خالد صلاح يكتب: «السيسى» حين يقول: «أنا مش سياسى»!

الكاتب الصحفى خالد صلاح
الكاتب الصحفى خالد صلاح
 
الرئيس السيسى في افتتاح حقل ظهر
 
أولا: مبروك علينا حقل ظهر، لعل الله قد اطلع على أهل مصر فخفف عنهم جزاء ما صبروا، ثم لعل الله ينعم علينا بمزيد من ثمار هذا الصبر، فيطعم أهلنا من جوع، ويُؤَمن بلادنا من أى خوف. اللهم آمين.
 
أما بعد..
سيخوض بعض السفهاء من الناس فى تفسيرات ملتوية لمقاصد الكلمات التى قالها الرئيس السيسى فى هذا اللقاء، سفهاء قد يقلقهم ما قاله صانع القرار بتحذيراته المتكررة لمن يتصور أنه يستطيع المساس بأمن مصر، ستنطلق التفسيرات الخبيثة، وستخرج اللجان الإلكترونية تعيث ضلالا بين الناس، وسيتحرك على الفور الضباط الأتراك والقطريون من مقر المخابرات فى البلدين لتوجيه عملائهم فى قنوات الشرق ومكملين وشبكة التلفزيون العربى للانحراف بالكلام عن مواضعه، وفى تقديرى سيكون الأمر مختلفا هذه المرة، إذ إن الخوف سيضرب تلك القلوب بقوة، ولن يصمد وجدانهم الرخو أمام المعانى الراسخة التى قالها الرئيس، وأيا ما كانت قدرتهم على الكذب، فإن الكذب لن يخفى أبدا الخوف الذى أثق فى أنه يتسلل إلى شرايينهم اليوم، خوفاً نستطيع أن نشم رائحته ونحن هنا فى القاهرة.
 
قال الرئيس: «أنا مش سياسى»، وهى كلمة سيكون صداها لدى المصريين مختلفا تماما عن معناها لدى ضباط المخابرات فى معسكرات العدو، وعناصر الإرهاب والتخريب فى بلدان العدو، هنا فى مصر، تعنى هذه الكلمة «أنا مش سياسى» ببساطة أنه لا يعرف «تلحين الكلام، ولا الوعود الفارغة، ولا الصفقات السرية، ولا الحلول الوسط، ولا الأكل على كل الموائد، ولا البحث عن أصوات انتخابية بأساليب رخيصة، ولا يواجه خصومه بالضرب تحت الحزام»، هنا فى مصر تعنى هذه الكلمة أنه ليس من النوع الذى تعلو عنده مصلحته الشخصية على مصلحة البلد كشأن كل السياسيين، لكنه من النوع الذى يشعر «بالتزام وتكليف وتفويض» من شعب كامل «لجندى واحد» لقيادة الأمة نحو الاستقرار.
 
المصريون يعرفون أن السياسة لوثت القلوب والعقول، وربما قرأت أنت ما كتبته هنا بالأمس، حول ذاكرتنا مع السياسيين بعد الثورة، كيف خدعوا الناس وخدعوا أنفسهم وضللوا الأمة، وصولا إلى نقطة انهيار شاملة، ومن ثم فإن معنى كلمة «أنا مش سياسى» أن إحساس الرجل بدوره هو إحساس الجندى المكلف، لا إحساس السياسى الذى يبحث عن توازنات تحقق مصالحه أو مصالح جماعته الحزبية من هذه العينة التى كانت على استعداد لتفرط فى أمن البلد وتمنحها سهلة لجماعة إرهابية مقابل بعض المناصب وحفنة من المقاعد وكثير من الدولارات القطرية.
 
أما بالنسبة لمعسكر العدو فإن كلمة «أنا مش سياسى» تعنى ما هو أكبر من ذلك، أن الرجل لن يراهن قبل أن يضرب بعنف كل من يحاول اللعب بنفس الطريقة التى جرت قبل سبع سنوات، نفس الطريقة التى قادت البلد إلى الانهيار، واستخدمت الشعارات الحالمة، لتضرب بها بالأساس أحلام الشعب، استخدمت كلمات الحق وأرادت بها الباطل، ولعبت بممارسات سياسية ظاهرها الرحمة، وباطنها من قبلها العذاب.
 
«أنا مش سياسى»، تعنى أن هذا الأمر لن يتكرر أبدا، تعنى كذلك أن الرجل لن يتردد فى استخدام كل الوسائل الممكنة للحفاظ على أمن مصر حتى لو انقلبت عليه نيويورك تايمز وواشنطن بوست، وأجهزة الاستخبارات والكونجرس والبرلمانات العالمية، هذا الرجل ليس من العينة التى ترهبه كلمة «NOW MEANS NOW»، «الآن يعنى الآن» التى قالتها هيلارى من قبل، هذه الكلمات ترعب السياسيين، لكنها لا تؤثر فى عزائم الجنود الذين يعرفون أنهم فى مهمة إنقاذ وطنية استثنائية، وليسوا فى مهمة سياسية بتوازنات مع أمم العالم القوية، إنه يعرف معنى أن يحافظ على أمن مصر، هذه الأشباح التى ترعب السياسيين ليست فى قائمة المخاوف لدى رئيس يقول عن نفسه «أنا مش سياسى»، أى ببساطة أنه لا يخاف من هذا الذى يخيف السياسيين، هذه الأمور تخيفكم أنتم، لكن الرجل يعلن أنه لا يخشى إلا الله، ولن يسمح بسقوط مصر كما جرى من قبل.
 
هذه الكلمة ستدخل تاريخ المفردات والأدبيات فى حكم مصر، المواطنون مثلى الذين لا شأن لهم فى صراعات السلطة سيحبون الكلمة، ويعتبرونها بردا وسلاما وأمانا على ديارهم، أما السياسيون الذين يحبون أنفسهم أكثر، فسيسعون لاستخدامها فى تضليل الناس، لكن الخوف سيضرب أحشاءهم حتى تنكسر الخطط الماكرة لإسقاط البلد، الخوف سيمنعهم من التمادى فى المكر، لأنهم يتعاملون ببساطة مع «جندى» مش مع «سياسى».
 
كلمة مهمة فى توقيت مهم، وإذا كنت من الذين يؤمنون بالديمقراطية والحريات والعمل السياسى، فأريد أن أطمئنك من قلبى، أن وجود رجل «مش سياسى» هى أفضل طريقة لرسم قواعد عادلة فى المستقبل للعبة الديمقراطية للسياسيين، أى أن الرجل الذى يقول عن نفسه الآن إنه «مش سياسى» هو أجدر من يؤسس منظومة ديمقراطية حقيقية، بمعايير تقدم الوطن ومصالحه على الأحزاب والأشخاص وأهوائها، على الأقل سيفرض قواعد وطنية لا تعترف بلعبة الكراسى، ولا بالصفقات الخاصة التى تضيع مستقبل الأوطان.
 
«رجل مش سياسى»، سيبنى مجتمعا سياسيا قويا.
وستذكرون ما أقول لكم.
 
الرئيس السيسى يتحدث للمصريين
 

الرئيس السيسى في افتتاح حقل ظهر
 

 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

حفل جوائز ذا بيست 2025.. عثمان ديمبيلى يتوج بأفضل لاعب فى العالم

الإسكان: إعفاء 70% من غرامات التأخير وفرصة ذهبية للسداد خلال ديسمبر

محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت

أحمد صلاح وسعيد يعودان للقاهرة بعد فسخ التعاقد مع طائرة السويحلى الليبى

يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء


رحلة محمد صلاح مع جائزة THE BEST.. أسطورة مصرية على الساحة العالمية

الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية

يورتشيتش يدعم رمضان صبحى: لا يستحق العقاب.. وإمام عاشور أفضل 10 فى مصر

الطقس غدا.. أجواء باردة وانخفاض بالحرارة وأمطار والصغرى بالقاهرة 12 درجة

موعد مباراة منتخب مصر ونيجيريا فى التجربة الأخيرة قبل أمم أفريقيا


بعد إثارة جدل فى لقاء رئيسة وزراء إيطاليا.. كم يبلغ طول رئيس موزمبيق؟

الإعدام لسيدة وعشيقها بالمنوفية بعد قتلهما الزوج بحيلة شيطانية

رئيس وزراء بيهار الهندية ينزع نقاب طبيبة مسلمة ويثير غضبا واسعا

قائمة برشلونة لمواجهة جوادالاخارا في كأس ملك إسبانيا

أحمد عبد القادر نجم الأهلى يحتفل اليوم بزفافه فى حفل كبير

حادث قطار طوخ.. 10 مشاهد من سقوط حاويات البضائع بمنطقة السفاينة

وزير الخارجية يؤكد أهمية ضمان استدامة وقف إطلاق النار بغزة

أحمد السقا: أصحابى دعمونى أمس والنهاردة قالوا عليا عندى إيجو

توروب يجري تعديلات على تشكيل الأهلي أمام سيراميكا بكأس عاصمة مصر

تفاصيل تعاون هيدى كرم مع محمد سعد لأول مرة فى عيلة دياب عالباب

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى