قالوا لنا زمان الموسيقى غذاء الروح

دينا شرف الدين
دينا شرف الدين

أعتبر نفسى وجيلى من آخر الأجيال المحظوظة التى شهدت آخر أيام الجمال والرقى فى كل شىء، والذى بكل أسف مع مرور السنوات بات الفرق واضحاً وباتت الهوة فى أشد أوقات اتساعها بين ما كان بالماضى الجميل وبين كابوس الواقع المؤلم الذى فرض نفسه بقوة دون منازع على مجتمعاتنا العربية بشكل عام ومصر بشكل خاص جداً !

فقد تربينا على قيم وأسس راسخة ومفاهيم للأشياء لا مجال للخطأ أو اللبس بها، فعلى سبيل المثال :كانت هناك مقولة شهيرة متأصلة قالولنا عليها فى البيوت وأكدت عليها المدرسة التى كانت منبر للتربية قبل التعليم وهى أن "الموسيقى غذاء الروح "!

فكان من الطبيعى جداً وجود غرفة الموسيقى بكل مدرسة وهذه الغرفة كانت تمتلئ بكل الآلات الموسيقية ،كما كانت هناك حصة للموسيقى مقدسة وفرقة من الطلاب تسمى فرقة الموسيقى بالمدرسة والتى أخرجت للنور بعد ذلك الآلاف من المبدعين الذين تربوا وتعلموا فى المدرسة كبداية ،ثم تم اكتشاف مواهبهم أيضاً عن طريق المدرسة .

ما ذكرته عن حصة الموسيقى كان ينطبق على جميع حصص الأنشطة الفنية والرياضات المختلفة التى كانت أساسية فى جميع مراحل التعليم وفى جميع المدارس الحكومية التابعة للدولة قبل الخاصة .

 لكن واأسفاه على منحنى التدهور والتدنى الذى أصاب عملية التربية والتعليم والذى تم تتويجه بإلغاء جميع حصص الأنشطة بكل أشكالها وعلى رأسها الموسيقى من جميع المدارس تقريباً ليتم استبدالها بحصص الفراغ واللا شىء والضياع الذى أصاب أجيالاً بعينها لا تتلقى أية غذاءات للروح ولا حتى للعقل !

فقد فاجأنى ابنى الطالب بالصف الأول الإعدادى بإحدى مدارس اللغات باهظة التكاليف بأنه لا توجد غرفة موسيقى بالمدرسة ولا حصص للأنشطة الفنية والرياضية وما ذكره قد تأكدت منه على مستوى غالبية مدارس الجمهورية، فبالكاد يتلقى الطلاب المواد الدراسية كتحصيل حاصل حيث تحولت الحصص إلى مناخ جيد للرغى والعبث وانعدام السيطرة من قِبل المدرس على الطالب بشكل غير مسبوق !

مما جعل من الدروس الخصوصية شىء حتمى على ولى الأمر أن يتقبله رغماً عنه ليتكبد مصاريف المدرسة الباهظة بجانب مصاريف الدروس الباهظة أيضاً !

وإن لم يفعل وقرر التمرد على هذه الإتاوة التى لا مفر منها ،لا يجد سوى الحائط ليخبط بها رأسه !

أخيراً : فما حل بالتعليم من تدنى وتدهور قد حل بالثقافة والفنون والآداب والرياضة والصحة والإعلام  !

فهل نحن على مشارف الانهيار التام الذى يسبق تغير المنحنى إلى اتجاه الصعود من جديد ؟

أظن أننا سنرى بأعيننا فى السنوات القليلة القادمة بإذن الله منحنى الصعود الذى تعثر بفعل فاعل لزمن طويل لننتقل نقلة جديدة تليق بمصر خالية من الفساد والمفسدين .

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بدء مؤتمر الهيئة الوطنية لإطلاع الرأي العام على أحداث أول أيام إعادة المرحلة الثانية بانتخابات النواب

محمد إمام ينعى عمته ويطلب من جمهوره الدعاء لها

عمر متولى ينعى والدته ويطالب الجمهور بالدعاء لها

صور نادرة لـ إيمان شقيقة الزعيم عادل إمام وأرملة الراحل مصطفى متولى

إبراهيم عادل ينضم رسميا لمعسكر منتخب مصر استعدادا لكأس الأمم الأفريقية


7 معلومات عن شقيقة عادل إمام أرملة مصطفى متولى

نقابة الصحفيين تطالب بعدم تصوير جنازة أو عزاء شقيقة عادل إمام احتراما لرغبة الأسرة

ترامب يشيد بالبطل الأسترالي أحمد الأحمد: أنقذ أرواحا كثيرة في هجوم سيدني

عصام إمام لـ اليوم السابع باكيا: موعد جنازة شقيقتى لم تحدد وادعوا لها

السلاح الناري يعيد قضية شاكر محظور للتحقيق قبل إحالتها


هل سنرى أحمد السقا عريسا فى 2026؟.. النجم الكبير يجيب.. صور

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

نتيجة كلية الشرطة كاملة لعام 2025/ 2026 ثانوية عامة ومتخصصين.. فيديو

كل ما تريد معرفته عن قتل وإصابة 42 شخصا بهجوم استهدف عيد حانوكا بأستراليا

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

5 آلاف إثيوبي ملزمون بمغادرة أمريكا خلال 60 يوما.. ما السبب؟

قبول 1550 طالبًا من خريجي الحقوق بأكاديمية الشرطة

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى