قريبا.. رحلة "العائلة المقدسة" تعود من جديد داخل مصر.. توقعات بانتعاشة قوية لقطاع السياحة بعد تحسن معدلات الاستقرار والأمن.. وتقارير إيطالية: المشروع يستهدف 2 مليون سائح من حجاج الفاتيكان

وسط توقعات بانتعاشة جديدة لقطاع السياحة المصرية، قالت تقارير إعلامية إيطالية إن مسار رحلة العائلة المقدسة يستعد للعودة من جديد داخل مصر خلال العام الجارى بعد تحسن الوضع الأمنى وارتفاع هامش الاستقرار بفضل جهود الحكومة المصرية.

العودة التى باتت قريبة والتى تمت بعد مباركة بابا الفاتيكان البابا فرانسيس وإشادته بتحسن الوضع الأمنى فى الفترة الأخيرة منذ زيارته إلى القاهرة، دفعت صحيفة "أفينيرى" التابعة للكرسى الرسولى لرسم توقعات ايجابية لقطاع السياحة داخل مصر خلال العام 2018.

وقالت الصحيفة الإيطالية فى تقريرها اليوم إن ببدء الحج الكاثوليكى فى ضم مسار رحلة العائلة المقدسة فى مصر، تقف الحكومة المصرية على اعتاب مرحلة جديدة من الانتعاشة فى قطاع السياحة، مشيرة إلى أن برنامج عودة الرحلات سيخضع لإشراف مؤسسة الحج الفاتيكانى ، حيث زار وفداً من المؤسسة القاهرة بالفعل وكان محل اهتمام واضح من وزير السياحة يحيى راشد.

وأضافت الصحيفة، أن مصر لها أهمية كبيرة كمقصد ضمن برامج المؤسسة السياحية، ومع بداية 2018 ستكون مصر ضمن كتالوج رحلات الحج التى تعدها المؤسسة، وهناك برنامجين لمصر أحدهما يشمل زيارة المناطق الأثرية التاريخية من أسوان للقاهرة، والآخر يستهدف الأماكن التى مرت بها العذراء مريم والسيد المسيح بمصر.

وأوضحت الصحيفة أن يحيى راشد، وزير السياحة، تلقى تقريرا من المكتب السياحى بروما عن تغطية وسائل الإعلام الإيطالية للزيارة الأخيرة التى قام بها وفد مؤسسة Opera Romana Pellegrinaggi المسئولة عن ملف الحج بالفاتيكان إلى مصر لتفقد الأماكن التى سيشملها برنامج الحج إلى مصر.

وأعرب راشد عن تفاؤله بما نشرته الصحافة الإيطالية عن زيارة الوفد إلى مصر، مؤكدا أهمية مثل هذه التغطية الإعلامية العالمية فى الترويج والتسويق لبرنامج الحج إلى مصر وتحسين الصورة الذهنية لمصر بالخارج.

ويتوقع الإعلام الإيطالى انتعاشة قوية لقطاع السياحة المصرية بعد بدء مشروع مسار العائلة المقدسة، وقالت صحيفة "المساجيرو" إلى أن هذه الخطوة من شأنها فتح الباب أمام تدفق آلاف الحجاج المسيحيين الذين يضعون الأراضى المقدسة ضمن مقاصدهم الأولى، وهو الأمر الذى يفرض على الدولة المزيد من التحديات لإثبات قدرتها على الترويج لهذا الحدث التاريخى الذى إذا ما استغلته الحكومة المصرية جيدا وكانت قادرة على ترجمته على أرض الواقع، خاصة أن الجمهور المستهدف يقارب الـ 1.2 مليار مسيحى كاثوليكى.

وقالت الصحيفة فى تقريرها، إن مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة سيتبعه زيادة لافتة فى إيرادات الحكومة من قطاع السياحة، وذلك بالتزامن مع تحسن صورة مصر أمام دول العالم وتحسن مستويات الأمن والاستقرار بشكل واضح.

وأضافت الصحيفة الإيطالية، أن الحكومة المصرية تستهدف 2 مليون سائح من حجاج الفاتيكان على الأقل بعد تفعيل مسار رحلة العائلة المقدسة، مشيرة إلى أن وزير السياحة يحيى راشد توجه إلى الفاتيكان لتسليم خطاب من الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى البابا فرانسيس كما بحث مع مسئولين ومستثمرين فى قطاع السياحة سبل دعم قطاع السياحة الدينية.

ومن جهتها، أشادت صحيفة "انفو أفريقيا" بنسختها الإيطالية، بإحياء طريق العائلة المقدسة، وقالت إن مصر تبدأ أولى خطواتها فى التقدم فى السياحة الدينية بـ 520 سائحا فى رحلة العائلة المقدسة، وتعتبر هى المجموعة الأولى لإعادة هذا الطريق منذ عام 2011، وتنتظر مصر وفود 1500 سائح لزيارة مسار رحلة العائلة المقدسة.

وأشارت الصحيفة، إلى أن هذا المشروع حظى بإشادة من اليونيسكو للتراث العالمى، التى قالت إنه سيعوض مصر الخسائر الضخمة الناجمة عن الإرهاب، موضحة أن وزارة السياحة المصرية تولى اهتماما واضحا بالسياحة الدينية وإحياء مسار رحلة العائلة المقدسة.

أما وكالة "نوفا" الإيطالية فسلطت الضوء على زيارة وزير السياحة المصرى يحيى راشد إلى روما، ولقائه عددا من مسئولى السياحة فى دولة الفاتيكان لمناقشة الترويج لمسار رحلة العائلة المقدسة فى مصر وعرض برامجه المختلفة.

كما أشادت  صحيفة "لا ستامبا" الإيطالية بإحياء "طريق العائلة المقدسة" فى مصر، أثناء فرارها من الاضطهاد الرومانى بفلسطين، وقالت إن طريق العائلة المقدسة فى مصر سيجذب السياح من خلال تدفق الحجاج المسيحيين الذين يأتون إلى الأراضى المقدسة، كما أن هذا المشروع سيزيد من الإيرادات الحكومية.

وأوضحت أنه فى يوم 9 مايو الماضى ذهب وزير السياحة المصرى ، يحيى راشد، إلى الفاتيكان لتقديم برنامج "رحلة العائلة المقدسة". ونقلت الصحيفة قول راشد بإن رحلته إلى روما جاءت بعد نجاح الزيارة التى قام بها بابا الفاتيكان البابا فرانسيس الأخيرة لمصر فى أواخر أبريل.

وأضافت الصحيفة أن البابا لم يقم بأداء فريضة الحج إلى الأماكن التى استضافت العائلة المقدسة، فى وادي النيل، وهناك مسار وسلسلة من الكنائس والكهوف، حيث يفترض أنه بقى فيها السيدة العذراء مريم والقديس يوسف والطفل يسوع، واليوم لا تزال يقام  عدد من المواكب والمناسبات الفولكلوريه تكريما لرحيل الثلاثى لهذه الأراضى فى جنوب مصر حيث  يتركز جزء كبير من الطائفة المسيحية القبطية.

وتم توثيق رحلة العائلة المقدسة، وتحديد أهم 13 مكانا مكثت بها السيدة العذراء، والسيد المسيح، والقديس يوسف النجار خلال رحلتهم، بداية من رفح والعريش بسيناء، حتى درنكة بصعيد مصر.

فالعائلة المقدسة استقرت 3 سنوات و6 أشهر داخل مصر، ما يؤهل مصر لتكون مزارا للسياحة المسيحية فى العالم، وأشهر المعالم المرتبطة بتلك الرحلة كنيسة السيدة العذراء والشهيد أبانوب فى سمنود، بمنطقة وسط الدلتا.

وجاءت العائلة المقدسة من فلسطين إلى مصر عبر طريق العريش ووصلت إلى بابليون، أو مايعرف اليوم بمصر القديمة، ثم تحركوا نحو الصعيد، واختبأوا هناك فترة، ثم عادوا للشمال مرورا بوادى النطرون، واجتازوا الدلتا، مرورا بسخا ثم واصلوا طريق العودة عبر سيناء إلى فلسطين من حيث أتوا، ويعرف خط سير هذه الرحلة بـ"مسار العائلة المقدسة".