فقيه سعودى: الانفلات فى الفتوى زاد بصورة كبيرة

الدكتور الفقيه والمفكر السعودى عبد الله فدعق
الدكتور الفقيه والمفكر السعودى عبد الله فدعق
كتب لؤى على
قال الدكتور الفقيه والمفكر السعودى عبد الله فدعق، أن حياتنا أصبحت مسرحا مستوعبا للغث والسمين ممن يتصدى للفتوى، وأن السيولة الكبيرة في الاستفتاء والإفتاء زادت كثيرا من انفلات عيار الفتوى، فالفتوى فى هذا الزمان كالزمان المنفلت في كل مجالاته وميادينه، وهي ليست بريئة من الانفلات.
 
وتابع خلال مداخلته بمؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم المنعقد تحت عنوان "التجديد فى الفتوى بين النظرية والتطبيق "، أن مفهوم الصناعة ليس متداولاً في مجال الفتوى وميدان إصدار الأحكام الشرعية، ولا أجد أي بأس من القول بأن الفتوى صناعة؛ يقول العالم الأندلسي ابن عتاب: "الفتية صنعة" ـ نقله الإمام ابن سهل الأسدي في كتاب الإعلام بنوازل الأحكام، المعروف بالأحكام الكبرى، ومنه نفهم أن الفتوى منتج صناعي ناتج عن عناصر عدة؛ منها الدليل، والعلاقة بينه - بأطيافه المختلفة -، وبين الواقع بكل تعقيداته؛ فالمفتي عندما ترد إليه نازلة في قضايا لا نص بخصوصها ولا نظير لها؛ عليه أن يقوم بالتشخيص والتكييف والنظر في الواقع، وعليه أن يتلمس الأدلة على الترتيب من نصوص وظواهر ويبحث عن الحكم الشرعي الذي ينطبق على الموضوع إن كان بسيطاً، وعلى أجزائه إن كان مركباً، وإلا فاجتهاد بالرأي من قياس بشروطه واستصلاح واستحسان.
 
كما أني لا أجد أدنى غضاضة في أن أستدل بالعلل الأربع التي ذكرها مؤسس علم المنطق، وثاني الفلاسفة الغربيين (أرسطو) تلميذ أفلاطون العلة المادية، والعلة الصورية، والعلة الفاعلة، والعلة الغائية، بل هي أساس لمن يريد أن يتصور أي أمر في هذه الحياة، بدليل قول المولى ـ سبحانه وتعالى ـ: {وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا..}.
 
علينا في الفتوى أن ننظر في المادة التي تُستمد من مصادر التشريع المعروفة، والتي يمكن أن نسميها (المولدات)، آخذين في الاعتبار أن كل شيء يوجد فى القرآن بالجملة لا بالتفصيل، وأن السنة تنشئ الأحكام، ولولاها لأمكن للرجل أن ينكح شقيقة زوجته أو عمتها أو خالتها وهو مقترن بها، وبعد ذلك علينا أن نتصور تركيبها، والمفتى الذى سيتولى أمرها، والغاية منها.
 
وأختم بأن القلب والعقل يعانى من الفتاوى التي لم تزد المؤهلين للعنف إلا تفجيرا وتقتيلا، وباسم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحاشاه، وهو القائل: "إن الله لم يبعثني معنتا، ولا متعنتا، ولكن بعثتي معلما ميسرا".. حفظ الله لنا أهل العقول الواعية.

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

زلزال بقوة 7.5 درجة يضرب ممر دريك بين أمريكا الجنوبية والقارة القطبية

24% من مقاعد انتخابات نقابة الأطباء تحسم بلا منافسة.. التزكية تغلق باب السباق الانتخابى بـ6 فرعيات ومقعدين بالعامة بإعلان فوز المرشحين.. تراجع أعداد مرشحى "العامة" و"تحت السن" تسجل انخفاضا 50% مقارنة بـ2023

الطقس اليوم.. شديد الحرارة ونشاط للرياح وسحب والعظمى بالقاهرة 36 درجة

تهم تواجه التيك توكر بطة ضياء.. أبرزها هدم القيم الأسرية (انفوجراف)

"حب يا حب و قاعدة وبتفرج".. أغنيتان جديدتان لهيفاء وهبي من ألحان بلال سرور


اعرف الحد الأدنى للقبول بمدارس الثانوى العام فى القاهرة بعد تخفيضه مرتين

كل عام وأنتم بخير.. معهد الفلك يكشف موعد المولد النبوى الشريف 2025

موعد مباراة الأهلي ضد غزل المحلة فى الدوري والقناة الناقلة

غدا أخر فرصة للتقديم.. فرص عمل فى السعودية بمرتبات 80 ألف جنيه شهريا

علي الحجار يتألق بأجمل أغانى تترات مسلسلات الصعيد بمهرجان القلعة


جمعوا 100 مليون دولار.. غانا تسلم أمريكا "النصابين الثلاثة".. ما القصة

تقارير استخباراتية إسرائيلية : أغلب ضحايا حرب غزة من المدنيين

مصرع شخص وإصابة 2 آخرين فى حادث تصادم سيارة نقل فنطاس وخلاطة بالتجمع.. صور

على لطفى رجل مباراة سموحة وزد فى الدورى الممتاز

إسرائيل تشرع في تنفيذ مشروع استيطاني جديد بالضفة لمنع قيام الدولة الفلسطينية

تنفيذ الإعدام بحق المتهم الرئيسى فى جريمة اغتصاب سيدة أمام زوجها بالإسماعيلية

قاتل الطيار الأردنى معاذ الكساسبة يستأنف على حكم حبسه.. تفاصيل

المستشار محمود فوزي: دعوا الوقت يثبت جدية الحكومة فى تطبيق قانون الإيجار القديم

بيانات الكيان الصهيونى تفضح مجازر الاحتلال.. 83% من شهداء غزة "مدنيين"

محمد الشناوي يخوض مراناً مُنفرداً بعد وفاة والده رغم حصول الأهلى على راحة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى