بالهزائم الإقليمة للحركة، فقد أدى عزل الإخوانى محمد مرسى فى مصر وفشل الإخوان فى دول آخرى إلى شل خطاب الإخوان فى تركيا.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

5 شباب يتخلصون من جثة صديقهم بعد وفاته أثناء تنقيبهم عن الآثار بالشرقية

نقابات مصر تنتفض ضد أوهام إسرائيل الكبرى.. نقيب المحامين: تعيد إحياء أطماع استعمارية بائدة.. و«الصحفيين»: تصريحات نتنياهو تجسيد للفاشية والنازية والعنصرية ولا بد على الجميع التصدى لها

أبرز الغائبين عن صفوف ريال مدريد ضد أوساسونا فى الدوري الإسباني

حصاد الخير.. محصول الذرة الشامية فى المنوفية يحقق أعلى إنتاجية للفدان العام الحالى.. ومزارعون: إنتاج الفدان وصل من 25 إلى 30 طنا.. وكيل الزراعة: وفرنا الدعم الكافى وأسمدة مدعمة للمزارعين.. صور

حملات رقابية بالأسواق للتصدى للمخالفات خلال فترة الأوكازيون الصيفى 2025


تأجيل محاكمة المتهم بالتعدى على الطفل ياسين لـ20 سبتمبر .. اعرف السبب

معلومات الوزراء: 3261.9 مليون دولار قيمة صادرات مصر من المعادن الثمينة 2024

رئيس وزراء فلسطين ووزير الخارجية بدر عبد العاطي يصلان معبر رفح.. بث مباشر

أحمد فتوح يترقب العودة لتدريبات الزمالك الجماعية خلال ساعات

الداخلية تضبط المتهم بالاستيلاء على بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني


فيفا يدرس إقامة كأس العالم للأندية كل عامين

المصابتان في حادث مطاردة الفتيات بطريق الواحات يحضران أولى جلسات محاكمة المتهمين

رابطة الأندية تعلن عقوبات الأسبوع الثانى بالدورى اليوم.. إيقاف هاني الأبرز

المبعوث الأمريكي توم باراك: نزع سلاح حزب الله قرار يخص الدولة اللبنانية

3 سيناريوهات تحدد مصير المتهم بالاعتداء على الطفل ياسين اليوم

فى ذكرى ميلاد إبراهيم نصر.. من جعيدي لزكية زكريا والخال عزمي شخصيات لا تنسى

محمد صلاح يواصل التقدم بترتيب هدافي الدوري الإنجليزي التاريخى.. إنفوجراف

%83 من القراء يؤيدون تكثيف حملات إزالة التعديات على الأراض الزراعية وأملاك الدولة

مكتب التنسيق.. غلق باب التقدم لمرحلة تقليل الاغتراب اليوم ولا مد للتسجيل.. إتاحة النتيجة عبر موقع التنسيق الإلكترونى بعد فرز الرغبات وإعلانها خلال 48 ساعة.. وانطلاق اختبارات القدرات لطلاب الشهادات المعادلة

ليدز يونايتد يتحدى إيفرتون فى ختام الجولة الأولى من الدوري الإنجليزي

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى