لأول مرة.. إدراج القهوة ضمن الخطوط الاسترشادية العالمية لعام 2018 للوقاية من سرطان الكبد.. وتوصيات بتناول فنجانين يوميا.. الأطباء: نسب سرطان الكبد بمصر تبلغ 10 أضعافها في السنوات الأخيرة.. و30 حالة لكل 100 ألف

يعتبر سرطان الكبد أكثر أنواع السرطانات شراسة، ولكن تبقى الوقاية التى يجب الاهتمام بها  أهم من العلاج ، وقد تم وضع القهوة على رأس أهم المشروبات التى تقى من الإصابة بسرطان الكبد، وقد تم وضعها ضمن الخطوط الاسترشادية العالمية لعام 2018 حيث نصح الأطباء بتناول فنجانين من القهوة يوميا للوقاية من سرطان الكبد.  

سرطان الكبد يزيد بمعدل 10 إضعاف فى السنوات الأخيرة
 

من جانبه، قال الدكتور محمد على عز العرب، أستاذ ومؤسس وحدة الأورام بالمعهد القومى للكبد، إن هناك زيادة فى نسب الإصابة بسرطان الكبد فى مصر، خلال الـــ 30 سنة الماضية، لتصل إلى 1000% أى بمعدل 10 أضعاف النسب المعتادة.

وأوضح أن مصر أصبحت من الدول عالية الاصابة بسرطان الكبد، حيث تجاوزت نسب الاصابة 30 حالة لكل 100 ألف من عدد السكان، وهذا يرجع أساسا لعدة عوامل منها:

أولا: انتشار تليف الكبد نتيجة فيروس سى،مما أدى إلى زيادة ظهور مضاعفات التليف ومنها أورام الكبد الأولية.

ثانيا :  الاصابة بفيروس بى يؤدى لسرطان الكبد وقد بلغت النسبة فى مصر من 2 إلى 4 % من عدد السكان، مشيرا إلى أن مصر تعتبر فى المرحلة الرمادية لخريطة فيروس بى على مستوى العالم.

 ثالثا: من أهم العوامل التى تؤدى إلى الاصابة بأورام الكبد هو انتشار " الافلاتوكسين" فى مصر، نتيجة عوامل سوء تخزين الحبوب،والمكسرات، والبصل، مضيفا أن هذا السم يتم إفرازه من فطر يسمى" الاسبرجلس فلافوس "، ووجد أن له علاقة مباشرة بحدوث سرطان الكبد فى الكثير من الدراسات الدولية والمصرية.

كما أثبتت عدة دراسات أن نسبة الافلاتوكسين فى دم مريض سرطان الكبد أعلى منها فى مرضى تليف الكبد، ويتم اكتشافه عن طريق تحليل الاليزا"ELISA  "، كما أثبتت عدة دراسات وجود" الافلاتوكسين" فى بعض الحبوب، مثل القمح، والذرة، والفول السودانى، واللوبيا، بنسب مختلفة مما يستوجب مراقبة تخزين الأطعمة والحبوب باستخدام أجهزة معينة تعتمد على تقنية HIGH PERFORMANCE LIQUID CHROMOTOGRAPHY

رابعا : من ضمن أسباب الإصابة بأورام الكبد الإصابة بالكبد الدهنى الغير كحولى الناتج عن مرض السكر، أو اختلال دهون الدم، شامل الكولسترول، والدهون الثلاثية، والكولسترول منخفض الكثافة ،وكذلك السمنة المفرطة، وأيضا الرجيم القاسى الذى يؤدى إلى نزول الجسم بسرعة، واستئصال جزء من الأمعاء، وكذلك هناك بعض الأدوية مثل أدوية الصرع..

الكبد الدهنى سيصبح السبب فى انتشار سرطان الكبد بعد فيروس سى
 

وأشار الدكتور عبد الخالق حامد، أستاذ أمراض الكبد والسكر بالأكاديمية الطبية العسكرية، إلى كثرة أعداد مرضى الكبد الدهنى والسكر فى العالم في مصر حيث قاربت على 30 %، وبالتالى فإنه من المتوقع حدوث مرض سرطان الكبد بنسبة عالية، وبالتالى يجب أن تكون هناك أدوية تؤثر على منع حدوث تليف الكبد، ولكن حتى الآن لم تظهر هذه المجموعة من الأدوية، وهى لازالت فى المرحلة الثالثة من الدراسات الإكلينيكية،.

وأوصى بتغيير نمط الحياة من خفض الوزن، والأهم من ذلك ممارسة الرياضة المنتظمة مهما كان الوزن، وثبت أن هذا يؤثر على حدوث هذا المرض بنسبة كبيرة، وأيضا من الأدوية رخيصة الثمن التى تمنع هذا المرض هو عقار "المتفورمين" المستخدم فى علاج السكر.

وقد أكد أن الدراسات أظهرت أن اللحوم الحمراء تزيد من فرص حدوث سرطان الكبد عكس اللحوم البيضاء.

أورام الكبد الأعلى انتشارا وأكثرها شراسة
 

من جانبها، أكدت الدكتورة لبنى عز العرب، أستاذ علاج الأورام بطب عين شمس، أن أورام الكبد تعتبر من أشرس أنواع الأورام وأقواها نتيجة لأسباب عديدة ،من أهمها الإصابة بالفيروسات الكبدية، مشيرة إلى أن الحملة القومية للقضاء على الفيروسات الكبدية ستؤدى إلى انخفاض ملحوظ فى السنوات القادمة فى نسبة الإصابة بسرطان الكبد فى مصر.

 وقالت إن هناك آمال كثيرة فى الأبحاث الحديثة التى أصبحت تطبق فى مصر بكفاءة فى حالات سرطان الكبد من بداية المعايير الدولية للإستئصال الجراحى، إلى الحقن الموضعى بالمواد الكيماوية عن طريق القسطرة الكبدية ،والتى أصبحت توجه العلاج الكيماوى إلى الشريان المغذى للورم فقط دون إصابة الخلايا السليمة، هذا بالإضافة إلى العلاج الموجه فى الحالات المتقدمة موضعيا، والتى تعانى من انسداد بالوريد البابى بجلطة شريانية.

وقالت إن هذه العقاقير عبارة عن أقراص لعلاج سرطان الكبد يتم أخذها فى المنزل دون عناء الذهاب إلى المستشفى للتركيب الوريدى، وهذا أدى إلى تحسن السيطرة على الورم ،والثانويات المنتشرة ،وفترة بقاء المريض على قيد الحياة، وأصبح الآن المادة المشعة الموجهة للكبد أملا جديدا فى السيطرة على الحالات المستعصية.

وأضاف الدكتور أشرف عمر، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بطب القاهرة، إن طفرة حدثت فى علاج سرطان الكبد ،والذى سيؤدى إلى تغيير بروتوكولات العلاج بصورة جذرية فى المستقبل القريب.

وأضاف :"لأول مرة ومنذ أكثر من 10 سنوات يتم الموافقة على أكثر من علاج عن طريق الفم ،وأثبت فعالية كبيرة فى علاج سرطان الكبد المتقدم، كما تم التوصل إلى علاج مناعى جديد ذو فعالية كبيرة جدا فى علاج أورام الكبد المتقدمة"

ويعتمد العلاج على تحفيز جهاز المناعة على مهاجمة الخلايا السرطانية ،وحتى المنتشرة خارج الكبد، أما فى المستقبل القريب فسيكون هناك علاج مركب جديد يحتوى على أكثر من عقار ثبت فعاليته الكبيرة جدا أكثر من 70 % فى العلاج ،ومن المتوقع  اعتماده قريبا جدا من هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية" FDA"، مشيرا إلى أن المستقبل القريب يحمل بشرى لمرضى سرطان الكبد ،وحتى فى الدرجات المتقدمة .

للوقاية من سرطان الكبد.. اشرب القهوة
 

 وقال إنه لأول مرة يتم إدراج القهوة فى الخطوط الاسترشادية العالمية كأحد مضادات الأكسدة التى تساعد على الوقاية من سرطان الكبد ، موضحا أن القهوة تعتبر من مضادات الأكسدة الهامة على عكس ما كان يعتقد البعض من قبل بشكل خاطئ بأنها لها أضرارا كثيرة على القلب والكبد ، ولكن الأبحاث والدراسات الجديدة أثبتت بصورة علمية مدى أهميتها فى وقاية الكبد من الالتهابات المزمنة والتى تتطور إلى تليف ثم سرطان بالكبد.

وينصح بتناول أكثر من فنجانين قهوة فى اليوم للوقاية من سرطان الكبد، وتم اعتماد هذه التوصية ضمن الخطوط الاسترشادية العالمية لسنة 2018.