حتى لا نسكن فى «الضياع»

وائل السمرى
وائل السمرى
بقلم وائل السمرى
يكاد يجزم جميع الباحثين أننا أمة لا نحب التوثيق بشكل عام، وهو الأمر الذى يعانى منه الباحثون فى كل تخصص، خاصة التخصصات التاريخية والأدبية، وفى الحقيقية فإنى كنت أعتقد هذا الاعتقاد، لكنى اكتشفت بعد مرورى بالعديد من التجارب أننا نحب التوثيق حبا جما، بل نعشقه، وليس أدل على هذا من أننا ندمن الكتابة على أى شىء وكل شىء، بداية من كوبرى قصر النيل وحتى أبواب الحمامات، لكن العبث يضربنا لسببين، الأول أننا لا نوثق أى شىء بجدية لازمة، والثانى أننا نتفنن فى تضييع ما نوثقه، ولا نتخذ الاحتياطات اللازمة من أجل المحافظة على أى شىء.
 
خذ عندك مثلا، تاريخ الرائد الموسيقى العظيم زكريا أحمد الذى دونه بنفسه لأكثر من 40 عاما ضاع، لماذا؟  لا أعرف، فقد كان زكريا أحمد يكتب كل شىء مر به فى يومه، حتى شراؤه للملابس والأحذية والجوارب، بكم ومن أين، وهل احتفظ بها أم أعادها إلى البائع مرة أخرى؟ لكن للأسف لم يبق من هذه المذكرات شىء يذكر، وقد سألت بعض أقارب الفنان العظيم فلم يعرفوا، وسألت أيضا الزميلة الكاتبة الصحفية رشا صبرى أبوالمجد عن هذه المذكرات لأن والدها الراحل صبرى أبوالمجد اعتمد عليها فى كتابة كتابه عن زكريا أحمد فأكدت أنه أعادها إلى عائلة الراحل الكبير، نفس الأمر هو ما حدث مع الفنان الرائد والموسيقى العظيم محمد القصبجى، الذى اشتهر عنه حبه للأعواد وهيامه بها، حتى قيل إنه كان يحتفظ بأربعين عودا من أندر وأقيم الأعواد، لكن للأسف ضاعت هذه الأعواد بين هذا وذاك، ولا يملك أحد على وجه اليقين عودا يمكن أن نجزم أنه كان يخص «القصبجى».
 
على الجانب الآخر، فقد كنت أبحث عن بعض المعلومات عن الفنان التشكيلى الرائد «راغب عياد» صاحب المدرسة المصرية الخالصة فى فن التصوير، فلم أجد شيئا موثقا حقيقيا لرحلته الفنية أو للوحاته المبكرة قبل وصوله إلى مرحلة النضج الفنى المهيبة، ولا أعرف لماذا خطر ببالى أن أبحث على الشبكة العنكبوتية بلغات أخرى غير العربية، وتحديدا باللغة الإيطالية، لأنه ذهب إلى إيطاليا ليكمل تعلمه هناك، فتخيل ماذا وجدت؟ وجدت قائمة بأسماء من اشتركوا مع راغب عياد فى أول معرض عالمى له سنة 1929، وليس هذا فحسب، بل وجدت أيضا تسجيلا مصورا لهذا المعرض الذى نظمه اتحاد النقابات الفاشية يعرض الافتتاح الرسمى له وزيارة حاكم المدينة له، لكنى للأسف لم أستطع تمييز «عياد» لقصر وقت الفيديو، ومن هنا تأتى عظمة الخطوة التى اتخذتها الفنانة «إيناس عبدالدايم» أمس الأول، والتى قطعت فيها شوطا كبيرا من أجل حفظ تاريخ مصر الثقافى على شبكة الإنترنت، بعقدها اتفاقا مع وزارة الاتصالات من أجل تنفيذ هذا الغرض.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الفوز الأول.. كأس عاصمة مصر تفتح باب الحلم لسيراميكا أمام الأهلي

انهيار سد فى ولاية واشنطن.. والسلطات الأمريكية تصدر أوامر إخلاء للسكان

محافظ القليوبية: المنازل المجاورة للسكة الحديد لم تتأثر بسقوط الحاويات

غرامة تصل لـ 5 ملايين جنيه عقوبة نشر أخبار خاطئة عن الطقس

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية قبل انطلاق بطولة أمم أفريقيا والقناة الناقلة


الصقر: لم يكن هناك تنسيق مع حسام حسن وضغطت على طولان لاستكمال المهمة

سقوط حاويات فارغة من أعلى قطار بجوار طريق الإسكندرية الزراعي دون إصابات

حالة الطقس اليوم الثلاثاء 16 ديسمبر.. انخفاض بالحرارة وأمطار بعدة مناطق

موعد مباراة المغرب والأردن في نهائي كأس العرب 2025

حسام الحسينى عن انفصاله: الطلاق حصل من 2020 واليوم انتهينا من إجراءاته الرسمية


إخلاء سبيل سائق الأتوبيس المتسبب في تهشم شقة مدينة بدر

الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق

دخل علينا غرفة النوم.. تفاصيل اقتحام أتوبيس مدارس شقة سكنية فى بدر.. صور

ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى

حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

صور الأقمار الصناعية.. تدفق السحب وتوقعات أمطار بهذه المحافظات تصل للسيول

موقف يحسد عليه.. بن أفليك يحضر عرضا مدرسيا لابنه بحضور زوجتيه السابقتين

الأرصاد تحذر: تدفق السحب الممطرة وأمطار على هذه المحافظات الساعات المقبلة

منتخب المغرب يكتسح الإمارات بثلاثية ويتأهل الى نهائى كأس العرب 2025

رسالة غضب من ترامب إلى نتنياهو بسبب غزة وسوريا.. ماذا قال البيت الأبيض؟

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى