البابا تواضروس يكلف بتنظيم احتفالين بمئوية مدارس الأحد بالقاهرة والإسكندرية

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أكتوبر المقبل بمرور مائة عام على تأسيس مدارس الأحد أو مدارس التربية الكنيسة، التى أسسها القديس حبيب جرجس لتصبح المدرسة التى خرج منها الباباوات والأساقفة والقساوسة وكافة رجال الكنيسة المعاصرين.

البابا تواضروس الثانى الذى كان أحد خريجى مدارس الأحد حيث كان يخدم كأمين لخدمة الشباب والأطفال فى كنائس البحيرة، أخذ على عاتقه تنظيم تلك الاحتفالية الكبرى التى يشعر بالامتنان تجاه تجربتها ودورها فى الكنيسة، فما كان منه إلا أن كلف لجنة يرأسها الأنبا دانيال النائب الباباوى بالقاهرة وأسقف المعادى لتنظيم احتفالين كبيرين فى القاهرة والإسكندرية تليق باليويبل الماسى لمدارس التربية الكنسية.

اختارت اللجنة الباباوية، وبعدما تشاورت مع البابا تواضروس الثانى أن يعقد مؤتمراً كبيراً بهذه المناسبة لمدة يومين خلال الفترة من الثامن حتى العاشر من أكتوبر المقبل، وقد تم اختيار الشعار، "مُعَلِّمِينَ كُلَّ إِنْسَانٍ، بِكُلِّ حِكْمَةٍ" (كولوسى 1: 28)، وهى آية من الكتاب المقدس تتناسب مع هدف مدارس الأحد ومعلميها.

الاحتفالية التى تنظمها الكنيسة تنقسم إلى شقين الأول بحثى والثانى احتفالى وفى الجانب البحثى، تتلقى الكنيسة أبحاث فى عدة موضوعات تختص بهذه المناسبة من بينها تاريخ نشأة مدارس الأحد فى مصر وتطورها، ودور البطاركة المعاصرين فى مجال خدمة مدارس الأحد وبخاصة دور البابا شنودة الثالث ودور أسقفية التعليم، ودور البابا تواضروس الثانى، ودور مدارس الأحد فى مجال دراسة الكتاب المقدس والوعظ، ودور مدارس الأحد فى إعداد رجال أعمال لدعم الاقتصاد المصرى.

ومنحت اللجنة المنظمة الفرصة لكل من الكهنة والرهبان والخدام والخادمات بالكنائس للتقدم بتلك الأوراق البحثية وستقوم لجنة الإعداد لهذا المؤتمر بمراجعة البحوث وإخطار المشاركين بالموافقة، مع العلم أن التقدم بهذه الأبحاث يجب ألا يتجاوز نهاية شهر يونيو 2017، على أن يتم افتتاح المؤتمر بالقاعة المرقسية بدير الأنبا رويس بالعباسية بتشريف ورئاسة البابا تواضروس الثانى، وستقام جلسات عرض الأبحاث بقاعات معهد الدراسات القبطية ومعهد الرعاية والتربية.

من جانبه، قال القمص رويس مرقس وكيل البطريركية بالإسكندرية أن البابا تواضروس الثانى اجتمع مع اللجنة المكلفة بتنظيم الاحتفالية فى الإسكندرية ووضع معها بعض الخطوط العريضة فقد تم الاتفاق على تكريم أبرز خريجى مدارس الأحد والمعلمين من الكهنة والرهبان والعلمانيين فى تلك الاحتفالية، مع توثيق تاريخ مدارس الأحد فى الإسكندرية والدور الذى لعبته قبل أن تنتشر فى كافة إيبراشيات الكنيسة فى مصر والمهجر مع الاهتمام بإبراز دور القديس حبيب جرجس مؤسسها.

وتعود فكرة تأسيس مدارس الأحد إلى العام 1918 حين شعر حبيب جرجس بفقر مادة الدين المسيحى التى يدرسها الطلاب فى المدارس، بعدما تم إقراره كمادة تعليمية عام 1908 ولكن عدم وجود مدرسين متخصصين أدى إلى الإهمال فى تدريسه، فابتكر فكرة مدارس الأحد، وهى حلقات درس تعقد كل أحد فى الكنائس هدفها خلق جيلٍ محبٍ للكتاب المقدس والحياة الكنسية والسلوك المسيحى، مع الاهتمام بالرحلات الدينية والخلوات الروحية.

ويشير كمال زاخر مؤسس التيار المسيحى العلمانى وأحد الذين كتبوا فى مجلات مدارس الأحد: أن مدارس الأحد عند تأسيسها كانت ككل الأفكار الجديدة، استغربها الأقباط فى ذلك العصر، فلم تنتشر بسهولة بل أن بعض الكنائس كانت تغلق أبوابها أمام الأطفال بحجة أنهم لا يحافظون على نظافة الكنيسة أو إنهم يكسرون الكراسى الخشبية ولكن مع الصلاة والصبر والمثابرة زاد انتشار مدارس الأحد فى القاهرة ثم امتد للإسكندرية وباقى المدن أيضا ثم إلى القرى حيث خرج الخدام يبشرون فى الكنائس.