"حرب باردة جديدة" بين واشنطن وبكين.. سجال تجارى وسياسى متبادل.. خبراء للجارديان: ترامب وبينج سيحاولان رأب الصدع رغم الخلافات فى قمة العشرين فى نوفمبر.. والطرفان يريدان تجاوز الصراع رغم الخطاب العدوانى

الرئيس الأمريكى - دونالد ترامب ونظيره شي جين بينج
الرئيس الأمريكى - دونالد ترامب ونظيره شي جين بينج
كتبت رباب فتحى
سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على "الحرب الباردة الجديدة" بين واشنطن وبكين، وقالت إنه رغم تجاهل كل من الولايات المتحدة والصين القواعد والقيود التي أبقت التنافس العالمي في القرن الواحد والعشرين تحت السيطرة، مما فتح الطريق أمام تصاعد الصراع بين الطرفين، إلا أن كلا من الرئيس دونالد ترامب ونظيره الصينى شى جين بينج لديهما حافز قوى ليحاولان دفع العلاقات إلى الأمام عند لقائهما في اجتماع مجموعة العشرين فى الأرجنتين فى نهاية نوفمبر المقبل. 
 
واتهم المسئولون الصينيون واشنطن ببدء حرب باردة جديدة ، لكن التزاحم بين القوتين أظهر بالفعل أن الصراع بينهما يمكن أن يشتد، إذا لم يتم اتخاذ إجراء لنزع فتيل التوتر. ولفتت "الجارديان" كيف تناوشت كلا من الصين وأمريكا خلال الأسابيع الماضية، فبدت الحرب التجارية وشيكة بين البلدين، فضلا عن اقتراب سفن البلدين من الاصطدام فى بحر الصين الجنوبى، فى الوقت الذى نصب فيه مكتب التحقيقات الفيدرالى FBI فخًا لمسئول استخباراتي صيني كبير في بلجيكا ، وتم تسليمه إلى الولايات المتحدة ، مما أثار الغضب في بكين.
 
وبالتزامن مع هذا، عززت واشنطن بشكل كبير خطابها العدواني الذى يصور الصين على أنها خصم خطير. واتهم دونالد ترامب في اجتماع لمجلس الأمن الدولي الشهر الماضي بكين - دون ذكر أدلة - بالسعي للإطاحة به من خلال التدخل في الانتخابات الأمريكية.
 
وبعد بضعة أيام ، استمرت الإدارة الأمريكية فى الهجوم على بكين، حيث اتهم نائب الرئيس ، مايك بنس الحكومة الصينية باستخدام أساليب "قسرية" للتدخل في السياسة الداخلية للولايات المتحدة من أجل "وضع رئيس أمريكى مختلف" فى السلطة". ومثل ترامب، لم يقدم بنس أدلة على هذا الادعاء.
 
وقال معظم الخبراء إن الصين -على الرغم من كونها رائدة في التجسس الاقتصادي الذى يهدف إلى مواجهة سياسات التعريفة التى يفرضها ترامب- لم تحاول اختراق الانتخابات الأمريكية بالطريقة التي تدخلت بها روسيا في انتخابات عام 2016 ، والتى انتهت بوصول ترامب إلى المكتب البيضاوي.
 
ومع ذلك، أنهت الحكومة الصينية اتفاقية "وقف إطلاق النار الإلكتروني" التى وقعها كلا من الرئيس شي جين بينج ، وباراك أوباما عام 2015 ، مما أطلق العنان لجيوش القراصنة مرة أخرى سعيا وراء الأسرار التجارية للشركات الأمريكية.
 
كما أمرت بكين أسطولها باستخدام تكتيكات أكثر جرأة لمنع السفن الأمريكية والقوات الحليفة من الإبحار بالقرب من الجزر والشعاب في بحر الصين الجنوبي من أجل السيطرة على الممرات البحرية الاستراتيجية.
 
ورغم أن التجسس الإلكتروني لم ينته بأى شكل من الأشكال فى عهد أوباما، إلا أن الاتفاق مع نظيره الصينى أدى إلى انخفاض حاد في سرقة الملكية الفكرية من قبل الدولة الصينية لصالح تعزيز التنافسية للصناعة الصينية. ووفقا لديميتري ألبروفيتش ، المؤسس المشارك لشركة CrowdStrike للأمن السيبراني انتهت هذه الهدنة الآن. 
 
 
وقال ألبروفيتش على موقع تويتر للتدوين القصير: "يمكن الآن للجمهور أن يؤكد أن الصين عادت (بعد انخفاض كبير في النشاط في عام 2016) إلى كونها تهديدا ضد الصناعة الغربية".
 
 
وأضاف قائلا "بعد أشهر قليلة من اتفاقية أوباما وشى في سبتمبر 2015 ، شهدنا انخفاضا بنسبة 90 ٪ في التدخلات التي ترعاها الدولة الصينية ضد القطاع التجارى الغربى. وبدأوا فى التدخل مرة أخرى عام 2017 وتسارع هذا الاتجاه منذ ذلك الحين ".
 
وقال كريستوفر باينتر ، دبلوماسي أمريكي في مجال الفضاء الإلكترونى في إدارة أوباما ، إن بكين وافقت على الصفقة الإلكترونية لعام 2015 لرغبتها فى ألا يهيمن شبح العقوبات على زيارة شى الرسمية للبلاد. 
وأضاف قائلا "إذا كانت الزيادة المُبلغ عنها صحيحة ، فهذا يعود بشكل جزئي إلى التدهور في العلاقة الكلية". 
 
ومن ناحية أخرى، صعدت الولايات المتحدة من إجراءاتها المضادة ، وانتقلت من مبدأ الدفاع ، وتعديل نقاط الضعف ، وتحديد هوية المهاجمين الصينيين على الإنترنت ، إلى الهجوم.
 
 في الأسبوع الماضي ، تمكنت وزارة العدل الأمريكية للمرة الأولى من تسليم ضابط استخبارات صيني رفيع المستوى ، يدعى يانجون شو ، تم إغوائه إلى بلجيكا في الأول من أبريل. 
 
 
وأضافت الصحيفة أن الصين لا تتحدى الولايات المتحدة فقط فى مجال التجارة والحرب الإلكترونية، وإنما تدفع قواتها المسلحة بنفوذها الإقليمى إلى المحيط الهادئ حيث تسيطر على الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي ، وتبني مواقع عسكرية فوقها وتطالب بالمياه المحيطة بها.
 
ومع ذلك، رأى دالى يانج أستاذ بجامعة شيكاجو أن قيادة الدولتين لا ترغبان فى التصعيد وقال إن ما يحدث " جزء من عملية المساومة..لقد اتخذت القيادة الصينية موقفا أكثر حذرا ، ولم تشجع البلاد بأكملها على الاحتشاد ضد الولايات المتحدة. لقد كانوا حذرين في تعديل مزاج الصحافة الصينية. يرقص الطرفان برقة شديدة رغم الخطاب شديد اللهجة".
 
 
 
 
 
 
 
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

اللحظات الأخيرة فى حياة تيمور تيمور.. أنقذ ابنه من الغرق قبل وفاته غرقا

الزمالك يتعثر أمام المقاولون ويهدر أول نقطتين فى سباق الدورى.. صور

التحفظ على فنانة تشكيلية بحالة عدم اتزان تسببت في حادث أعلى محور 26 يوليو

الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية تنعى مدير التصوير تيمور تيمور

أشرف زكى يكشف سبب رحيل مدير التصوير تيمور تيمور: توفى غرقا


وفاة مدير التصوير تيمور تيمور.. ونقابة المهن التمثيلية تنعى الفقيد

استعدوا لأهم الظواهر الفلكية.. خسوف كلى للقمر يراه الوطن العربي في هذا الموعد

تعادل سلبى فى شوط متوسط المستوى بين الزمالك والمقاولون.. صو

موعد آخر موجة حارة فى صيف 2025.. الأرصاد تكشف حقيقة بداية الخريف

مرموش يسجل ظهوره الأول في البريميرليج بالموسم الجديد مع مان سيتي


وفد من وزارة الثقافة ونقابة الممثلين يزور نجوى فؤاد فى منزلها بعد استغاثتها

فيديوهات اجتاحت السوشيال ميديا.. علاء الساحر وطليقته وقصة الاحتجاز والضرب

العلمين الجديدة.. جوهرة تاج المتوسط.. موقع سفر عالمى: المدينة تنافس أهم وجهات السياحة الأوروبية الرائدة فى اليونان وإيطاليا وإسبانيا.. وتؤكد: تطويرها جزء من استراتيجية مصر الشاملة لتنمية الساحل الشمالي الغربي

سقوط فراولة وتفاحة.. تيك توكرز من الرقص المثير لتجارة المخدرات

الراجل يقرب يا خونة.. مصريون يتصدون لتجاوزات الإخوان أمام سفارة مصر بهولندا.. فيديو

فيلم ريستارت يحتل المركز التاسع ضمن قائمة الأفلام الأكثر تحقيقًا للإيرادات

حقيقة إعلان المحكمة الرياضية قرارها بشأن شكوى بيراميدز

موعد مباراة مصر وأيسلندا لحسم المركز الخامس ببطولة العالم لليد تحت 19 عاما

كواليس استبعاد 7 لاعبين من الزمالك أمام المقاولون.. بانزا والجزيري الأبرز

وزارة التعليم: حظر تحصيل أية مبالغ مالية من أولياء الأمور

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى