فى ذكرى مقتل الحسين.. هل رأى إبراهيم عيسى سيد الشهداء؟.. الكاتب يجيب

رواية دم الحسين
رواية دم الحسين
كتب بلال رمضان
فى الثانى عشر من أكتوبر لعام 680 ميلادية وقعت معركة كربلاء، واستمرت لمدة ثلاثة أيام، تلك المعركة التى ما زالت حتى يومنا هذا يتردد صداها فى كل عام، كانت بين الإمام الحسين بن على بن أبى طالب، وابن بنت نبى الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وجيش يتبع يزيد بن معاوية.
 
فى رواية "دم الحسين" يسرد الكاتب والإعلامى إبراهيم عيسى، أحداث القصة الكاملة لمقتل الحسين، سيد الشهداء، وسيد شباب أهل الجنة، ويقول فى مقدمة الطبعة السادسة، والصادرة عن دار الكرمة، عام 2012: التاريخ معلم عظيم. ليس - إذن - من قبيل المصادفة أن يكون المفسر العلامة ابن كثير، صاحب أهم التفاسير الشارحة للقرآن الكريم، هو نفسه صاحب المجلد الضخم "البداية والنهاية"، أهم مراجع التاريخ الإسلامى كافة. وليست مصادفة - كذلك - أن يكون "تاريخ الرسل والملوك" للإمام الطبرى واقفا على قدم المساواة مع عطاء الطبرى الفكرى والدينى والتفسيرى. وإنهما - وغيرهما - عرفا معنى التاريخ، وأنه الساحة المفتوحة لاختبار واختيار الدين والدنيا. التاريخ - قصصا وحكايات وسيرا - مدرسة حقيقية لكل تلاميذ الحقيقة.
 
وأضاف الكاتب فى مقدمة روايته: والغريب أن أحدا من الذين يتشدقون ويفتون ويرمون الناس بالفتاوى لم يعط نصف وقته - أو ربعه - لقراءة التاريخ وفهمه، وليعلم يقينا أن السياسة غير الدين، وأن الدين ليس مطية الساسية، وأن أناسا رفعوا المصاحف والسيوف - والبنادق - بعضهم أمام بعض، مع أنهم لا يختلفون كثيرا - ولا أبدا - فى شروح الآيات وفقه السنة، وإنما استخدم كل طرف الآيات والأحاديث لهثا وراء الحكم والنفوذ والمال.. وقطع الرقاب.
 
الدين كانت معركته سهلة.
 
أما الدنيا فهى معركة دامية.
 
وأهم ما يُفصح عنه التاريخ أن الدين قد تم استعماله واستخدامه - ولا يزال - لصالح الدنيا. كما أن القيم الشريفة والخصال الرفيعة تدهس دوما تحت حوافر الخيل وجنازير الدبابات.
 
ويطرح إبراهيم عيسى، فى مقدمته، سؤالا ويجيب عليه، وهو: هل هذا وقت الحديث عن الحسين؟، ليجيب، نعم فى كل وقت نحن فى حاجة إلى هذا الزمن، ومع كثرة ما كتب - وما قرئ - عن الحسين سيد الشهداء، وسيد شباب أهل الجنة، جعلنا الله من شبابها، فإن كثيرا من العيون والأقلام أغفلت الحديث عما حدث بعد مقتل الحسين.
 
ويرى إبراهيم عيسى أنه باسم دماء الحسين الطاهرة، فإننا يمكن أن ننخدع بالشعارات واللافتات، بدءًا بـ"يا منصور أمت"، وانتهاء بـ"الإسلام هو الحل"، لمجرد نبل وعظمة وأهمية الشعار، لكن فى النهاية، يظل الشعار، مهما كان، شعارا، أما الذى يطبقه، وأما كيف يطبقه، فهذه هى القضية.
 
عن أجواء كتابة رواية "دم الحسين" التى تدور أحداثها بين عامى 60 و67 هجريا، يقول إبراهيم عيسى: كم مرة بكيت وأنا أكتب هذا الكتاب. فجأة حضر التاريخ كله فى حجرة مكتبى. وجدت السيوف اللامعة، والدم المراق، ودفقات الجثث، وصراخ الثكالى، والأحصنة اللاهثة، والحر القائظ، وألسنة النار، وألوان الخيانة، وعتمة الغدر، ودهاليز السياسة، وستائر القصور، وجموع الرؤوس المقصوفة والمذبوحة.. وجدت كل هذا على المقعد المقابل، وحول حواف المكتب، وفوق المكتب، وتحت أوراقىن وخلف ظهرى، واندفع الدم ساخنا وسخيا على أقلامى وأوراقى وكتبى، حتى ظننت أنها النهاية. ثم أننى رأيت الحسين!.
 
ويوجه إبراهيم عيسى رسالة إلى قارئ هذه الرواية، بأنه يضمن له أمران، الأول، وهو أنك سوف تحب سيد الحسين أكثر، والثانى، أنك سترى هولا لا تطيقه، ودماء لم تعهدها، وأحداثا أغرب من أن تتخيلها. وكل هذا حقيقى، وسنده الأساسى ابن كثير والطبرى.
 
تنتهى رواية "دم الحسين" بمشهد لا شك فى أن القارئ لن يتخيله على الإطلاق، فمعروف مسبقا، تاريخيا، أن الحسين سيد الشهداء، قتل، ولكن فى فصل بعنوان "مقابلة تاريخية مع الحسين بن على" يرسم إبراهيم عيسى أحداثا يمزج فيها بين الحاضر الحالى، وبين التاريخ، يحضر فيها الحسين بن على، ويراه إبراهيم عيسى، ويقسم على ذلك، ويدور حوار بينهما، فيسرد أحداثه للقارئ. دنوت حتى صدره، ووضعت رأسى على كتفه، وانهمرت فى دمع لا معدود، وحزن لا مردود، وجرح لا محدود. ربت على وقال: يا ولدى، بعد مئات السنين، كشف الله لك صحرائى، ورسم لك صورتى، وأعلمك بحالى، وأراك قتالى، فماذا تطلب بعد، والطرق سد، والحزن مد؟. حينما انتهيت من قراءة الرواية، التقيت بالكاتب الكبير إبراهيم عيسى، فى حفل توقيع كتاب "يوما أو بعض يوم" للكاتب الكبير محمد سلماوى، وحينها سألته: هل حقا رأيت سيدنا الحسين، كما ذكرت فى روايتك؟، فأجاب: والله رأيته.

Trending Plus

الأكثر قراءة

مان سيتي ضد الهلال فى قمة نارية بمونديال الأندية.. مرموش فى صدام عربى أوروبى

مش بس المتهم.. 7 حقوق للمجني عليه في قانون الإجراءات الجنائية.. اعرفها

وزارة العمل تعيد بناء منظومة التدريب المهني بشراكات دولية ومحلية.. "تدرب واعمل.. وافتح مشروعك من مركز مهنى حكومى".. مراكز للتدريب المجانى تغطي الجمهورية بـ 83 مركزا.. وتستهدف مِهَنًا تواكب متطلبات السوق

قطاع الناشئين بنادى المقاولون العرب يجرى اختبارات بقرية محمد صلاح لاختيار مواهب كروية مثله تكريما له.. مشاركة فعالة للناشئين من الغربية والمحافظات المجاورة.. وتصعيد 100 من المشاركين للتصفيات بالقاهرة.. صور

كل ما تريد معرفته عن سباق تنظيم كأس العالم للأندية 2029 بمشاركة بيراميدز


المصري يسعى لتدعيم الجبهة اليمنى بعد اقتراب أحمد عيد من الأهلي

كارثة صحية جديدة فى غزة.. 35 حالة حمى شوكية فى مجمع ناصر الطبى

أوسكار يتابع الاختبار الفني والبدني لحكام معسكر الـ"VAR" من أمريكا عبر الزوم

إطلاق نار على رجال إطفاء أثناء إخماد حريق بولاية آيداهو الأمريكية

موعد مباراة باريس سان جيرمان ضد بايرن ميونخ فى ربع نهائى مونديال الأندية


ترامب يتهم جيروم باول بإبقاء معدلات الفائدة مرتفعة بصورة مصطنعة

شبح التسريح فى يوليو يهيمن على الخارجية الأمريكية.. واشنطن بوست: غضب بين الموظفين بعد الاستعانة بهم ساعات إضافية عند ضرب إيران.. ومطالبة السفارات بمشاركة صور سعيدة لحفل عيد الاستقلال تكشف ازدواجية إدارة ترامب

إيهود باراك: إنهاء الحرب على غزة أمر بالغ الأهمية

استخراج جثة سيدة بعد تقطيع السيارة إثر سقوط ونش عليها بطريق الأوتوستراد

أحمد حسام: هعرف أثبت نفسى فى الزمالك.. ومابلولو وماييلى أصعب مهاجمين

وزير الخارجية يزف بشرى للمصريين بالخارج: بحث تجديد مبادرة استيراد السيارات

حازم إمام: دور لجنة التخطيط استشارى فى الزمالك.. وجون يتحمل المسئولية بمفرده

مصرع سيدة سقط عليها ونش أثناء تواجده داخل سيارته فى طريق الأوتوستراد.. صور

سائق متهور.. سقوط سيارة داخل ترعة على طريق أجا فى المنصورة

الأهلي يتفق مع رضا سليم على تسديد راتبه خلال "الإعارة"

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى