فى ذكرى توليه عرش مصر.. عباس حلمى فى مذكراته: أحمد عرابى خائن وطائفى وطامع فى السلطة.. سيطر على مجاميع جاهلة وأبى "وطنى".. آخر خديو لمصر يؤكد "واقعة" قصر عابدين.. وحكمى انتهى مبكرا بـ 22 عاما فقط

الخديوى عباس حلمى الثانى
الخديوى عباس حلمى الثانى
كتب محمد عبد الرحمن

"لقد كان جريئا واسع الأمل، مصريا بحتًا" هكذا وصف  اللورد كرومر "الخديو عباس حلمى الثانى "الذى نفخ فى مصر روحا جديدة أذكت نار الوطنية الكامنة وجرأت مصر على مناهضة الاحتلال" كما قال عنه  الكاتب أحمد مصطفى، فى مقدمة مذكرات "عهدى" للخديوى الراحل.

وتمر، اليوم، ذكرى تولى الخديوى عباس حلمى الثانى حكم مصر، إذ جلس على عرش البلاد فى 8 يناير 1892، حين كان فى سن الثامنة عشر من عمره.

عباس حلمي الثاني جالسا مع والدة الخديوي محمد توفيق
عباس حلمي الثاني جالسا مع والدة الخديوي محمد توفيق

وبحسب مقدم الكتاب أحمد مصطفى، فإن الخديوى عباس حلمى الثانى، كان له دور مهم فى بروز الحركة الوطنية فى البلاد، حيث  اصطفطى الشباب الذى توسم فيهم الذكاء والإقدام، وعاونهم فى دراساتهم وأوفدهم إلى أوروبا فى مهمات سياسية بدعم منه باعتباره حاكم مصر الشرعى، وكان منهم مصطفى كامل، الذى طالما أشاد به وآزره من أجل إيقاظ الروح الوطنية، لكنه على الجانب الآخر انتقد أحمد عرابى، وانتقد ثورته فى عام 1881 وحمله مسئولية الاحتلال البريطانى، وهو ما ردده أيضا رجال الحزب الوطنى برئاسة مصطفى كامل فى ذلك الوقت.

وبحسب الخديوى عباس فى مذكراته "عهدى" فإن والده الخديوى توفيق، كان يريد إنقاذ مصر عندما أعاد إنشاء المراقبة الثنائية من فرنسا وإنجلترا، أملا فى الإصلاح الاقتصادى وسيادة الهدوء لكن هذا لم يتحقق، بسبب ما أسماه ثورة "الأوساط العسكرية" بقيادة أحمد عرابى، والذى حصل على شهرة "حزينة" بحد وصفه، مؤكدا أن حركة التمرد الذى قادها ساعدت على الفوضى والشعور بالضياع.

الخديوى عباس حلمى، لم ينفى واقعة قصر عابدين، حين ذهب عرابى إلى الخديوى توفيق، موضحا أن عرابى ذهب فى يوم 9 سبتمبر 1881 إلى قصر عابدين على رأس وفد عسكرى بالكامل بوجود القنصل الإنجليزى والمراقب المالى الإنجليزى الذين تواجدوا بالصدفة على حد تعبيره، للمطالبة باقتراح تكوين جيش مصرى من 18 ألف جندى، وإقالة حكومة رياض باشا وإنشاء برلمان، وهو ما أعطى فرصة للتدخل الأجنبى بصورة أكبر معتبرين أنفسهم مخلصين للمصلحة المصرية، مؤكدا أن الضغط الذى مارسه عرابى واللورد كرومر والدول الأجنبية كان أحد الأسباب لنهايته المبكرة كحاكم.

أحمد عرابي يسلم الخديوي توفيق مطالبه في ميدان عابدين.
أحمد عرابى يسلم الخديوى توفيق مطالبه فى ميدان عابدين.

ويقول توفيق "لقد أصبحت كل التفاصيل لفترة حكم توفيق المعذبة ملكا للتاريخ، وكان عذاب والدى يتمشى مع المجهودات البائسة، من أجل إنقاذ مصر من عبودية احتلال أجنبى، كانت ذريعته طموح رجل، لا جدال فى خيانته لأميره ووطنه وإخوانه، ونخطئ بكل تأكيد إذا ما جعلنا من هذا الطاغية العسكرى أحد أوائل أبطال الوطنية المصرية.

ويتابع  الخديو عباس "وجد والدى نفسه محصورا فى دائرة مثبطة للعزيمة وظالمة، ولا يمكن تبرير أفعالها دائرة الحقد، والعنف والشكوك، فتنة عرابى التى زاد الاحتلال من نتائجها فوجد نفسه مهزوما فى عمله كحاكم".

الخديوى لم يكتف بوصف عرابى بالخائن فى مذكراته، بل أيضا تحدث عن طائفية عرابى ورغبته فى تولى العرش، قائلا "كان عرابى معاديا لكل المسيحيين، ولم يقم إلا بتنفيذ لعبة إنجلترا بأمل خفى يسعى إلى انتزاع عرش أسرة محمد على، ويمكننا أن نعتبر فتنة عرابى يقظة غير يقظة الاتجاه الوطنى، ولكن الشعار المعادى للأسرة الحاكمة عند هذا الضابط، وطموحه المجنون، ودفعه الجيش إلى التمرد، واستثارته للغرائز المتطرفة للجماهير الجاهلة والمتعصبة، قد سارعت إلى دفع البلاد كلها إلى أيدى الأجانب الذين أهانوها".

الخديوي عباس حلمي الثاني
الخديوي عباس حلمي الثاني

الطريف فى حديث الخديوى كان فى بداية حديثه عن  فترة حكمه، حيث يقول "عباس حلمى" بدأ حكمى مبكرا للغاية، فكان عمرى سبعة عشر عاما.. وانتهى كذلك مبكرا للغاية، فلم يستمر سوى اثنين وعشرين عاما".. ويتابع "كنت فى تمام نضجى حين انتزعوه منى".

وفى سلسلة هجومه وصف الخديوى عباس حلمى خليل باشا سكرتير البرلمان فى عهده بسىء النية ورئيس البرلمان بالرجل الذى لا يرى أبعد من أنفه، بعدما قرر تأجيل إقرار قرار بشأن الخدمة العسكرية، لرغبته فى خفض المدة من 5 و6 سنوات، وذهبا للورد كرومر.

اللورد كرومر
اللورد كرومر

وقال الخديوى أيضا فى مذكراته عن تقديره لحياة الفلاح المصرى، وحياته القاسية التى عاشها على مدى قرون وعصور طويلة، مشيرا إلى أنه اتخذ قراره النهائى ووقع على مرسوم بإلغاء السخرة والكرباج فى نفس يوم توليه العرش، اتباعا لرغبة والده الخديوى توفيق.

وحول إنشاء الجامعة المصرية، أكد الخديوى أنها كانت تشغل تفكير مصطفى كامل، وكان الخديوى يحتاج لمساندة المعارضة الوطنية لاستجماع شجاعته فى مواجهة الإنجليز الرافضين للمقترح، مشيرا إلى أنهم "ناضلوا" من أجل إنشاء الجامعة رغم قلة الإمكانيات المادية وعدم تجاوب الأوساط التركية، والرفض الإنجليزى، حتى افتتحت يوم الاثنين 21 ديسمبر فى عام 1908.

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

اليوم آخر فرصة للتقديم على وظائف بالسعودية بمهنة مندوب مبيعات براتب 7000 ريال

الزمالك يبحث التعاون مع بيراميدز فى شكوى أزمة القمة بالمحكمة الرياضية

ريفيرو يطلب ضم مدرب مصري وحيد فى جهازه المعاون بالأهلي

احتفالاً بعيد ميلاده.. عرض الفيلم الوثائقي "الزعيم" على شاشة "الوثائقية".. غدًا

تحطم طائرة إسرائيلية على شواطئ "بات يام" المحتلة.. صور


"الحج والعمرة السعودية" تثمن جهود مصر لملاحقة مروجى حملات الحج الوهمية

ترامب فى ختام جولته الخليجية: أغادر بطائرة عمرها 42 عاما.. الجديدة قادمة

أشعة الرنين تحسم اليوم مدة غياب وسام أبو علي عن الأهلي

منازل الإسرائيليين تحترق.. النيران تمتد للمبانى فى وادى القدس

محام يتخلص من حياته داخل مكتبه فى الشرقية.. ويترك رسالة مؤثرة


حبس متهم بالتعدى على طفلة فى مدينة نصر

العثور على رضيعة عمرها 14 شهرا بإيطاليا.. وفحوصات تثبت تعاطيها الكوكايين

شبكة عالمية تحدد ترتيب الأهلي ضمن المرشحين للفوز بكأس العالم للأندية

مصطفى محمد يرفض المشاركة فى جولة دعم المثليين بالدوري الفرنسي: إيماني يمنعني

من روسيا لأمريكا.. 2027 موعد الحظر الأوروبى للغاز الروسى.. بروكسل تبدأ الشهر المقبل فى طرح إجراءات للوقف التدريجى لواردات الاتحاد من الغاز.. واتجاه لشراء المزيد من الولايات المتحدة.. ومخاوف من ارتفاع الأسعار

مرحبا ألكسندر ترامب.. الرئيس الأمريكى يرزق بحفيده "اللبنانى".. صورة

دغموم يدخل دائرة المرشحين لتدعيم الزمالك بعد سام مرسى والملالى

غزل المحلة يتطلع للابتعاد عن الهبوط أمام الجونة اليوم في بطولة الدورى

المدارس اليابانية: تدريس الفرنسية كلغة ثانية.. و18 ألف جنيه مصروفات الدراسة

برشلونة يحقق الثلاثية المحلية لأول مرة فى تاريخه بقيادة هانزي فليك

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى