فى ذكرى ميلاده.. هل أحرق عبد الرحمن شكرى دواوينه حقا؟

الشاعر عبد الرحمن شكرى
الشاعر عبد الرحمن شكرى
كتب محمد عبد الرحمن
الشعراء الأكثر إحساسا بالواقع المؤلم، وهم أكثر الناس تأثرا بالأحداث، وأكثر البشر إحساسا بقبح الماضى وغموض المستقبل، وكثيرا منهم كانت نهايته مريرة بعدما امتلكه اليأس وسيطر عليه الاكتئاب، وكانت نهايته مسيرة حزينة أكثر درامية مما تناولوه فى أشعاره وقصصه.
 
واحد من هؤلاء الذين وجد اليأس له طريقا وتسلل التشاؤم إلى داخله، كان الشاعر الكبير عبد الرحمن شكرى، رغم مقاومته الشلل فى جانبه الأيمن، ورغم صعوبات المرض كى يتبعد الكتابة، لكنه أبى أن يترك محبوبته، وقرر تدريب ساعده الأيسر على الكتابة، لكن يبدو أن اليأس كان أقوى، والتشاؤم وجده هادئا فتسلل إليه ليكون صاحبة قبل رحيله.
 
وعبد الرحمن شكرى، والذى نحتفل اليوم بذكرى ميلاده الـ 132، هو شاعر مصرى من الرواد فى تاريخ الأدب العربى الحديث، فهو ثالث ثلاثة من أعمدة مدرسة الديوان التى وضعت مفهوماً جديداً للشعر فى أوائل القرن الميلادى الماضى، أما صاحباه فهما العقاد والمازنى، وما أكثر الدراسات عنهما وما أقلها عن شكرى.
 
لم يبق الكثير عن الشاعر الكبير، فرغم كل ما كتبه لكنه قرر التخلص من كل مؤلفاته، ولم يبق منها سوى ديوان واحد، وبعض الدراسات عنه.
 
بحسب دراسة بعنوان "التشاؤم عند عبد الرحمن شكرى" قدمتها الباحثة ثريا بنت بشير بن محمد الكعكى" قدمتها لحيازة درجة الماجستير بجامعة أم القرى بالمملكة العربية السعودية عام 2009، نقلت ما أشار إليه الدكتور شوقى ضيف، بأن شكرى كان متأثرا بالشعراء الرومانسيين، وانطباع شعره بالحزن والتشاؤم حيث يقول: إن أكثر النغم فى الديوان نغم الحب وهو حب محروم يائس وشجى ووراء هذا الحب تصور واسع لنفسه الشرية، وأحاسيسها إزاء الكون وهى أنغام استمدها مما قرأه فى الشعر الإنجليزى.
 
وتابعت الباحثة: إنه ورد عن أحد الباحثين أن الغرابة والجد فى شعر شكرى جعلت الجمهور يرفض معظم ما قدمه ويصدم ذوقه، ويعلل شوقى ضيف عدم إقبال الجمهور على أشعار شكرى، وبالتالى عدم فوزه بالهتافات، التى كان من قبله يحصل عليها مثل أحمد شوقى وحافظ إبراهيم، سببان هما: أن الجمهور لم يكن قد بلغ من النضج العقلى ما يمكنه من تذوق هذا النوع، وثانيها يرجع إلى أن شكرى لم يستطع أن يوازن بين الجديد وبين الصياغة القديمة كما وازن شعراء النهضة.
 
وجمع ما سبق أدى إلى تلك النزعة التشاؤمية لدى الشاعر، وانتهى الأمر به إلى اليأس المطلق، وحرق جميع ما لديه من نسخ ومؤلفات ودواوين وأصيب بضغط الدم ثم بالشلل فى شقه الأيمن سنة 1952، ويوم الاثنين 15 ديسمبر 1958 انتقل إلى ربه واستراح نهائيا منت ظلم الحياة ولؤمها، بحسب ما وصفت الباحثة.
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

الأكثر قراءة

مانشستر سيتى يكتسح كريستال بالاس بثلاثية بمشاركة شرفية لمرموش.. فيديو

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

نتيجة كلية الشرطة كاملة لعام 2025/ 2026 ثانوية عامة ومتخصصين.. فيديو

النيابة العامة تواصل تحقيقاتها في قضية أرض نادي الزمالك بحدائق أكتوبر

كل ما تريد معرفته عن قتل وإصابة 42 شخصا بهجوم استهدف عيد حانوكا بأستراليا


رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد مشروع شركة المانع القابضة القطرية بالسخنة

زوجة ضحية الدفاع عن منزله فى كفر الشيخ: "سكبوا البنزين على جسمه وولعوا فيه"

جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده

الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام


بدء إبلاغ المقبولين بكلية الشرطة بنتائج القبول للعام الدراسى الجديد

مستشار الرئيس للصحة يوصى بالبقاء بالمنزل عند الشعور بأعراض الأنفلونزا "A"H1N1

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

5 آلاف إثيوبي ملزمون بمغادرة أمريكا خلال 60 يوما.. ما السبب؟

قبول 1550 طالبًا من خريجي الحقوق بأكاديمية الشرطة

قبول 800 طالب من الحاصلين على الثانوية بأكاديمية الشرطة

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

صحيفة إنجليزية تحذر رونالدو من انتقال محمد صلاح إلى الدوري السعودي

اعرف كيفية الحصول على نتيجة كلية الشرطة لعام 2025/2026

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى