صور.. ذعر فى قرية الشريف ببنى سويف بسبب الحرائق مجهولة المصدر.. الأهالى يتهمون الجن.. طفلة: النيران اشتعلت فى البوص على كتفى.. والمزارعون يطالبون الأزهر بإرسال مشايخ للوقوف على أبعاد الأزمة.. الأوقاف: أفعال بشر

ذعر وهلع أصاب الأهالى، وخاصة من المترددين على الأراضى الزراعية بقرية الشريف التابعة لمركز "ببا"، جنوب محافظة بنى سويف، بعد انتشار ظاهرة "الحرائق مجهولة المصدر" منذ أكثر من 10 أيام، داخل أكوام البوص، والتبن وبين الأشجار والنخيل الموجود فى 3 مناطق زراعية كبيرة داخل القرية.

"اليوم السابع" تجول بين تلك الأراضى الزراعية بقرية الشريف، حيث يظهر على المشهد بقايا أعواد بوص وتبن وشجيرات مشتعلة وأماكن أخرى مازالت تصدر من بين أعوادها الدخان الناتج عن تلك الحرائق. جراكن المياه والمصاحف هما الحصنان اللذان يمتلكهما مزارعو قرية الشريف، حيث يهرول الأهالى نحو تلك الجراكن لجلب كميات من المياه لإخماد تلك النيران حال اشتعالها مع قراءة آيات من القرآن الكريم.

فهيم عزمى فهيم أحد مزارعى منطقة "مجرة كوم التراب" بقرية الشريف التابعة لمركز ببا بمحافظة بنى سويف، تحدث لـــ"اليوم السابع" قائلا "نفاجأ باشتعال النيران فى بوص الذرة والربيع المركون على حواف الحقول كغذاء للماشية أثناء جلوسنا بالحقول، دون أى سبب"، مشيرا إلى أنه فقد بوص فدان ونصف من الأراضى الزراعية كانت مخزونا للماشية الخاصة به طوال فترة الصيف.

وتابع فهيم عزمى فهيم: "الجن من يفعل ذلك، وأحضرنا مشايخ من مركز ببا وسدس وأخبرونا أن شخصا أحضر الجن ولم ينجح فى صرفه والخسائر كبيرة، وهناك 3 مناطق فى القرية تنتشر بها الحرائق طول المنطقة الواحدة 2 كيلو".

وروت إحدى الأطفال وتدعى حورية سيد صالح ما حدث معها منذ دقائق قائلة: "كنت فى الحقل مع والدى وطلب منى حزمة بوص للماشية، وفوجئت بصراخ الأهالى فألقيت البوص على الأرض لاشتعال النيران بها أثناء حملى لها".

وقالت الطفلة حورية، "إنها لا تجد البوص والتبن لإطعام الماشية، وأغلب الفلاحين يتركون الماشية فى المنازل خوفا من تعرضها، للأذى".

ويوضح عبد اللطيف شاكر، أحد مزارعى المنطقة، "الأهالى أخبرونى بأن الدور علىّ فى اشتعال النيران، وعندما ذهبت إلى الحقل فوجئت باشتعال النيران، مؤكدا "لا نستطيع أن نخمدها سوى بتلاوة آيات من القرآن الكريم واستخدام المياه التى تزيد من اشتعاله فى مرات كثيرة". 

وتابع مرزوق قرنى محمد أحد الأهالى، "فوجئت أول أمس باشتعال النيران  صباحا فى التبن المخز لماشيتى، ثم اشتعالها فى التبن ملك شقيقى، وعقب إطفائها اشتعلت فى البوص الخاص بى مرة أخرى"، مشيرا إلى أن إحدى المواشى نفقت نتيجة تأثرها بالنيران وأخرى تصارع الموت".

ويروى سيد صبرى أحد أهالى القرية، إن النيران اشتعلت داخل الحقل الخاص به 4 مرات أول أمس، مشيرا إلى أن قصة اشتعال النيران بدأت منذ 3 أسابيع، حيث كانت النيران تشتعل وقت صلاة الجمعة فى أحد الحقول ثم تعود مرة أخرى فى الجمعة التالية فى حقل أخر، إلى أن أصبحت النيران يومية فى 3 مناطق زراعية بالقرية".

ويقول عم إمبابى "نفاجأ باشتعال النيران فى البوص والتبن والأشجار والنخل دون أى سبب، ولا نتهم أحدا".

أكد أحد أهالى القرية الذى رفض ذكر اسمه، أن قرية الشريف التابعة لمركز ببا جنوب محافظة بنى سويف تعرضت منذ نحو 5 أعوام لاشتعال نيران فى بعض المنازل الموجودة بها، وتم إحضار مجموعة من المشايخ وتم إنهاء الأزمة، مشيراً إلى أن الكثير من الأهالى يلوحون إلى أن البحث والتنقيب عن الآثار هو السبب فى اشتعال النيران داخل بعض المناطق الزراعية فى القرية.

وطالب المزارعون المتضررون من المشكلة بقرية الشريف التابعة لمركز ببا جنوب محافظة بنى سويف الأزهر الشريف ووزير الأوقاف بإرسال مجموعة من المشايخ إلى القرية للوقوف على أبعاد المشكلة، وإيجاد حلول لها فى ظل ارتفاع أسعار المشايخ الذى يصل  إلى 5 آلاف جنيه.

من جانبه، قال الشيخ محمد أبو حطب وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة بنى سويف، إن أحدا لم ير تلك النيران التى تشتعل بمفردها، وربما تكون تلك نتيجة أفعال بشرية، "قطة أو كلب محترقة انتقلت النيران من خلالها من مكان إلى آخر، أو نتيجة أى تفاعلات كيميائية داخل الأرض.