فاكرين «ميناتل» وأخواتها.. اعملوها مكتبات

احمد ابراهيم الشريف
احمد ابراهيم الشريف
فى نهاية تسعينيات القرن العشرين، كانت كبائن تليفونات «ميناتل ورينجو» تملأ شوارع المدن الرئيسية، وتقريبا صار كل واحد منا يتحرك وفى «محفظته» كارت اتصال، فى وقتها كنا ننظر للأمر على أنه «ثورة» وبالفعل كانت كذلك، فهى بالضبط الخطوة الأهم فى قيادة ما أطلق عليه بعد ذلك ثورة الاتصالات التى تحركت للأمام بسرعة كبيرة تجاوزت كل التصورات.
 
وكان مما تجاوزته هذه الثورة «كبائن الشوارع»، حيث ظهر التليفون المحمول ليتركها واقفة خربة مثل أعمدة التليفونات الخشبية التى نجد بعضها لا يزال موجودا على جوانب الطرق، بينما الأسلاك تمر من تحتها، المهم أن هذه الكبائن بعد إهمالها تحولت إلى لعبة ثابتة للأطفال فى كل حى وشارع لكنهم ملوها سريعا بعد سرقة «العدة»، وانكسر بعضها وسقط، بينما لا يزال البعض يقاوم البقاء واقفا بلا فائدة.
كنت أعتقد أن هذا هو النهاية الطبيعية لهذه الكبائن حتى قرأت، مؤخرا، التجربة الفرنسية فى الاستفادة من أمثالها هناك، حيث لجأت الحكومة الفرنسية إلى طريقة للاستفادة من «كبائن الهواتف» المنتشرة فى الشوارع الفرنسية التى يصل أعدادها إلى 5.450 ألف كابينة، وتم تفكيكها بعدما استغنى عنها المواطن الفرنسى بسبب انتشار استخدام الهاتف المحمول، وسيتم عرض بعض هذه الغرف فى متاحف الهواتف العامة الفرنسية، حيث سيتم تحويلها إلى مكتبات ليستفيد المواطن الفرنسى منها فيما يتعلق بالثقافة والمعرفة.
 
وفى مصر منذ نحو ثلاثة أشهر حدثت تجربة مهمة جدا فى شارع الألفى هى مبادرة «ضع كتابا وخذ كتابا» وهذه المبادرة اعتمدت أيضا على مكتبات مفتوحة فى الشارع، وبالطبع لم يتقبل المواطن المصرى التجربة بسهولة وكانت النتيجة اختفاء الكتب ولم يتم وضع غيرها مما أصاب البعض بالإحباط لكننى ممن يراهنون، مع الوقت، على أن الإنسان المصرى سيعتاد ذلك وذات يوم ستصبح هذه المكتبات جزءا من طريقة تفكيره.
 
واعتمادا على هاتين الفكرتين معا، فإننى اليوم أتحدث عن فكرة تقوم على أساس أن المكان الذى لا تزال توجد به كابينة خربة من كبائن ميناتل وأخواتها تتم الاستعاضة عنها بصندوق خشبى «مكتبة» صغيرة وتعرض فيه كتب وليتنا نركز، خاصة فى البدايات، على الكتب الشبابية وكتب الأطفال، حتى نضمن الإقبال عليها خاصة فى البدايات، وأرشح قصور الثقافة الموجودة فى هذه المدن والأحياء أن تكون هى المشرفة على هذه المكتبات وذلك بأن تزودها بالكتب بشكل مستمر.
 
ولست أتوقع أن أرى الناس تقرأ فى هذه المكتبات ليل نهار، ففى اعتقادى أن كتابا واحدا يقرأه طفل فى هذه المكتبة يعنى أن المشروع كله قد نجح.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

مواعيد مباريات اليوم.. مان يونايتد ضد بورنموث ونصف نهائي كأس العرب 2025

العثور على جثتى المخرج روب راينر وزوجته وفتح تحقيق جنائى

الخارجية تنصح أبناء الجالية المصرية فى السعودية بالالتزام بالقوانين

مركز المناخ: أمطار غزيرة على السواحل الشمالية تصل للسيول بشمال سيناء

4 يناير بدء امتحان نصف العام فى المواد غير المضافة و10 للمواد للأساسية


الأهلى يدرس غلق ملف تمديد تعاقد أليو ديانج.. اعرف التفاصيل

القنوات الناقلة لمباريات كأس أمم أفريقيا 2025 بمشاركة منتخب مصر

تحريات لكشف غموض العثور على جثة سيدة في الجيزة

المغرب والإمارات في صدام ناري بنصف نهائي كأس العرب 2025

تعرف على أرقام جروس مع الزمالك فى ذكرى عودته لخوض الولاية الثانية


موعد مباراة الأهلى وسيراميكا فى الجولة الثانية بكأس عاصمة مصر

مواجهة مونديالية بين السعودية والأردن في نصف نهائي كأس العرب 2025

موعد مباراة الزمالك ضد حرس الحدود فى كأس عاصمة مصر والقناة الناقلة

مشاهد صادمة لفيضانات إقليم آسفى بالمغرب وارتفاع القتلى إلى 21.. فيديو وصور

مواعيد مباريات اليوم الإثنين 15-12-2025 والقنوات الناقلة

ألافيس ضد الريال.. ألونسو: أظهرنا شخصية قوية أمام خصم صعب

العوضى يحتفل بعيد ميلاده بتوزيع 300 ألف جنيه ويعلق: السنة الجاية مع المدام

حالة الطقس اليوم الإثنين 15 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار غزيرة بهذه المناطق

وزارة التعليم تحدد ممنوعات داخل المدارس بعد وقائع التعدى على الأطفال

معلومات عن منتخب نيجيريا قبل مواجهة مصر وديا قبل كأس أمم أفريقيا

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى