قصة أول طفل كفيف يعزف السمسمية فى الإسماعيلية.. بلال: نفسى أبقى ممثل وعازف مشهور.. يؤكد: إعاقتى سر تفوقى.. أسرته: لم نشعر بإعاقته ونحلم بتغيير نظرة المجتمع للمكفوفين.. ومعلمه: أصر على تعلمها بسرعة مذهلة.. صور

بلال يعزف على آلة السمسمية

واكتسب عطية شهرته من آلة السمسمية التى تعتبر فى الإسماعيلية العشق الخاص للأهالى، فهى قبل أن تكون مجرد آلة وترية فأنها تاريخ يمثل جزء من هوية هذه المدينة التى تحتضنها قناة السويس منذ أكثر من 160 عاما، وهناك العديد من فرق السمسمية ومطربيها سواء الراحلين أو المعاصرين.

بلال يروى كيف تعلم العزف على السمسمية؟

وأشار بلال أحمد محمد عطية، لـ"اليوم السابع"، أن فكرة تعلمه العزف على آلة السمسمية جاءت له أثناء حضوره أحدى الاحتفالات وكانت بها فرقة سمسمية، فتمنى أن يتعلم العزف وعرض الأمر على الفنان رضا قنديل الذى وافق، وبدأ التدريب بالفعل منذ فترة قصيرة بمكتبة مصر العامة مع الفرقة.

بلال أثناء حوارة مع الزميل جمال حراجى

وحصل بلال على المركز الأول والميدالية الذهبية، فى إلقاء الشعر فى مسابقة الحلم المصرى التى نظمتها وزارة الشباب والرياضة بالإسكندرية خلال شهر نوفمبر2017، كما حصل على العديد من شهادات التقدير من محافظة الإسماعيلية، وبيت العيلة بالإسماعيلية، والتربية والتعليم، ويحفظ القرآن ومتفوق فى دراسته وترتيبه الأول كل عام على المدرسة.

حنان مسعد والدة بلال

 ويحلم بلال، أن يصبح ممثلًا كبيرًا مثل الفنان أشرف عبدالباقى، والذى يتابعه باستمرار بالإضافة إلى الفنان سامح حسين، لافتًا إلى أنه يلقى الشعر مثل قصيدة "ما تستعمنيش" التى تتحدث عن المكفوف ونظرة المجتمع له، مشيرًا إلى أنه لم يشعر بأنه مختلفا عن الآخرين، فهو يقوم بأعمال لايستطيع المبصر القيام بها، مطالبًا بتفعيل مبادرة الرئيس السيسى بأن يكون عام 2018 عام ذوى الاحتياجات الخاصة، وأن يتم الاهتمام بهم وخاصة الموهوبين منهم.

والدة بلال: لم نشعر أنه من ذوى الاحتياجات البصرية

ومن جانبها، أضافت حنان مسعد والدة الطفل بلال، أن بلال يعشق التمثيل من طفولته، مضيفة: "حاولنا إلحاقه بالمسرح ولكن كانت هناك صعوبات من قبل المسئولين خوفا من الفشل أو عدم قدرته على الاستمرار، حصل على شهادات تقدير كثيرة ونقدم لة الدعم الأسرى الكامل، وكل متطلباته مجابه".

بلال مع مدرب السمسمية رضا قنديل

 وأشارت مسعد، إلى أن بلال ولد كفيفًا وأن شقيقته التى تكبره بعام واحد فقط مبصرة، متابعة: "لكننا لم نشعر بأنه كفيف، أو من ذوى الإعاقة".

والد بلال يكشف حبه للتمثيل

وقال محمد أحمد عطية والد بلال، ويعمل فنى إضاءة بتلفزيون القنال: "بلال قبل أن يكون أبنى فهو صديقى ودائما يسألنى ويستجيب لكل ما أطلبه منه بسهولة، ولم يسبب لى أى مشكلات، وأحب السمسمية من خلال اهتمامى بها ووجود تسجيلات كثيرة بالمنزل وعلى الموبايل، فقرر أن يتعلم العزف على الأله ووافقناه، ونقوم بمتابعتة، ووفرنا لة الآلة التى يعزف عليها، والحمد لله تقدم فى العزف بشكل جيد، ونأمل أن يصبح فنانا كبيرا ويحقق أحلامه".

محمد أحمد عطية والد بلال

وأشار والد بلال، إلى أن بلال محبا للفن من طفولته وعاشقا لمتابعة الأفلام والمسرحيات وخاصة الكوميدية، ويلقى الشعر بطلاقة وبإحساس عالى للغاية.

حكاية بلال مع آلة السمسمية

أما حكاية بلال يرويها فنان السمسمية رضا قنديل، والذى يقوم بتعليمه على آلة السمسمية، يقول رضا طلب بلال: "طلب منى يتعلم السمسمية فوافقت وخاصة أنها تجربة فريدة من نوعها، لم يسبق لأحد من المكفوفين أنه تعلم أو عزف على آلة السمسمية ليس فى الإسماعيلية فقط ولكن فى محافظات القناه الثلاثة بحسب ما قيل لى من فنانى المحافظات".

أول عازف كفيف

واستطرد رضا: "منذ 5 سنوات بدأنا فى تكوين فرقة السمسمية بمكتبة مصر فى عهد الدكتورة ماجدة عطا المدير السابق للمكتبة واستمرت الفرقة حتى الآن فى عهد أمل رجب المدير الحالى للمكتبة، ويتم توفير كل الدعم للفرقة وبدأنا فى تعليم الأطفال على السمسمية من رواد المكتبة مجانا وبالفعل لدينا مجموعة متميزة من الأطفال عازفى السمسمية، وجميعهم طبيعين، وكانت حالة بلال هى حالة مختلفة، وتعلم العزف فى وقت قليل مقارنة بزملائه، وهو الآن يستطيع أن يعزف أغنية كاملة بمفردة، لمجرد أنه عرف السلم الموسيقى الخماسى للآلة ويمتلك حسا عاليا وذكاءً شديدا، وأتوقع له مستقبلا كبيرا فى الفن".

بلال مع أسرته ومدربه

بلال على آلة السمسمية

بلال يعزف بتغنى لمين ياحمام