رياح التغيير تعصف بأنظمة أوروبا السياسية.. فورين بولسى: صعود الشعبويين وتراجع القوى التقليدية السائدة مجرد بداية.. غياب الصلة بين المواطنين والأحزاب المهيمنة أحد الأسباب.. والسياسة الأوروبية ستصبح أكثر تقلبا

ترامب واليمينية المتطرفة مارين لوبان مرشحة فرنسا الخاسرة
ترامب واليمينية المتطرفة مارين لوبان مرشحة فرنسا الخاسرة
كتبت ريم عبد الحميد

على مدار السنوات القليلة الماضية، شهدت أوروبا تحولات سياسية بارزة تمثلت فى صعود اليمين الشعبوى على حساب الأحزاب السياسية التى سيطرت على القارة لفترة طويلة. وتوقع البعض أن يكون هذا تحول مؤقت، وسرعان ما تعود الأمور إلى نصابها، لكن لا يبدو أن هناك عودة قريبة، فالحركات السياسية الراسخة التى حكمت دول أوروبا على مدار عقود طويلة تتلاشى بشكل سريع، حسبما تقول مجلة فورين بولسى الأمريكيىة، ويحل محلها سياسيون شعبويون قوميين وأحزاب ناشئة.

 

وفى تقريرها عن هذا التحول، تقول مجلة "فورين بولسى" إن التقلبات السياسية الراهنة التى تجتاح أغلب الغرب ما هى إلا بداية وليس نهاية عهد حديد من التغيير. فأوروبا والولايات المتحدة ودول ديمقراطية أخرى دخلت عصر جديد، أصبحت العادة الجديدة فيه هى تقسيم الأنظمة السياسية وصعود الأحزاب الشعبوية ومستويات مرتفعة من التقلبات الانتخابية وتراجع كبير للأحزاب السياسية التى كانت مهيمنة.

 

واستغرقت هذه العملية عقود وستظل لها آثار عميقة على السياسية ستكون أكثر قوة بكثير مما نشهده فى الوقت الراهن.

فوز ترامب فتح الباب أمام صعود الشعبويين فى الدول الأوروبية

ويوضح تقرير فورين بولسى إن هذه العملية بدأت فى الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضى وتسارعت خلال العقد الأول من الألفية، والآن تسفر عن تغير سياسى غير مسبوق. فخلال عقد واحد بين عامى 2004 و2015، انخفض متوسط نسبة التصويت للأحزاب التقليدية السائدة فى أوروبا بمقدار 14% ليصل إلى 72%. وتضاعفت نسبة التصويت للمنافسين الشعبيين الجدد سواء كانوا من اليسار أو اليمين لتصل إلى 23%. وتعرض يسار الوسط لخسائر غير مسبوقة. وفى العديد من الأنظمة السياسية، وصلت المشاركة بالتصويت للأحزاب التقليدية إلى مستويات منخفضة غير مسبوقة.. ففى ألمانيا تراجع الديمقراطيون الاجتماعيون فى العام الماضى ليحققوا أسوأ نتيجة لهم منذ عام 1933. وفى السويد تراجعوا إلى أدنى مستويات لهم منذ عام 1908.

 

وتبرر المجلة الامريكية السبب فى هذه التحولات فى الطريقة التى تآكلت بها الروابط بين المواطنين والأحزاب التقليدية، أو انهارت تماما فى بعض الحالات. ولم يحدث هذا بين عشية وضحاها، لكن تآكل دعم الأحزاب التى كانت مهيمنة من قبل كان مستمرا بعناد. فبحلول عام 2009، وقبل آثار الأزمة المالية العالمية، لم تقترب نسبة الناس الذين شعروا بأنهم قريبين لأى حزب إلى 54%. وهو ما مهد الطريق لصعود مجموعة من المنافسين الجدد.

 

وكان بعض المراقبين قد شعروا بصدمة من نتائج الانتخابات الأخيرة فى السويد التى خسر فيها الديمقراطيون الاجتماعيون وقدموا أسوأ أداء لهم منذ قرن، بينما حقق المعتدلون من اليمين الوسط ثانى أسوا نتيجة لهم منذ منتصف الثمانينيات. وفى المقابل حقق حزب ديمقراطيو السويدى الشعبوى القومى نسب غير مسبوقة. ولن تصل نسبة التصويت للحزبين الكبيرين فى البلاد سوى 48% وهى الأدنى منذ إعادة تنظيم النظام الحزبى فى السويد فى أواخر السبعينيات.

 

 وفى بريطانيا، وفى العقود الثلاثة التى سبقت البريكست، تراجعت نسبة من كانوا يشعرون بوجود علاقة قوية بينهم وبين أحد الحزبين الرئيسيين إلى الثلث.

مظاهرات بريطانية ضد بريكست

وخلصت "فورين بولسى" إلى القول بأن زوال الأحزاب التقليدية ليس مجرد مشكلة، بل تشير الأدلة إلى وجود تحول دائن فى نظام الأحزاب، ونتيجة لذلك، فإن السياسات الأوروبية ستصبح أكثر تقلبا فى السنوات المقبلة.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

أمم أفريقيا 2025.. منتخب مصر يفوز على نيجيريا بعد غياب دام 9 سنوات

أهداف مباراة مصر ونيجيريا الودية

22 قائدا للمنتخبات يدعمون محمد صلاح فى ذا بيست

منتخب مصر يهزم نيجيريا 2 - 1 فى البروفة الأخيرة قبل أمم أفريقيا.. صور

جوادالاخار ضد برشلونة.. تأجيل مباراة كأس ملك إسبانيا 30 دقيقة


غيابات بالجملة فى الزمالك أمام حرس الحدود

أسطورة ليفربول يوجه رسالة نارية إلى كاراجر: محمد صلاح لم يخطئ

تعرف على جميع الفائزين فى جوائز ذا بيست 2025

كارديف ضد تشيلسي.. تشكيل البلوز فى موقعة كأس الرابطة

نتيجة مباراة منتخب مصر ونيجيريا الودية بعد مرور 15 دقيقة.. صور


وظائف فى محطة الضبعة بمرتبات تصل لـ40 ألف جنيه.. اعرف التفاصيل

محامى عروس المنوفية: المتهم أقر فى التحقيقات بتعديه على زوجته حتى الموت

أحمد صلاح وسعيد يعودان للقاهرة بعد فسخ التعاقد مع طائرة السويحلى الليبى

كبيرة موظفى البيت الأبيض: ترامب لديه شخصية مدمن كحول وماسك يتعاطى كيتامين

يورتشيتش: حزين على خسارة الدورى.. وهناك أندية لا تتوقف فى الإشارة الحمراء

الحكومة توضح حقيقة فيديو وجود عيوب هندسية بكوبرى 45 الدولى بالإسكندرية

فتح باب التقديم للإشراف على حج الجمعيات الأهلية حتى 31 ديسمبر.. مؤهل عالٍ والسن لا يزيد عن 60 عامًا.. حصول المشرف على حد أدنى 65 درجة من أصل 100 لاجتياز الاختبار والقبول.. ومشرف لكل 46 حاج

تعرف على رسالة حمزة عبد الكريم إلى الأهلى بسبب عرض برشلونة

موعد مباراة منتخب مصر ونيجيريا فى التجربة الأخيرة قبل أمم أفريقيا

الإعدام لسيدة وعشيقها بالمنوفية بعد قتلهما الزوج بحيلة شيطانية

لا يفوتك


2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش

2025 THE BEST.. عمرو ناصر يخسر جائزة بوشكاش الثلاثاء، 16 ديسمبر 2025 04:37 م

المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى