صور.. مش كل إللى اشتغل فى صناعة الجريد بقى صنايعى.. محمد السرايرى: "بعمل كل حاجة من أوراق وأغصان النخيل.. نقوم بتصدير منتاجاتنا لإيطاليا.. عندنا حرفة الصينيون ميعرفوش يشتغلوها.. ونتمنى إنشاء متحف للحرف اليدوية"

"مش كل إللى اشتغل فى الجريد بقى صنايعى"، هكذا تحدث محمد السرايرى عن حرفته ومهنته فى تصنيع كافة منتجاته اليدوية من جريد النخل وأغصانه، معتمدا على الأدوات اليدوية فى تصنيع مقاعد وتربيزات وتحف ونجف من النخيل، داخل منزله بمركز نقادة جنوب محافظة قنا، لم يكتف بتعلم المهنة فقط لكنه قام بتطوير حرفته حتى يقوم بتصنيع بعض المنتجات مثل مجسم مسجد وكنائس من الجريد وغيرها من التحف والنجف وشماسى الشواطئ.

"اليوم السابع" التقى به داخل منزله عندما أثارت منتجاته وحرفته اليدوية انتباه جميع المارين أمام منزله نظرا لقوته فى تصنيع أشياء صعبة تحتاج لمزيد من البراعة فى التحكم، خاصة أنه كان ضمن الفريق الذى قام بزيارتهم الدكتور هشام الشريف وزير التنمية المحلية من أسبوع لبحث كيفية إنشاء مدينة للحرف اليدوية فى مركز نقادة، ضمن المشاريع الذى سيتم تنفيذها ضمن المنحة المقدمة من البنك الدولى.

ويقول محمد: "أنا صناعة الجريد منتشرة فى الصعيد فقط، وهى مهنة متوارثه عن الأجداد والآباء فقد تعلمت المهنة وأنا فى الإعدادى، عن والدى لكن لم أكتف بتعلمها فقط قمت بتطوير مهنتى اليدوية حتى أقوم بتوسيع نشاط الإنتاج إلى تصنيع أشياء ومنتجات جديدة من النخيل تعكس الحياة القديمة والبدائية التى كان يعيش فيها القدماء المصريون وغيرهم ممن يعملون فى صناعة الجريد".

واستخدام جريد النخل ينشط عقب موسم جنى البلح من النخيل، فى أغلب من يمتلكون نخيل فى الصعيد يبدأن فى تقطيع الأغصان عن طريق "الطراح" المكلف بجنى البلح، ثم يشرع فى تقليم النخلة من أغصان الجريد، توضع فى الهواء والشمس لمدة 10 أيام حتى تجف ثم أقوم بتقليمها من الأوراق، وأبدأ فى تصنيع منتجاتى التى تتكون من كراسى وستائر ونجف وتحف بكافة الأشكال المختلفة، الصناعة تأثرت لهدم إدخال تطوير عليها فضلا عن عدم وجود متحف لعرض الصناعات اليدوية وإدراجه ضمن خطة المزارات السياحية الموجودة فى مصر.

حلم إنشاء مدينة ومتحف للحرف اليديوية فى محافظة قنا، يقابله بعد الصعوبات خاصة أن الحكومة بطيئة فى تنفيذ هذا المشروع الذى سيساهم فى جلب الاستثمار إلى مصر، فهناك دول تهتم وتدعم العاملين فى المهن الحرفية وتقوم بدعم ومساندة أصحاب الصناعات اليدوية التقليدية، حتى أصبحت تلك الصناعات تغزو العالم، ويتم الترويج لها بالشكل الأمثل التى تساعد على تطوير تلك المهن. مؤكدا أن تجاهل الصناعات اليدوية فى مصر أصبح شيئا عادى حتى أنها أصبحت تواجه شبح الانقراض على الرغم أن الدولة من المفترض أن تقوم بدعمها لأنها ستدخل ربح وأموال، وهناك من يضطر لترويج منتجاته عن طريق أشخاص يعيشون فى أوروبا، فى منتجاتى أقوم بتصديرها لايطاليا عن طريق ابن عمى لكن ما أتحصل عليه من أموال قليلة جدا بالمقارنة بالأشياء التى تطلب من منتجات متنوعة، خاصة أن أعمالنا ترتبط بطابع تراثى قديم لمهنة تتميز بها محافظ قنا.