قرأت لك .. الرمز الصوفى.. ما الذى يريد المتصوفة قوله؟

غلاف كتاب الرمز الصوفى
غلاف كتاب الرمز الصوفى
كتب أحمد إبراهيم الشريف

يملك أهل التصوف عالما خاصا، قائما على إعلاء القيم الروحية، وفى سبيل حفاظهم على هذا العالم يغلف  المتصوفة عالمهم برمز خاصة، وذلك ما يكشف عنه كتاب "الرمز الصوفى بين الإغراب بداهة والإغراب قصدا"، تأليف أسماء خوالدية، صادر عن منشورات ضفاف – دار الامان – منشورات الاختلاف.

ويقول الكتاب، لقد أنشأ الصوفي لغته الخاصة، لغة نمتها أحواله ومقاماته ومواجیده فكانت محرارا معبرا عن صحوه وسكره وعن غیبته وحضوره وعن كشفه وستره، وعلى العموم كان خطابه – على غموضه أحیانا وتعمیته أحیانا أخرى – ذا قدرة استقطابیة عالیة ما زادته محن بعض الصوفیة تنكیلا وتقتیلا وتحريقا إلا قدرة على قدرة، وما زاده الرمز إلا مغايرة تراوح فیھا الترمیز بین البداھة والتقصد، فكانت المضامین لا تنكشف إلا بمقدار ولا تبین إلا بأقدار وبین إغراب الرمز الصوفى بداھة وإغرابه قصدا تراوحت القراءات فھما وتأويلا وتدبرا كل بحسب أفقه وكفاءته.

واستتباعا لكل ما في العماء من إلغاز وإبھام وما في نزوع الصوفیة إلى الحق من خفايا وأسرار كانت الرموز الطلسمیة عبارة عن تجلیات إلھیة مرت الحقائق فیھا من حالة الانحجاب والكمون إلى حالة الانكشاف والظھور بصیغ لا يقف على معانیھا إلا الخواص من الصوفیة ممن يتحوطون في التعبیر ويضنون بالحقائق فیحجبون معارفھم بحجب الرمز فلا تبین إلا بأقدار تتفاوت بحسب استعدادات كل سالك مريد.

لقد بتر الصوفیة قاعدة التوافق بین الدال والمدلول فالدال قاصر بالضرورة عن الإحالة على المدلول، والمدلول قاصر بالضرورة عن التعبیر على المحتوى الذھني للتجربة، وبالتالى لا قدرة للغة على استكناه التجربة الصوفیة وھذا نراه نسفا للوظیفة التواصلیة واستحداثا للغة بديلة عمادھا الإشارة حرفا أو شكلا أو طلسما.

الرمز الصوفي
الرمز الصوفي

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى